المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التطيب ووضع العطور  
  
515   10:14 صباحاً   التاريخ: 2024-10-07
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص217ــ218
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-10 1223
التاريخ: 25-8-2018 2097
التاريخ: 18-9-2018 2443
التاريخ: 21-8-2018 2136

الزوج السعيد هو الذي يضع الطيب وأي نوع من العطور حتى تطيب رائحته، وتبتعد عنه الروائح الكريهة والنتنة.

إن الزوج وبحكم احتكاكه الجسدي واليومي مع الزوجة، إن لم يتعود على وضع الطيب والعطر، وبالتالي صدرت منه روائح كريهة، فإن الزوجة سوف تتنفر منه لا لأجل بغضه بل لطبيعة النفور من الروائح الكريهة، وهنا أما يكون إقبال الزوجة عليه إقبالاً عادياً خالياً من الشوق الزائد، وإما لا إقبال إلا مسايرة ومجاراة، ولكن مع طرد الروائح الكريهة فإن الإقبال من قبل الزوجة سوف يكون متضمناً للشوق والحماس.

والتطيب ووضع العطور من سنن الأنبياء كما لا يخفى، فقد قال إمامنا الرضا (عليه السلام): ((من أخلاق الأنبياء التطيب))(1)، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ينفق على الطيب أكثر مما ينفق على الطعام))(2)، ولهذا ورد أن تكرار وضع الطيب أمر لازم، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): ((ينبغي للرجل أن لا يدع أن يمس شيئاً من طيب في كل يوم فإن لم يقدر فيوم ويوم لا، فإن لم يقدر ففي كل جمعة لا يدع ذلك))(3).

ولكثرة اهتمام أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) بالطيب ((كان يعرف موضع جعفر (عليه السلام) في المسجد بطيب ريحه وموضع سجوده))(4)، ومن باب أولى كان هذا معروفاً في رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد ورد أنه: كانت للنبي (صلى الله عليه وآله) مسكة إذا هو يتوضأ أخذها بيده وهي رطبة فكان إذا خرج عـرفـوا أنـه رسـول الله (صلى الله عليه وآله)(5).

ومهما يكن فإن وضع الطيب والعطور من الأمور المهمة لاستقامة الحياة الزوجية، وهو مقدم على كثير من الأمور، وليس فيه إسراف، وهو مشمول للزوم التهيئة أي تهيئة الزوج لزوجته.

______________________________

(1) مكارم الأخلاق، ص 52.

(2) م. ن، ص 53.

(3) م. ن.

(4) م. ن، ص 52.

(5) م. ن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.