أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-04-12
![]()
التاريخ: 2024-07-30
![]()
التاريخ: 2024-02-06
![]()
التاريخ: 2025-02-05
![]() |
تحدثنا في نهاية الجزء التاسع من مصر القديمة عن المتعبدات الإلهيات والدور الذي قمن به في تاريخ عهد الحكم الكوشي للبلاد المصرية في إقليم طيبة، كما تحدثنا عن مديري البيت لهؤلاء المتعبدات أمثال «حاروا» «وآخامون رو» وهؤلاء المديرون للبيت كانوا في الواقع هم الحكام الإداريون لإقليم «طيبة» الذي كانت تسيطر عليه المتعبدة الإلهية بوصفها ملكة مستقلة في إقليمها، وكان يقوي ظهرها في إقليمها أنها كانت تنتخب دائمًا من الأسرة المالكة دون استثناء، وبذلك كانت لا تخاف على ضياع ملكها قط إلا إذا حدث انقلاب مفاجئ في أساس حكم البلاد، وقد أدى بها طمأنينتها إلى أنها كانت دائمًا تترك مقاليد الإدارة لمدير بيتها الذي كان دائمًا على ما يظهر ينتخب من بين أكفاء رجال الدولة، غير أننا نرى أن أبرز شخصية تولت حكومة إقليم طيبة عرفها التاريخ في العهد الكوشي هو «منتومحات» الذي كان يعد ملكًا تقريبًا.
وقد عاصر في العهد الكوشي الملكين «تهرقا» «وتانوت آمون» كما عاش في عهد الملك «بسمتيك الأول» حتى السنة التاسعة من حكمه، ولم نعثر بين ألقابه على ما يفيد أنه كان يلقب المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية، وعلى الرغم من أن ملامحه في تماثيله التي خلفها لنا تدل على أنه كان نوبيًّا إلا أنه في الواقع كان مصري المنبت، وقد شاءت الأقدار أن يلعب «منتومحات» دورًا هامًّا في تاريخ مصر وبلاد «كوش» قاطبة في تلك الفترة العصبية من تاريخ وادي النيل، وذلك أنه عاش في فترة كانت مصر هدفًا لغارات الآشوريين الذين انتهى بهم الأمر إلى الاستيلاء عليها فترة وجيزة من الزمن، وقد قام «منتومحات» في تلك الفترة الحرجة من تاريخ أرض الكنانة بدور دقيق دل على فطنته وطول باعه في السياسة والإدارة، والواقع أن البلاد كانت تتنازعها في زمنه ثلاث سلطات مجتمعة، فالمصريون كانوا يريدون أن تبقى بلادهم حرة في أيديهم، والكوشيون كانوا يريدون السيطرة على مصر ويؤلفون منها مع بلاد «كوش» مملكة واحدة، والآشوريون كانوا يعملون على طرد الكوشيين من مصر والاستيلاء عليها لتكون جزءًا متممًا لإمبراطوريتهم التي أنشئوها في سوريا وفلسطين وبذلك لا تهددهم في ممتلكاتهم، وسنرى أن «منتومحات» الذي كان يعد حاكم إقليم طيبة ومصر العليا قاطبة في تلك الفترة قد قام بما أوتيه من مهارة وحسن سياسة بإرضاء هذه السلطات الثلاث كل في حينه على حسب الأحوال، لدرجة أنه كان أحيانًا يعد خائنًا لبلاده، ولكنا نرى أنه في النهاية قد خرج بالبلاد سالمة من بين تلك الدوامات المهلكة، وسار بها إلى بر السلام حاملة لواء الاستقلال فترة شيخوخته الشائخة؛ أي في عهد منقذها من الآشوريين، وأعني بذلك الملك «بسمتيك الأول» الذي عده الإغريق من بين عظماء الفاتحين في العالم، ولا غرابة في ذلك؛ فقد دلت الكشوف الحديثة التي لا تزال تترى على أن «منتومحات» هذا ومعه أسرته قد لعبوا جميعًا دورًا عظيمًا في تاريخ البلاد في تلك الفترة، وسنحاول فيما يلي أن نضع سلسلة نسبه «في ذلك العصر الذي كان يهتم القوم فيه بتدوين أنسابهم» ومكانة كل فرد من أفراد أسرته الذين كانوا يشغلون أهم الوظائف في الدولة قبل نبوغه وبعده، ثم نستخلص بعد ذلك موجزًا عن حياة هذا البطل العظيم وما قام به هو وأفراد أسرته في إعلاء مكانة مصر.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|