في علم الوراثة، تعد ظاهرتي الإرتباط والعبور الوراثي نوعاً من الإنتقال الجيني أو الإنقسام الخلوي الذي قد يحدث أثناء مرحلة الإنقسام الإختزالي Meiosis، إذ إن دراسة الإرتباط والعبور الوراثي في الكائنات الحية تعد إحدى وسائل فهم الطفرات الوراثية لأنها تشكل المصدر الوحيد لتتبع إنتقال الجينات بالإرتباط وبالعبور في خلية واحدة، فضلاً عن أن حالة العبور يمكن أن تؤدي إلى التعبير عن الجينات غير المتماثلة أو المتنحية لدى الفرد وهذا التعبير مهم لدراسة الجينات المتنحية المميتة والأورام.

إن الجينات المسؤولة عن صفات الفرد تكون محمولة على الكروموسومات، وإن كل كروموسوم يحمل العديد من الجينات، وإن جينات الصفات المختلفة قد تكون متموضعة على نفس الكروموسوم او على كروموسومات مختلفة، فالأخيرة تظهر الصفات التي تعينها في الجيل اللاحق اما سوية او بصورة منفصلة وإعتماداً على مبدأ الفرصة، إذ انها تتوزع توزيعاً حراً وفقاً لقانون التوزيع الحر لمندل وهو ما يعرف بالعبور الوراثي Crossing over على العكس من الجينات المختلفة الواقعة على الكروموسوم نفسه فإنها لا تتوزع توزيعاً حراً عند تكوين الأمشاج لأنها عادةً ما تكون متصلة ببعضها بشكل كبير، وهو ما يعرف بالارتباط Linkage .

إقترح ستون Sutton S. Walter عام 1903م ومن أدلة سايتولوجية دون معرفته بالمبادئ المندلية بأن الكروموسوم يحمل أكثر من جين واحد وانها تُورّث معاً كمجموعة واحدة، غير انه لم يتمكن من تأييد فرضيته هذه، كما إن أول حالة من حالات الإرتباط تم ذكرها من قبل باتيسون و پونت عام 1906م، فقد وجدا في نبات البزاليا أن الإنعزال لصفة لون الازهار (P) وشكل حبوب اللقاح (L) ان نسبة 1:3 لكل منهما كثيراً عن ذلك مما يدل على ان المجاميع الاربعة من الكميتات لا تنتج بأعداد متساوية بل كانت تلك التي تشبه المجاميع الابوية سبعة أضعاف التراكيب الجديدة اي ان عامل صفة لون الازهار وعامل صفة شكل حبوب اللقاح تكون مع بعضها في التراكيب الوراثية وتنتقل مع بعضها من جيل لأخر بنسب معينة.