المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دور الاقتصاد في الاسرة والمجتمع  
  
696   09:40 صباحاً   التاريخ: 2024-09-05
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 218 ــ 219
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

ـ دور الاقتصاد في حياة الانسان:

تعتبر المسألة الاقتصادية أحد الأركان الأساسية في حياة الفرد والمجتمع، والاقتصاد يلعب دوراً مهماً في الشؤون العلمية والأخلاقية والتربوية، والإجتماعية والسياسية، وبقية الشؤون المتعلقة بكيفية حياة الناس. وللاقتصاد أثر عميق في سعادة وبؤس، وتقدم وانحطاط، وفوز وهزيمة، وعزة وذلة الإنسان. وينشأ قسم مهم من عدم التفاهم والاختلافات والتضاد والتشاجر والصراع والقتال والجرائم في نطاق الأسرة والمجتمع من القضايا الاقتصادية.

وكثير من الزوجات ينفصلن عن أزواجهن والأبناء يتركون الاباء، وتنقطع العلاقة بين الأخوة والاخوات، وتنفصم عرى الأسرة، ويظل الاطفال دون رقيب يشرف عليهم، كل ذلك يحدث بسبب الامور المادية بالنتيجة نقول: إن أحد أهم أسباب الخلاف والتناقض في الأسرة هو المسائل الاقتصادية.

ـ الاقتصاد والحرب:

في المجتمعات أيضاً هناك قسم كبير من النزاعات والاختلافات التي تقع بين الأفراد أو بين المجموعات، أو الأقوام والشعوب، وتجعلهم يواجهون بعضهم البعض، وتشعل بينهم فتيل الحرب، كل ذلك له جذور اقتصادية.

(إذا طرح سؤال: أي سبب يشعل الحرب في المجتمع؟ فإن الجواب لن يكون سهلاً، ويزداد يوماً بعد يوم الاعتقاد بأن العامل الاقتصادي له دور كبير في ذلك نتيجة وجود دلائل عينية كثيرة) (1).

إن علماء الإجتماع، ومؤسسو المدارس الفلسفية تحدثوا كثيراً حول المسائل الاقتصادية، ووضحوا دورها في المجتمعات البشرية وإدارة أمور الحياة، وقد سلك البعض طريق المبالغة والإفراط في ذلك وخرج عن الواقعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ علم النفس الاجتماعي، ج 1، ص 99. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.