المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التمثيلُ في الآية (41-43) من سورة العنكبوت  
  
4704   02:55 صباحاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص217-219 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

قال تعالى : { مَثَلُ الّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَولياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُون * إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيم * وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُهَا إِلاّ العالِمُون} [العنكبوت : 41 ـ 43] .

تفسيرُ الآيات

ضربَ سبحانه لآلهة المشركين مثلاً بالذباب تارة ، وبيت العنكبوت أُخرى ، أمّا الأول ، فقد مضى البحث عنه ، وأمّا الثاني ، فهو ما تتضمّنه الآية من تشبيه آلهة المشركين ومعبوداتهم المزيّفة بأوهن البيوت وهو بيت العنكبوت .

وقد مرّ أنّ التشبيه يترك تأثيراً بالغاً في النفوس مثل تأثير الدليل والبرهان ، فتارة ينهى عن الغِيبة ويقول : لا تغتب ؛ فإنّه يوجِب العذاب ويورث العقاب ، وأُخرى يمثّل عمله بالمَثل التالي : وهو أنّ مثل مَن يغتاب مثل مَن يأكل لحم الميت ؛ لأنّك نِلتَ من هذا الرجل وهو غائب لا يفهم ما تقول ولا يسمع حتى يجيب ، فكان نيلك منه كعمل مَن يأكل لحم الميّت وهو لا يعلم ما يُفعل به ، ولا يقدر على الدفع .

ثمّ إنّ الغرض من تشبيه الآلهة المزيّفة بهوام وحشرات الأرض ـ كالبعوض ، والذباب ، والعنكبوت ـ هو الحطّ من شأنها والاستهزاء بها .

إنّ العنكبوت حشرة معروفة ذكورها أصغر أجساداً من إناثها ، وهي تتغذّى من الحشرات التي تصطادها بالشبكة التي تمدّها على جدران البيوت ، فتصنع تلك الشبكة من مادّة تفرزها لها غدد في باطنها محتوية على سائل لزج تُخرجه من فتحة صغيرة ، فيتجدّد بمجرّد ملامسته للهواء ويصير خيطاً في غاية الدقّة ، وما أن تقع الفريسة في تلك الشبكة حتى تنقض عليها وتنفث فيها سمّاً يوقِف حركاتها ، فلا تستطيع الدفاع عن نفسها (1) .

ومع ذلك ، فما نَسَجته بيتاً لنفسها من أوهن البيوت ، بل لا يليق أن يصدق عليه عنوان البيت ، الذي يتألّف من : حائط هائل ، وسقف مظلٍّ ، وباب ونوافذ ، وبيتها يفقد أبسط تلك المقوّمات هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإنّ بيتها يفتقد لأدنى مقاومة أمام الظواهر الجويّة والطبيعية ، فلو هَبّ عليه نسيم هادئ لمزّق النسيج ، ولو سقطت عليه قطرة من ماء لَتَلاشى ، ولو وقعَ على مقربة من نار لاحترق ، ولو تراكمَ عليه الغبار لمُزِّق .

هذا هو حال المشبّه به ، والقرآن يُمثّل حال الآلهة المزيّفة بهذا المثل الرائع ، وهو : أنّها لا تنفع ولا تضرّ ، لا تَخلُق ولا تَرزُق ، ولا تَقدر على استجابة أيّ طلب .

بل حال الآلهة المزيّفة الكاذبة أسوأ حالاً من بيت العنكبوت ، وهو : أنّ العنكبوت تنسج بيتها لتصطاد به الحشرات ولولاه لماتت جوعاً ، ولكنّ الأصنام والأوثان لا توفّر شيئاً للكافر .

وبذلك تقف على عَظمة التمثيل الوارد في قوله : { وَإِنّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُون } .

ثمّ إنّ قوله : { لَوْ كانُوا يَعْلَمُون } ليس قيداً لقوله : { وَإِنّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ } ؛ لأنّه من الواضح لكلّ أحد أنّ بيت العنكبوت في غاية الوهن ، وإنّما هو من متمّمات قوله : { اتَّخَذُوا } أي لو عَلموا أنّ عبادة الآلهة كاتخاذ العنكبوت بيتاً سخيفاً ، ربّما أعرَضوا عنها .

ثمّ إنّه سبحانه أردفَ المَثل بآية أُخرى وقال : { إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيم } والظاهر أنّ ( ما ) في قوله : { ما يَدْعُونَ } موصولة أي : أنّه يعلم ما يعبد هؤلاء الكفّار وما يتّخذونه من دونه أرباباً ، ولكنّ علمهم لا يضرّ ؛ إذ هو العزيز الذي لا يغالب فيما يريد والحكيم في جميع أفعاله .

ثمّ قال سبحانه : { وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُهَا إِلاّ العالِمُون } أي نذكر تلك الأمثال وما يفهمها إلاّ العلماء العاقلون .

_______________________

1 ـ انظر دائرة معارف القرن الرابع عشر : 6/772 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .