تعد التربة ثاني أهم العوامل المؤثرة في النبات الطبيعي بعد المناخ وذلك لكون التربة تمثل البيئية الواقعية الحاضنة لبذور النباتات ومن خلالها تنمو النباتات وترفع سيقانها وفيها يثبت النبات جذوره، إذ تستمد النباتات موادها الغذائية من المكونات المعدنية والعضوية للتربة على شكل أملاح مذابة في محلول التربة من خلال عملية الامتصاص التي تقوم بها الجذور والسيقان. لذلك تلعب خصائص التربة دوراً كبيراً في تباين المجموعات النباتية، فالترب ذات النسيج الطيني الخشن تكون لها قابلية كبيرة على الاحتفاظ بالمياه مما يوفر الظروف الملائمة لنمو النباتات وازدهار وزيادة كثافتها بخلاف الترب ذات النسيج الرملي الخشن فان نفاذيتها العالية وتسرب المياه يعمل على جفافها مما يحد من نمو النباتات ويقلل من كثافتها ولذلك يشهد هذا الصنف من الترب نباتات صحراوية صغيرة الحجم.

كما أن درجة صلابة التربة تؤثر في تباين المجموعات النباتية فالترب العميقة ذات النسيج الرملي الهش تسمح للجذور النباتية بالتوغل كثيراً في أعماقها ولاسيما أن النباتات الطويلة تتطلب جذور عميقة تعمل كقواعد الإسناد السيقان وبقاء النباتات الحية ثابتة ومستقره على سطح الأرض مما يوفر للأشجار الكبيرة الحجم العمق الملائم للنمو والازدهار بخلاف الأراضي الصخرية الصلبة والترب الضحلة ذات النسيج الطيني الناعم المتماسك فإنها لا تسمح للجذور بالتمدد في أعماق بعيدة ولذلك تمتاز نباتات هذا الصنف من الترب بسيادة نمو الحشائش القصيرة.

وكذلك تؤثر الخصائص الكيميائية للتربة في اختلاف المجموعات النباتية ودرجة كثافتها إذ تتطلب عملية نمو النباتات مجموعه من المغذيات الكيميائية في محلول التربة مثل النترات والفسفور والبوتاسيوم، وإن الترب الغنية بالمغذيات توفير المواد الغذائية اللازمة لنمو النباتات واستمرار حياتها مما يساعد على نمو النباتات الكبيرة الحجم كالأشجار وزيادة كثافة النباتات بخلاف الترب الفقيرة أو الملحية فإنها تحد من نمو النباتات وتسمح لنمو النباتات الصحراوية والحشائش القصيرة.