المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / ملاعبة الأبناء  
  
1127   01:30 صباحاً   التاريخ: 2024-07-29
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص54ــ55
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-6-2022 2776
التاريخ: 15-1-2016 2802
التاريخ: 18-1-2016 2419
التاريخ: 21/12/2022 1401

السبيل الآخر من سبل إظهار الحبّ من الأب أو الأم للولد هو وضع وسائل الالعاب تحت اختياره بما يتناسب مع سنه ومرحلة طفولته، مضافاً إلى ذلك فإنّ من الحريّ بهما التصابي للطفل واللعب معه إن طلب ذلك منهما، فإنّ اللعب معه والتصابي له وإن كان يأخذ شيئاً من أوقاتهما إلا أنه يترك أثراً كبيراً على الطفل.

إن اللعب مع الطفل ينمّي استعداده، ويرقق عواطفه، مضافاً إلى ما يدخله من السرور والفرح على قلبه، واللعب إن كان سليماً وطبق الضوابط الصحيحة يساعد على تفتح ذهن الطفل، ولذا قيل: إنّ اللعب التفكير لدى الطفل.

وقد كان النبي والأئمة الأطهار (عليهم السلام) - مضافاً إلى تأكيدهم على ضرورة التصابي للطفل ومداعبته ـ كانوا يقومون بذلك بأنفسهم، أو على الأقل يلاعبون الطفل ويراقبونه عن كثب، وقد ورد في ذلك روايات عقد لها الحرّ العاملي باباً تحت عنوان ((استحباب التصابي مع الولد وملاعبته))، وهي:

أ. روى الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) أنه قال: ((من كان له ولد صبا))(1).

ب. وروى الشيخ الصدوق عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((من كان عنده صبي فليتصاب له))(2).

ج. وعن ابن أبي نجيح قال: كان الحسن والحسين (عليهما السلام) يركبان فوق ظهر النبي (صلى الله عليه وآله) ويقولان: ((حل حل))، ويقول النبي (صلى الله عليه وآله): ((نعم البعير بعيركما))(3).

د. وروى علقمة عن أبي سلمة قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كـان يدلع لسانه للحسن والحسين (عليهما السلام)، فيرى الصبي لسانه فيهش إليه، فقال عيينة بن بدر الفزاري: والله ليكون الابن رجلاً قد خرج وجهه وما قبلته قط. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآل) ((من لم يَرحم لا يُرحم))(4).

هـ. وعن يعلى العامري أنه خرج من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى طعام دُعِي إليه، فإذا هو بحسين (عليه السلام) يلعب، فاستقبل النبي (صلى الله عليه وآله) أمام القوم ثم بسط يديه، فطفر الصبيّ ها هنا مرةً وها هنا مرةً، وجعل رسول الله يضاحكه حتّى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه، ووضع فاه على فيه وقبله....(5).

و. وعن علي (عليه السلام) قال: ((بينما الحسن والحسين يصطرعان عند النبي (صلى الله عليه وآله) فقال النبي هي يا حسن، فقلتُ: يا رسول الله تعين الكبير على الصغير؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): جبرئيل يقول: هي يا حسين، وأنا أقول: هي یا حسن))(6).

___________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 15، ص 203.

(2) نفس المصدر.

(3) كتاب العيال، ج 2، ص 797.

(4) مجموعة ورام، ص 80.

(5) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 176؛ بحار الأنوار، ج 43، ص 271.

(6) المناقب، ج 3، ص 393؛ بحار الأنوار، ج 43، ص 263. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.