اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ مَسائلِكَ بِأَحَبِّها ، وَكُلُّ مَسائِلكَ إِليكَ حَبِيبةٌ , اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِمَسائِلِكَ كُلِّهَا |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-12
![]()
التاريخ: 2023-07-11
![]()
التاريخ: 2024-08-19
![]()
التاريخ: 2024-08-24
![]() |
اعلم - جعلك اللَّه تعالى من أصحاب الأدعية المستجابة وأرباب الأسئلة المحبوبة - أنّ السؤال هو استدعاء السائل عن المسؤول عنه بالتوجّه إليه ؛ لحصول ما يحتاج إليه من الوجود أو كمالات الوجود ، توجّهاً ذاتياً أو حالياً ، باطنياً أو ظاهرياً ، بلسان الاستعداد أو الحال أو المقال . وسلسلة الموجودات وقبيلة الممكنات المفتاقات ، لفقرها واحتياجها ذاتاً وصفة ، تتوجّه إلى القيّوم المطلق والمفيض الحقّ ؛ وبلسان استعدادها تطلب الوجود وكمالاته من حضرته .
ولولا هذا الاستدعاء لما أفيض عليها الفيض ؛ وإن كان هذا الاستدعاء أيضاً من غيب الجمع ؛ كما قال الشيخ الأعرابي : « والقابل [ لا يكون إلّا ] ([1]) من فيضه الأقدس » ([2]) .
وأوّل استدعاء وسؤال وقع في دار الوجود هو استدعاء الأسماء والصفات الإِلهية - بلسان مناسب لمقامها - وطلب الظهور في الحضرة الواحدية من حضرة الغيب المطلق ، فأجابها بإفاضة الفيض الأقدس الأرفع والظلِّ الأبسط الأعلى في الحضرة الجمعية ؛ فظهرت الأسماء والصفات . والأوّل من الأوّل هو الاسم الجامع ربّ الإنسان الجامع الحاكم على الأسماء والصفات الإلهية والظاهر بظهورها ؛ ثمّ بتوسّطه سائر الأسماء على ترتيبها من الحيطة والشمول .
وبعد ذلك سؤال الأعيان الثابتة وصور الأسماء الإِلهية . والأوّل من بينها هو صورة اسم الجامع والعين الثابت الإنساني ؛ ثمّ سائر الأعيان بتوسّطه ؛ لأنّها من فروعه وتوابعه في الوجود وكمالات الوجود في سلسلتي النزول والصعود . وهو الشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء والأرض .
ثمّ استدعاء الأعيان الثابتة الممكنة بل الأسماء الإلهية في الحضرة العلمية لظهورها في العين والشهادة ؛ فأجابها بالفيض المقدّس والظلّ المنبسط على ترتيبها وتنسيقها من الإنسان الكامل أوّلًا ، وسائر المراتب على ترتيبها بتوسّطه .
وهذه الأدعية من الدعوات المستجابة والأسئلة الغير المردودة ؛ لأنّ الدعاء بلسان الذات والاستعداد مقبول غير مردود ؛ والفيض بمقدار الاستحقاق يفاض ولا يمسك. والدعاء بلسان القال إذا كان مطابقاً له بلسان الاستعداد ، ولم يكن منطق اللسان على خلاف منطق القلب ولا المقال مبايناً للحال ، يكون مستجاباً وإذا لم يصر الدعاء مستجاباً فهو لعدم صدوره عن لسان الاستعداد أو مخالفته للنظام الأتمّ . وربما كان عدم الإجابة لعدم حصول الشرائط والمتمّمات ؛ ولغير ذلك من الأسباب الكثيرة .
تنبيه : في اختلاف ألسنة الإنسان بحسب النشئات
واعلم أنّ الإنسان لكونه كوناً جامعاً وله بحسب المراتب النزولية والصعودية نشئات وظهورات وعوالم ومقامات ، فله بحسب كلّ نشأة وعالم لسان يناسب مقامه .
