أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-30
![]()
التاريخ: 2024-07-30
![]()
التاريخ: 12-1-2016
![]()
التاريخ: 2024-12-11
![]() |
قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125]
{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ} : يعرفه الحق ويوفقه للأيمان .
{يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} : فيتسع له ويفسح فيه مجاله ، وهو كناية عن جعل القلب قابلا للحق مهيئا لحلوله فيه ، مصفى عما يمنعه وينافيه .
في المجمع : قد وردت الرواية الصحيحة انه لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : عن شرح الصدر وما هو ؟ قال : نور يقذفه الله تعالى في قلب المؤمن فينشرح له صدره وينفسح ، قالوا : فهل لذلك من إمارة يعرف بها ؟ فقال : نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت .
{وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ}[1] يجعل صدره ضيقا حرجا : بحيث ينبو عن قبول الحق فلا يدخله الأيمان ، وقرئ ضيقا بالتخفيف ، وحرجا بالكسر أي شديد الضيق .
في المعاني : عن الصادق عليه السلام : في هذه الآية قال : قد يكون ضيقا وله منفذ يسمع منه ويبصر ، والحرج : هو الملتأم الذي لا منفذ له ، يسمع به ولا يبصر منه .
والعياشي : عنه عليه السلام : إنه قال لموسى بن أسمر أتدري ما الحرج قال : قلت : لا ، فقال بيده وضم أصابعه : كالشيء [2] المصمت الذي لا يدخله فيه شيء ، ولا يخرج منه شيء .
{كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} : يتصعد ، وقرئ بالتخفيف ، ويصاعد بمعنى يتصاعد مبالغة في ضيق صدره بتشبيهه بمن يزاول ما لا يقدر عليه فإن صعود السماء مثل فيما يبعد عن الاستطاعة ويضيق عند القدرة .
{كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } : العياشي : عن الصادق (عليه السلام) : هو الشك .
وفي الكافي : عنه (عليه السلام) إن القلب ليتخلخل [3] في الجوف يطلب الحق فإذا أصابه اطمأن به وقر ثم تلا {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ} الآية .
والعياشي : مثله .
وفي رواية : قال : إن القلب ينقلب عن موضعه إلى حنجرته ما لم
يصب الحق فإذا أصاب الحق قر ، ثم تلا هذه الآية .
وفي المجمع : عنه (عليه السلام) : مثله .
أقول : يتخلخل بالخاءين المعجمتين أو الجيمين أي يتحرك .
وفي الكافي : عن الصادق (عليه السلام) : إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت ([4]) في قلبه نكتة من نور فأضاء لها سمعه وقلبه حتى يكون أحرص على ما في أيديكم منكم ، وإذا أراد بعبد سوء نكت في قلبه نكتة سوداء فأظلم لها سمعه وقلبه ، ثم تلا : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ} الآية .
وفيه ، وفي التوحيد ، والعياشي : عنه عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور ، وفتح مسامع قلبه ، ووكل به ملكا يسدده ، وإذا أراد بعبد سوء نكت في قلبه نكتة سوداء سد مسامع قلبه ، ووكل به شيطانا يضله ، ثم تلا هذه الآية .
وفي الكافي : عنه (عليه السلام) : في حديث واعلموا أن الله إذا أراد بعبد خيرا شرح الله صدره للإسلام ، فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق ، وعقد قلبه عليه فعمل به .
فإذا جمع الله له على ذلك تم له إسلامه ، وكان عند الله إن مات على ذلك الحال من المسلمين حقا ، وإذا لم يرد الله بعبد خيرا وكله إلى نفسه فكان صدره ضيقا حرجا فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه ، وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به ، فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك الحال كان عند الله من المنافقين ، وصار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه ولم يعطه العمل به حجة [5] عليه فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحكمة حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك .
وفي التوحيد ، والمعاني ، والعيون : عن الرضا (عليه السلام) : إنه سئل عن هذه الآية
فقال : من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا وإلى جنته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله ، والثقة به ، والسكون إلى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن إليه ، ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الآخرة لكفره به وعصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره ويضطرب من اعتقاد قلبه حتى يصير { كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125].
[1] لا يجوز أن يكون المراد بالاضلال في الآية الدعاء إلى الضلال ولا الامر به ولا إجبار عليه لاجماع الأمة على أن الله تعالى لا يأمر بالضلال ولا يدعوا إليه فيكف يجبر عليه والدعاء إليه أهون من الاجبار عليه وقد ذم الله فرعون والسامري عن إضلالهما عن دين الهدى في قوله وأضل فرعون قومه وما هدى وقوله فاضلهم السامري ولا خلاف في أن إضلالهما اضلال أمر واجبار ودعاء وقد ذمهما الله تعالى عليه مطلقا فكيف بما ذم عليه غيره .
[2] المصمت الذي لا جوف له .
[3] ليتخلخل اي يتحرك ويضطرب كالخلخال الملبوس .
[4] النكتة في الشئ كالنقطة والجمع نقط .
[5] فإن العلم إذا لم يقارن العمل فهو مخاصم صاحبه .
|
|
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر ؟!
|
|
|
|
|
"عراب الذكاء الاصطناعي" يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية ؟
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعها الأسبوعي لمناقشة مشاريعها البحثية والعلمية المستقبلية
|
|
|