أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-05-2015
![]()
التاريخ: 6-05-2015
![]()
التاريخ: 2024-09-27
![]()
التاريخ: 6-05-2015
![]() |
هو الشيخ طنطاوي بن جوهري المصري ، توفي سنة (1358هـ.) وتفسيره هذا يعتبر أطول أول من فسر القرآن الكريم في ضوء العلم الحديث ، ومن قبله محمد أحمد الإسكندراني ، ولكنه بصورة غير شاملة ، وكذلك جاء بعده مفسراً للقرآن بطريقة علمية حديثة محمد عبد المنعم الجمال في صورة أوجز ، حسبما يأتي .
ويرى الشيخ الجوهري أن معجزات القرآن العلمية لا زالت تنكشف يوماً بعد يوم ، كلما تقدمت العلوم والاكتشافات ، وأن كثيراً من كنوز القرآن العلمية ما زالت مذخورة ، يكشف عنها العلم شيئاً فشيئاً على مر العصور .
والشيخ الجوهري كان منذ صباه مولعاً بهكذا كشائف علمية دينية ، مغرماً بالعجائب الكونية ، ومعجباً بالبدائع الطبيعية ، مشوقاً الى ما في السماء والأرض من جمال وكمال وبهاء كما يقول هو عن نفسه قال في مقدمة تفسيره :
" لما تأملت الأمة الإسلامية وتعاليمها الدينية ، ألقيت أكثر العقلاء وبعض أجلة العلماء ، عن تلك المعاني معرضين ، وعن التفرج عليها ساهين لاهين ، فقليل منهم من فكر في خلق العوالم وما أودع فيها من الغرائب . فأخذت أؤلف كتباً لذلك شتى ، كنظام العالم والأمم وجواهر العلوم ، والتاج المرصع ، وجمال العالم ... ومزجت فيها الآيات القرآنية بالعجائب الكونية ، وجعلت آيات الوحي مطابقة لعجائب الصنع .... " (1) .
لكنه وجد أن هذه الكتب رغم كثرتها وانتشارها وترجمتها الى اللغات الأخرى كالأوردية والقازانية الروسية لم تشف غليله ، فتوجه الى الله أن يوفقه الى تفسير القرآن تفسيراً ينطوي على كل ما وصل إليه البشر من علوم ، فوفقه الله لتحرير هذا التفسير الجليل .
ومفسرنا هذا يقرر في تفسيره أن في القرآن من آيات العلوم ما يربو على سبع مائة وخمسين آية ، في حين أن علم الفقه لا تزيد آياته الصريحة على مائة وخمسين آية (2) .
ونجده كثيراً ما يهيب بالمسلمين أن يتأملوا في في آيات القرآن التي ترشد الى علوم الكون ، ويحثهم على العمل بما فيها ، ويندد بمن يغفل هذه الآيات على كثرتها ، وينعى على أغفلها من السابقين الأولين .
منهج المؤلف في التفسير
إنه يذكر الآيات فيفسرها أولاً لفظياً مختصراً ، لا يكاد يخرج بذلك عما في كتب التفسير المألوفة ، لكنه سرعان ما يخلص من هذا التفسير الذي يسميه تفسيراً لفظياً ويدخل في أبحاث علمية مستفيضة ، يسميها لطائف أو جواهر . هذه الأبحاث عبارة عن مجموعة آراء علماء الشرق والغرب في العصر الحديث ، ليبين للمسلمين وغيرهم أن القرآن الكريم قد سبق الى هذه الأبحاث ، ونبه على تلك العلوم قبل أن يصل إليها هؤلاء العلماء . ونجده يضع لنا في تفسيره كثيراً من صور النباتات ، الحيوانات ومناظر الطبيعة ، وتجارب العلوم ، بقصد ان يوضح للقارئ ما يقول ، توضيحاً ، يجعل الحقيقة أمامه كالأمر المشاهد المحسوس . ولقد أفرط في ذلك ، وجاز حد المجاز .
ومما يؤخذ عليه : أنه قد يشرح بعض الحقائق الدينية بما جاء عن أفلاطون في جمهوريته ، او بما جاء عن إخوان الصفا في رسائلهم ، وهو حين ينقلها يبدي رضاه عنها وتصديقه بها ، في حين أنها تخالف في ظاهرها ما عليه أصحابه السلفيون الأشاعرة (3) .
وهكذا نراه قد يستخرج كثيراً من علوم القرآن بواسطة حساب الجمل ، الذي لا نكاد نصدق بأنه يوصل الى حقيقة ثابتة . قال الذهبي : وإنما هي عدوى تسربت من اليهود الى المسلمين ، فتسلطت على عقول الكثير منهم .
هذا ، وإنا نجد المؤلف يفسر آيات القرآن تفسيراً يقوم على نظريات علمية حديثة ، غير مستقرة في ذاتها ، ولم تمض فترة التثبت منها ، وهذا ضرب من التكلف ارتكبه المؤلف ، إن لم يكن يذهب بغرض القرآن أحياناً ، فلا أقل من أن يذهب بروائه وبهائه .
