المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



قل: وماذا إذن؟  
  
241   12:03 صباحاً   التاريخ: 2025-03-10
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص211 ــ 212
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

زميل لك في المدرسة الثانوية أغنى وأظرف وأفضل من أي شخص آخر. فهل هذا يهمك؟ لا. تتكوّن صورة حياتك بعلاقاتك اليومية أكثر من تطورها بحياة معارفك الذين تراهم نادرا.

كين وألين صديقان في المدرسة الثانوية، ذهبا إلى الجامعة، واختارا مسيرتين منفصلتين. أصبح ألين باحثًا اجتماعيا يساعد الأسر البائسة، وأصبح كين مستشارًا في علوم الكومبيوتر، وأسس شركته الخاصة وأصبح غنيا جدا.

أحبَّ ألين عمله وكان شعوره عظيمًا بالتأثير الذي استطاع أن يخلقه في الأسر التي عمل معها. لكن كين كان دائما في الأخبار، والصحف التي تغطي نجاح شركته وثروته المتنامية. أصبح يتساءل عن خياراته.

كيف يمكن لشخص عرفه أن يصبح غنيا جدا في حين أنه عاش حياة متواضعة؟ لماذا لم يحقّق نجاح كين؟.

والحقيقة هي أن ألين لم يكن راغبا في الحصول على نجاح كين، فلم يكن مهتما في تكريس حياته لمؤسسة، ولم يكن يقضي أيامه يحلم بالثراء. لقد أراد أن يساعد الناس، وكان يساعدهم فعلاً. لقد كان يتلاشى حسده لحياة كين حين ينظر في ابتسامة وجوه الأطفال الذين يساعدهم كل يوم.

ننظر في بعض الأحيان إلى ما يمتلكه الآخرون، ونريد أن نحصل على ما يمتلكون بدلاً من أن نفكر فيما يحفزنا فعلاً، وما نريده ونحتاجه حقيقة. عليك أن لا تعد إنجاز شخص ما دليلاً على أن ما تفعله أنت خطأ.

تبين الدراسات أن الرضا في الحياة متعلق بالتجارب مع الأسرة والأصدقاء... هؤلاء الذين لهم مشاركة منتظمة في حياة الإنسان، وأن الرضا في الحياة لا علاقة له بأولئك الذين يكون اتصالنا بهم قصيرا وغير منتظم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.