أخلاقيات نشر الأخبار 

الأخلاقيات هي قواعد للسلوك توجهنا إلى الطريقة الأفضل أو الأصح للتصرف في موقف معين وتستمد الأخلاقيات من مصادر متعددة مثل الأديان السماوية وأقوال الفلاسفة والعادات والتقاليد.

وقد حدد البعض أهم المبادئ الأخلاقية للتعامل مع المواقف المختلفة في:

1- مبدأ الوسطية وتعنى الاعتدال في اتخاذ المواقف. فالشيء الأخلاقي يقع في الغالب بين طرفي النقيض علي سبيل المثال فان الأكل الكثير مضر مثله مثل الأكل القليل والتطرف مضر في الحالين. وعلي هذا فان السلوك الأخلاقي يقع دائما بين أن تفعل أكثر وبين أن تفعل أقل. فإذا تصورت نفسك مديرا لتحرير صحيفة من الصحف وكتب أحد الصحفيين العاملين معك سلسلة تحقيقات انتقد فيها سوء نظافة أحد المطاعم الكبرى والمخالفات الصحية التي يرتكبها وكان هذا المطعم يقدم إعلانا ثابتا في الصحيفة. وفور نشر التحقيق الأول اتصل بك صاحب المطعم وهدد بأنه سيوقف إمداد الصحيفة بالإعلان إذا استمر نقد المطعم على صفحات الصحيفة في هذا الموقف يكون عليك إما أن توقف نشر التحقيقات تماما حفاظا على الإعلان أو أن ترفض التهديد تماما وتستمر في النشر مضحيا بالإعلان الموقف الوسط هنا يعنى أن تجد حلا أخلاقيا وسطا كأن تستمر في النشر على أن تعطى صاحب المطعم فرصة للرد على ما تنشره أو أن تضمن التحقيقات ما يشير إلى تحسن المطعم.

والواقع أن الصحفيين يواجهون مثل هذا الموقف كثيرا. ففي تغطية الاضطرابات الشعبية والمظاهرات يكون على الصحفي أن يجد حلا وسطا يوازن بين واجبه في إعلام الناس بما يجري وبين الحاجة إلى عدم تخويف الجماهير وبث الرعب بين صفوفها.

2- مبدأ الصحة العامة: فما هو صحيح بالنسبة للفرد يكون صحيحا بالنسبة للكل (فلسفة كانت). ولكي نقيس صحة سلوكنا يجب أن نتصرف طبقا للقواعد التي نريد من غيرنا أن يلتزم بها. ويلعب الضمير الشخصي دورا كبيرا في تحديد الشيء الصحيح من الشيء الخاطئ، فالضمير يخبرنا بما هو صحيح لذلك نشعر بالذنب عندما نخالف ضمائرنا وفي مجال الإعلام فان علي الصحفي أن يتجنب ما هو خطأ أخلاقي مهما كانت المبررات فالغش على سبيل المثال سلوك غير أخلاقي لا يجب تبريره تحت أي مسمى.

3- مبدأ الفائدة: أي تحقيق أكبر فائدة لأكبر عدد من الأشخاص (فلسفة جون ستيورات ميل). فعندما نحكم على أمر من الأمور انه صحيح أو خاطئ يجب أن نضع في اعتبارنا صالح المجموع الأكبر من الناس. ويتوجب على الصحفي أن يقيس جميع النتائج السلبية والإيجابية المترتبة على النشر ويختار ما يعظم الفائدة ويقلل الخسارة. وعلي سبيل المثال قد يختار الصحفي نشر حادثة قتل طفلة صغيرة بعد اغتصابها على أساس أن العائد على المجتمع من النشر أكبر من الضرر الذي قد يلحق بأسرة الطفلة من جراء النشر.

4- مبدأ المساواة: فالعدل يتحقق عندما يعامل كل فرد دون تمييز على أساس عرقه أو جنسه أو مكان إقامته.. الخ. ويتوجب على الصحفي وفقا لهذا المبدأ معاملة المشتركين في حدث واحد على قدم المساواة فلا يخفي أسماء المشاهير المتورطين في حادثة ما وينشر أسماء الآخرين. كما يتضمن هذا المبدأ عدم المجاملة في النشر وعدم تسريب معلومات مهمة لأشخاص معينين.

وقد وضع البعض قاعدة لاتخاذ القرار الأخلاقي في النشر على النحو التالي:

تحديد الموقف + تحديد القيم المتضمنة فيه + تحديد المبادئ الأخلاقية التي يجب اتباعها = التصرف.

مثال لاتخاذ موقف أخلاقي في بعض الأحداث

- إذا كنت مديرا لمحطة إذاعية واتصل بك مدير التسويق بإحدى الشركات الكبرى وعرض عليك رحلة مجانية إلى أوروبا شاملة تذاكر الطيران والإقامة على أن تعطى انطباعا جيدا عن الشركة في البرامج التي تقدمها الإذاعة.. فهل تقبل ذلك؟