أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 27-08-2015
![]()
التاريخ: 7-12-2015
![]()
التاريخ: 22-04-2015
![]() |
قال تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } [الجمعة : 6، 7].
إنّ صورة الموت مرعبة لدى الناس عادةً، والسبب في ذلك يكمن في أمرين، فهو إمّا أن يكون باعتبار الموت نهاية كلّ شيء أي يساوي معنى الفناء، وإمّا أن يكون بسبب التلوّث بارتكاب الذنوب وحب الدنيا الشديد، فلماذا يخاف الموت من يعتبره ولادة جديدة وبداية انتقال إلى عالم اوسع وحياة أرقى، ومن يحمل في جعبته كميّة هائلة من الأعمال الصالحة إعداداً لسفره والذي ليس للدنيا في قلبه موضعٌ يعتنى به؟ وقد أشار تعالى في الآية إشارة لطيفة لهذا الأمر، قال تعالى : {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَولِيَاءُ للَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ثم يضيف {وَلَا يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ}.
وممّا يجدر بالالتفات هنا هو أنّ المخاطب في هذه الآية هم اليهود، و السبب في ذلك على ما يبدو أمران :
الأول : هو أنّ اليهود يعتبرون أنفسهم شعب اللَّه المختار دائماً- حتّى في يومنا هذا- ويتصورون أنّهم يمتازون عن الآخرين بصفات خيالية، فهم يعتبرون أنفسهم أبناء اللَّه المختار تارةً! وأحياناً إنّهم أولياؤه وأحبّاؤه : {وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أبْنَاءُ اللَّهِ وَأحِبّاؤُهُ}. (المائدة/ 18)
واخرى، يقولون : لن تمسنا النار أبداً مهما ارتكبنا من الذنوب إلّا أيّاماً معدودة : {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلّاأَيَّاماً مَّعْدُودَةً}. (البقرة/ 80)
فيجيبهم القرآن : إنْ كنتم صادقين في عقيدتكم هذه
فلِمَ تخافون الموت بهذه الشدّة إذن؟
فهل يخاف الخليل من لقاء خليله؟ وهل يكون الانتقال من السجن إلى جنّة عامرة خضراء أمراً مخيفاً؟!
و جاء ما يشبه هذا المعنى في قوله تعالى : {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقينَ}! (البقرة/ 94)
والثاني : هو أنّهم كانوا يعبدون الدنيا وتعلّقت قلوبهم بعالمِ المادّة، هذا بالإضافة إلى ارتكابهم الذنوب الكثيرة وتلوث أيديهم بدماء الابرياء، لذا فهم يخافون الموت بشدّة.
لذا قال تعالى {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}. (البقرة/ 96)
وقال أيضاً : {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}. (البقرة/ 95)
وَعلى هذا الأساس فقد بيّن القرآن المجيد علل الخوف من الموت بوضوح كما أنّه هدى إلى طرق الخلاص من هذا الخوف والهلع الّذي يعمُّ الجميع، ويرى بعض المفسِّرين أَنّ الآية المذكورة أعلاه والتي نزلت في شأن اليهود هي نوع مباهلة والتي هي إحدى طرق مقارعة الكذّابين، وهي تستخدم في إثبات صدق الدّعوة، وهي أن يَطلبَ المدّعي من اللَّه أن يُخْزِيَهُ إنْ كان كاذباً (فإذا كانت شروط المباهلة متوفّرة فإنها تكون مؤثّرة).
والدليل على هذا التفسير هو ما جاء في الروايات أنّ الكذابين أي (اليهود) لو كانوا تمنّوا الموت أمام النبي صلى الله عليه و آله لَغصّوا بريقهم وماتوا!
جاء في الحديث الشريف : «والذّي نفسي بيده لا يقولها احَدٌ منكم إلّا غُصَّ بريقه» «1».
___________________________
(1) تفسير روح المعاني، ج 28، ص 85؛ وتفسير المراغي، ج 28، ص 100.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|