المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6618 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أقسام المراء والجدال  
  
385   03:24 مساءً   التاريخ: 2025-02-04
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج3/ ص251-254
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / رذائل عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-27 1663
التاريخ: 6-10-2016 1988
التاريخ: 20-7-2020 2186
التاريخ: 1-3-2021 3051

تقسيم الجدال والمراء إلى قسمين :

الجدال والمراء على المستوى الإيجابي ، أي أن يتباحث مع الآخرين على مستوى البحوث المنطقية لغرض تبييّن الحقائق وتوضيح ما أشكل من المسائل الغامضة والاطّلاع على نظرات الآخرين والوصول إلى الواقعيات من هذا الطريق.

أمّا المراء والجدال على المستوى السلبي فيعني المباحثات والنزاعات الكلامية التي تنطلق بوحي من عقدة الخصومة والتي لا تهدف إلى غرض معيّن وصحيح ولا تسير في خط تبيين الحقائق، بل الهدف منها هو تكريس الخصومة والتعصّب واللّجاجة وإثبات التفوّق وإظهار الفضل على الآخرين.

وهذا التقسيم نجده منعكساً في آيات القرآن الكريم حيث يقول في الآية 48 من سورة العنكبوت : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

ويقول في مكان آخر في الآية 125 من سورة النحل : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

ويقول في مكان آخر في مقام الذم لجماعة من الكافرين : (يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ).

وأمّا في مورد المراء الإيجابي فنقرأ في (قصة أصحاب الكهف) وعددهم قوله تعالى : (فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً)([1]).

أي بالنسبة إلى عدد أصحاب الكهف فلا ينبغي أن تتباحث حولهم إلّا بالكلام المنطقي المقترن بالدليل.

وأمّا في مورد المراء السلبي فيقول تعالى : (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)([2]).

وهناك تقسيمات اخرى أيضاً على حسب الأشخاص في طرفي المباحثة وكذلك بالنسبة إلى المواضيع والمسائل التي تدور في أجواء البحث والجدال.

ومن ذلك أن يكون طرف المناظرة إنساناً عاقلاً وفاهماً لكي تكون المباحثة معه مثمرة من خلال الاستدلال المنطقي والعلمي كما ورد في وصيّة أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) قوله : «دَعْ المُمارَاةَ وَمُجارَاتَ مَنْ لا عَقلَ لَهُ وَلا عِلمَ» ([3]).

ويجب أن يكون المناظر إنساناً مطّلعاً على الامور ، لأنّ الأشخاص الذين يعيشون الجهل بالأمور إذا أرادوا الدفاع عن الحق والورود في ميدان المجادلة ، فإنّهم وبسبب ضعف معلوماتهم وقلّة اطّلاعهم سوف يذوقون الهزيمة ويغلبوا في هذه المبارزة ، وبالتالي ينعكس ذلك سلبياً على الحق والحقيقة.

ولذلك نقرأ في الحديث الشريف أنّ محمد بن عبد الله المعروف بالطيّار جاء إلى الإمام الصادق (عليه‌ السلام) وقال له : «بَلَغَنِي أَنَّكَ كَرِهتَ مُناظَرَةَ النّاسِ» ، قال الإمام (عليه‌ السلام) : «أَمّا كَلامُ مِثلِكَ فَلا يَكرَهُ ، مَنْ إِذا طارَ يَحسُنُ أَنْ يَقَعَ وإِنْ وَقَعَ يَحسُنُ أَنْ يَطِيرَ، فَمَنْ كانَ هكَذا لا نَكرَهُهُ» ([4]).

أمّا لقب الطيّار الذي يطلق على هذا الصحابي المعروف للإمام الصادق (عليه‌ السلام) ، فهو إشارة إلى هذا المعنى أيضاً ، لأنّه كان قوياً جدّاً في مجال المباحثة والجدل وكان يتحرّك في دفاعه عن الحق بكل قدرة ومهارة.

وهنا ينبغي على جميع الأشخاص الذين ليس لديهم إطّلاع كافٍ حول مسائل الدين ومعارفه العميقة ولا يجدون في أنفسهم القدرة على الدفاع عنه أن لا يدخلوا في مناظرة ومباحثة مع المخالفين ، لأنّهم سوف ينهزمون في هذه المباحثة ، وهزيمتهم توجب وهن مباني المذهب الحق في نظر الآخرين.

