المنخفضات الباردة هي تلك المنخفضات التي تتكون فيما وراء العروض المدارية وباتجاه القطبين مثل المنخفضات الجبهوية اما المنخفضات الدافئة فيقصد بها المنخفضات التي تتكون في العروض المدارية ومن امثلتها الاعاصير المدارية التي تتكون فوق البحار المدارية الدافئة.

استطاع الباحثين من دراسة وتحليل المنخفضات الجوية بشكل مفصل. وتوصلوا الى اكتشاف وجود فرق واضح فيما بين المنخفضات الباردة والمنخفضات الدافئة، حيث تبين ان المنخفض البارد السطحي يكون اعمق من المنخفض الدافئ بمعنى آخر ان المنخفض البارد يتواجد فوقه منخفض جوي في حين يتواجد مرتفع جوي فوق المنخفض الدافئ، ولفهم هذه الآلية سنناقش هذه المسألة بشيء من التفصيل.

يمثل مقطع جانبي لمنخفض جوي بارد، ونلاحظ من الشكل ان الهواء يكون بارد على السطح وفي جميع المستويات التي تعلو مركز المنخفض الجوي، كما ان خطوط تساوي الضغط الجوي الايزوبار ستصبح مقعرة نحو الاعلى بسبب ان اخفض ضغط سيسجل في مركز المنخفض وعليه فان خطوط الايزوبار ستكون متقاربة في مركز المنخفض بسبب برودة الهواء وانكماشه في حين ستكون خطوط الايزوبار متباعدة في اطراف المنخفض بسبب دفئ الهواء وتمدده فعلى سبيل المثال المسافة بين خط الايزوبار 1000 وخط الايزوبار 600 ستكون اقصر في مركز المنخفض مقارنة بنفس المسافة بين الخطين في جوانب المنخفض لكون الهواء ادفى والسمك اكبر، واختلاف السمك المسؤول عن تواجد منخفض علوي فوق المنخفض السطحي البارد بالاعتماد على نفس المبدأ فان التركيب العمودي لقلب المنخفض الدافئ يجب ان يكون مختلفا بشكل اساسي، فيما ان مركز الهواء الدافئ في المنخفض سيكون اسمك لذلك فمن الطبيعي ان يسود مرتفع جوي فوق المنخفض الجوي السطحي فعلية فان مركز المنخفضات الباردة سيكون أكثر عمقا في طبقات الجو العليا في حين يكون المنخفض الدفيء سيكون ضحلا في طبقات الجو العليا وبالانتهاء من عرض النظريات الخاصة بالمنخفضات الجويه سننتقل للحديث عن المنخفض الجبهوي بشكل مفصل وحسب نظرية الجبهة القطبية تعد المنطقة العرضية الواقعة بين خطي عرض 30-65 درجة في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي من أكثر المناطق التي يتكرر فيها حدوث المنخفضات الجوية.

واقل قيمة ضغطية سجلت للمنخفضات الجبهوية بلغ (947.5) مليبار وذلك في محطة دلتا البحرية في شمالي المحيط الاطلسي ضمن دائرة عرض 44 شمالا وخط طول 41 غربا وذلك في الساعة 21:20:25 GMT بتاريخ 29 كانون الثاني 1972م، حيث لاحظ الانوائيين تقدم سلسلة. الجبهوية باتجاه اوربا  ومن الملفت للانتباه أيضا ان تغير الضغط الجوي كان كبيرا جدا ففي الساعة 1500 GMT المخفض الضغط الجوي محدود 9.7 مليبار ثم المخفض في الساعة 1800 GMT بحدود 14.0 مليبار والمنخفض الساعة 2000 GMT بحدود 35.0 مليبار، علما بان تغير الضغط بهذا الشكل السريع يترافق عادة مع الاعاصير المدارية.

 بصورة عامة فان المنخفضات الجبهوية يمكن لها ان تتشكل فوق اليابس كما تتشكل وتتطور فوق البحار وان كانت هناك مناطق اكثر ملائمة من غيرها لتشكل تلك المنخفضات او حتى لتقويتها كما هو الحال بالنسبة لحوض البحر المتوسط في خليج جنوة وقبرص وتنشط اكثر ما يكون في نصف السنة الشتوي ويصل معدل سرعتها بين 50 كم / ساعة) في فصل الشتاء و 30 كم / ساعة) في فصل الصيف.

ويكاد ينحصر تكون المنخفضات الجبهوية في العروض الوسطى بين دائرتي عرض (30-60) شمالا وجنوبا وتتكون على اليابسة والبحار على حد سواء وتنشط في النصف الشتوي من السنة. وتتحرك من الغرب الى الشرق. ويقدر معدل عمر المنخفضات الجوية بين أربعة إلى خمسة أيام يكون الجو فيها مضطرباً وتسقط الأمطار على المنطقة التي تتأثر بالمنخفض والتي يتراوح قطرها في العادة بين 2000-1000كم أمّا حركة المنخفض فهناك اختلاف في معدل سرعة المنخفض من فصل إلى آخر. كما يختلف حسب عمق المنخفض ودرجة تطوره وبشكل عام يبلغ متوسط سرعة المنخفض بين (25-40) كم / ساعة وان كانت حدود السرعة تنحصر بين 500-2000 كم في اليوم 100-20كم/ ساعة كقيمتين متطرفتين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1Roger Pielke Jr, Roger Pielke Sr, Storms, Volume (1) first published by Routledge, Britain, 2000, p.402-403.

2Ibid, p.403.

Roger Pielke Jr, Roger Pielke Sr, Storms, Volume (1), op. cit., p.402

1M. W. Stubbs, An Unusually Large Fall of Pressure, Weather, Published by Royal Meteorological Society, Vol. 30, No.3, March 1975, p.91-92

2 علي حسن مومنى العواصف والأعاصير ، دار الفكر المعاصر، دمشق - سورية 1989، ص260