وتكفيك مراجعة عبرى الى هذا التفسير لكي تعرف مغزى هذا النقد الخطير ، وقد أتى الذهبي بنماذج من هذا النمط العليل ، واستنتج أخيراً : أن الكتاب في ذاته موسوعة علمية ، ضربت في كل فن من من فنون العلم بسهم وافر ، مما جعل هذا التفسير يوصف بما وصف به تفسير الإمام الرازي ؛ إذ قيل عنه : " فيه كل شيء إلا التفسير " بل هو أحق من تفسير الرازي بهذا الوصف وأولى به . وإن دل الكتاب على شيء ، فهو أن المؤلف إنما يحلق في أجواء خياله ، ويسبح حسب زعمه في ملكوت السماوات والأرض ، ويطوف في نواح شتى من العلم بفكره وعقله ، ليجلي للناس آيات الله في الآفاق والأنفس ، ولظهر لهم أن القرآن قد جاء بكل ما جاء به الإنسان من علوم ونظريات ، تحقيقاً قوله تعالى : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } [الأنعام : 38] . ولكن هذا خروج بالقرآن عن قصده ، وانحراف به عن هدفه ، ولعله إطاحة بشأنه في كثير من الأحيان ، ويبدو من خلال التفسير أنه لاقى الكثير من لوم العلماء على مسلكه هذا الذي سلكه في تفسير ، ولم تلق هذه النزعة التفسيرية قبولاً لدى كثير من المثقفين .
التفسير الفريد
ويتلو تفسير الجواهر ، تفسير علمي آخر أو أوجز منه ، هو التفسير الفريد تأليف العالم الفقيه محمد عبد المنعم الجمال . تفسير تحليلي موجز ، شامل لجميع آيات القرآن ، اهتم مؤلفه بالتوفيق بين الدين والعلم ، وأن يفسر القرآن على ضوء العلم الحديث ،مسترشداً في ذلك بأبحاث من العلماء والمفسرين ، من دون بسط واستطراد . يقول في المقدمة :
" في سنة (1949م.) اجتمعت في مدينة لندرة ببعض الإنجليز ، الذين أسلموا حديثاً ، وكانوا يلحون علي في أن أوافيهم ببعض التفاسير القرآنية ، فاضطررت الى اقتناء بعض الكتب التي اهتمت بترجمة وتفسير الآيات القرآنية . وقد لاحظت على كثير منها . أنها لا تستجلي معاني القرآن ، أو لا تستوعب النواحي العلمية . فسألت الله أن يوفقني الى تفسير كتابه على ضوء العلم الحديث " .
ثم بين معيار التوفيق بين الدين والعلم ، وحدوده قائلاً :
" ولا مشاحة في أن العلوم مهما تقدمت فهي عرضة للزلل ، فينبغي أن لا يطبق على آياته الكريمة إلا ما يكون قد ثبت منها قطعياً ، وكل نظرية علمية تختلف مع آية من آي الذكر الحكيم ، لابد أنها لم تصل بعد الى سبر غور الحقيقة ، فلا زالت معجزات القرآن الكريم يكشفها العلم ، ولا زالت العلوم كلما تقدمت تجلو الغشاوات التي تحجب النور عن عيون الغافين " .
هذا وقد سلك المؤلف في تفسيره المسلك العلمي الاجتماعي ، الملائم للثقافة العربية في وقته ، بما يتيسر للناشئة من الشباب المثقف التعرف الى دين الإسلام ، والوقوف على خال عن الإطالة والاستطرادات المملة ، جزي الله المؤلف خيراً .
والتفسير يقع في أربع مجلدات ، طبع في القاهرة سنة (1970م.) ، (1390هـ.) .
ملحوظة
لم يقف العلماء في العصر موقف الإجماع على قبول هذا اللون من التفسير . بل نراهم مختلفين بين الرد والقبول ن ولكلا الفريقين حجج وتعاليل قد يمكن التوافق بينها إذا ما رجعنا الى مصب القولين ، الأخذ أحدهما طريق الإفراط والآخر التفريط ، فكان الوسط هو طريق الاعتدال .. راجع ما كتبناه بهذا الصدد في باب الأعجاز العلمي للقرآن الكريم وهو الجزء السادس من التمهيد ..
_______________________
1- الجواهر في تفسير القرآن للطنطاوي ، ج1 ، ص2 .
2- المصدر نفسه ، ص3 .
3- الأمر الذي جعل الحكومة السعودية أن أصدرت الأمر بمصادرة الكتاب ، وعدم السماح بدخوله الى الحجاز . يجد القارئ ذلك في نص الكتاب المرسل من المؤلف الى الملك عبد العزيز آل سعود في الجزء 25 ، ص 244 . نقلاً عن : التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص508 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|