ومن هنا فإنّ الافراط والتفريط غالباً موجود في سلوكيات هؤلاء الأفراد الجهلاء ، فهناك الأشخاص الذين يسلكون طريق الافراط عن جهل ويقولون : بما أنّ الجدال والمراء مذموم في الإسلام ومحرّم بشدّة ، فنحن لا ندخل في أي بحث علمي وكلامي مع أي شخص من الأشخاص حتّى لو كان البحث مستدلاً ويقوم على قواعد منطقية من الأدلة والبراهين في طريق إثبات الحق والدفاع عنه ، ويختارون السكوت بدل البحث أو الاستدلال ، ويسمّون ذلك من باب القيل والقال.

وهذا أيضاً انحراف كبير عن جادّة الصواب ، لأنّ تبيّن الحقائق لا يتسنى إلّا في ظلّ البراهين المنطقية والدلائل المتينة ، وإيصاد هذا الطريق على الناس يعني حرمانهم أو حرمان طائفة كبيرة منهم من الوصول إلى الحقائق وتحصيل الواقعيّات.

ونختم هذا الكلام بحديث جميل عن الإمام الحسن العسكري (عليه‌ السلام) عن جدّه الإمام الصادق (عليه‌ السلام) حيث وقعت في محضره مجادلة كلامية في أمر الدين وأنّ رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) والأئمّة المعصومين (عليهم ‌السلام) كانوا قد نهوا عن ذلك ، فقال الإمام الصادق (عليه‌ السلام) : لَمْ يَنهْهُ عَنْهُ مُطلَقاً لَكِنَّهُ نَهى عَنْ الجِدالِ بِغَيرِ الَّتِي هِي أَحسنِ ، أما تَسمَعُونَ اللهَ تَعالى يَقُولُ : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)([5]) ، وَقَوله : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)([6]) ، فَالجِدالُ بِالَّتِي هِي أَحسَنُ قَد قَرَنَهُ العُلَماء بِالدِّينِ وَالجِدالِ بِغَيرِ الَّتِي هِي أَحسنُ مَحَرمٌ وَحَرَّمَهُ اللهُ تَعالى عَلى شِيعَتِنا ، وَكَيفَ يُحَرِّمُ اللهُ الجِدالَ جملَةً وَهُوَ يَقُولُ : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) ، قالَ اللهُ تعالى : (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)([7]).

فَجَعلَ عَلمَ الصِّدقِ والإيمانِ بِالبُرهانِ وَهَل يُؤتى بِالبُرهانِ إلّا فِي الجِدالِ بِالَّتِي هِي أحسَنُ؟

قِيل : يا ابنَ رَسُولِ اللهِ فَما الجِدالِ بِالَّتِي هِي أَحسَن وَالَّتِي لَيسَتْ بِأَحسَنَ؟

قالَ : أَمّا الجِدالَ بِغَيرِ الَّتِي هِي أَحسنُ أَن يُجادِلَ مُبطلاً فَيُوردُ دَلِيلاً باطِلاً فَلا تَردَّهُ بِحُجَةِ قَد نَصَبَها اللهُ تعالى وَلكن تَجحَد قَولَهُ ... وَأَمَّا الجِدالُ بالَّتِي هِي أَحسَنُ فَهُوَ ما أَمَرَ اللهُ تعالى بِهِ نِبِيَّهُ أَن يُجادِلَ بِهِ مَنْ جَحَدَ البَعثَ بَعدَ المَوتِ وَإِحياءُهُ لَهُ فَقالَ اللهُ حاكِياً عَنهُ : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)([8])([9]).


[1] سورة الشورى ، الآية 22.

[2] سورة الكهف ، الآية 18.

[3] بحار الانوار ، ج 2 ، ص 129 ، ح 14.

[4] بحار الانوار ، ج 2 ، ص 136 ، ح 39.

[5] سورة العنكبوت ، الآية 46.

[6] سورة النحل ، الآية 125.

[7] سورة البقرة ، الآية 111.

[8] سورة يس ، الآية 78 و 79.

[9] بحار الانوار ، ج 2 ، ص 125 ، ح 2 مع التلخيص.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.