ففي مقام إطلاقه وسريانه لسان يسأل ربّه الذي يربيه . وللَّه تعالى بحسب هذا اللسان نسبة خاصّة يتعيّن حكمها بالإجابة ، ويعبّر عنها بالاسم الخاصّ بتلك النشأة والربّ لذلك المربوب ؛ فمن يجيبه ويكشف السوء عنه ويرفع الاضطرار عنه ، هو اسم « الرحمن » ربُّ الهويّة المبسوطة الإطلاقية .
وفي مقام التعيّن الروحي والنشأة التجريدية والكينونة العقلانية السابقة ، له لسان يسأل ربّه ويجيبه باسمه « العليم » ربّ النشأة التجرّدية .
وفي مقام قلبه يستدعي بلسان آخر ويجاب باسم مناسب لنشأته .
وفي مقام الجامع بين النشئات والحافظ للحضرات يستدعي بلسان يناسبه من الحضرة الجمعية ، فيجيبه باسمه الجامع والتجلّي الأتمّ ؛ وهو الاسم الأعظم .
وهذا هو الكامل الذي أشار إليه المحقّق القونوي في « مفتاح الغيب والشهود » بقوله : « فإذا كمل – أي الإنسان - فله في الدعاء وغيره ميزان يختصّ به وأمور ينفرد بها دون مشارك » ([3]) . وفي « النصوص » بقوله : « وأمّا الكُمّل والأفراد فإنّ توجّههم إلى الحقّ تابع للتجلّي الذاتي الحاصل لهم ؛ والموقوف تحقّقهم بمقام الكمال على الفوز به . وأنّه يثمر لهم معرفة تامّة جامعة لحيثيات جميع الأسماء والصفات والمراتب والاعتبارات ؛ مع صحّة [ تصوّر ] الحقّ من حيث التجلّي الذاتي الحاصل لهم بالشهود الأتمّ ؛ فلهذا لا تتأخّر عنهم الإجابة » ([4]) انتهى .
وهذا الإنسان الجامع تكون سؤالاته بلسان القال أيضاً مستجابة ؛ لعدم الاستدعاء إلّا عمّا هو المقدّر ؛ لعلمه بمقامات الوجود وعوالم الغيب والشهود والحضرة العلمية . ولهذا كان أكثر أدعية الكُمَّل مستجاباً ؛ اللهمّ إلّا من كان دعائه على سبيل الامتثال لأمر المولى ، فإنّه ليس بداعٍ لحصول المطلوب ؛ كما قال الشيخ الأعرابي في « الفصوص » ([5]) ، وأشار ([6]) إليه في روايات أهل بيت الطهارة سلام اللَّه عليهم .
تذنيب : في تحقيق أحبّ المسائل
اعلم أنّ المحبّة الإلهية التي بها ظهر الوجود - وهي النسبة الخاصّة بين ربّ الأرباب ، الباعثة للإظهار بنحو التأثير والإفاضة ، وبين المربوبين بنحو التأثّر والاستفاضة - يختلف حكمها وظهورها بحسب النشئات والقوابل . ففي بعض المراتب يكون حكمها أتمّ وظهورها أكثر ، كعالم الأسماء والصفات ، وعالم صور الأسماء والأعيان الثابتة في النشأة العلمية . وفي بعضها دون ذلك ، إلى أن ينتهي
إلى أخيرة المراتب وكمال النزول وغاية الهبوط .
فالحبّ الذاتي تعلّق بظهوره في الحضرة الأسمائية والعوالم الغيبية والشهادتية لقوله: « كنت كنزاً مخفيّاً ، فأحببت أن اعرف ، فخلقت الخلق لكي اعرف » ([7]) ، فالحبّ الذاتي منشأ ظهور الموجودات .
وأحبّ المسائل إليه تعالى هو السؤال الواقع في الحضرة العلمية الجمعية من الأسماء الإلهية ؛ لكونها مفتاح الظهور والمعرفة . والأحبّ من الأحبّ هو سؤال ربّ الإنسان الجامع الكامل الحاكم على الأسماء والصفات والشؤون والاعتبارات . هذا بحسب مقام التكثير ؛ وأمّا بحسب مقام التوحيد والارتباط الخاصّ بين كلّ موجود مع ربّه بلا توسّط واسطة ، فكلّ المسائل إليه حبيبة ؛ كما قد سبق التحقيق فيه .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|