أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
![]()
التاريخ: 19-02-2015
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 27-11-2014
![]() |
قال تعالى : { مَثَلُ الّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَولياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُون * إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيم * وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُهَا إِلاّ العالِمُون} [العنكبوت : 41 ـ 43] .
تفسيرُ الآيات
ضربَ سبحانه لآلهة المشركين مثلاً بالذباب تارة ، وبيت العنكبوت أُخرى ، أمّا الأول ، فقد مضى البحث عنه ، وأمّا الثاني ، فهو ما تتضمّنه الآية من تشبيه آلهة المشركين ومعبوداتهم المزيّفة بأوهن البيوت وهو بيت العنكبوت .
وقد مرّ أنّ التشبيه يترك تأثيراً بالغاً في النفوس مثل تأثير الدليل والبرهان ، فتارة ينهى عن الغِيبة ويقول : لا تغتب ؛ فإنّه يوجِب العذاب ويورث العقاب ، وأُخرى يمثّل عمله بالمَثل التالي : وهو أنّ مثل مَن يغتاب مثل مَن يأكل لحم الميت ؛ لأنّك نِلتَ من هذا الرجل وهو غائب لا يفهم ما تقول ولا يسمع حتى يجيب ، فكان نيلك منه كعمل مَن يأكل لحم الميّت وهو لا يعلم ما يُفعل به ، ولا يقدر على الدفع .
ثمّ إنّ الغرض من تشبيه الآلهة المزيّفة بهوام وحشرات الأرض ـ كالبعوض ، والذباب ، والعنكبوت ـ هو الحطّ من شأنها والاستهزاء بها .
إنّ العنكبوت حشرة معروفة ذكورها أصغر أجساداً من إناثها ، وهي تتغذّى من الحشرات التي تصطادها بالشبكة التي تمدّها على جدران البيوت ، فتصنع تلك الشبكة من مادّة تفرزها لها غدد في باطنها محتوية على سائل لزج تُخرجه من فتحة صغيرة ، فيتجدّد بمجرّد ملامسته للهواء ويصير خيطاً في غاية الدقّة ، وما أن تقع الفريسة في تلك الشبكة حتى تنقض عليها وتنفث فيها سمّاً يوقِف حركاتها ، فلا تستطيع الدفاع عن نفسها (1) .
ومع ذلك ، فما نَسَجته بيتاً لنفسها من أوهن البيوت ، بل لا يليق أن يصدق عليه عنوان البيت ، الذي يتألّف من : حائط هائل ، وسقف مظلٍّ ، وباب ونوافذ ، وبيتها يفقد أبسط تلك المقوّمات هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإنّ بيتها يفتقد لأدنى مقاومة أمام الظواهر الجويّة والطبيعية ، فلو هَبّ عليه نسيم هادئ لمزّق النسيج ، ولو سقطت عليه قطرة من ماء لَتَلاشى ، ولو وقعَ على مقربة من نار لاحترق ، ولو تراكمَ عليه الغبار لمُزِّق .
هذا هو حال المشبّه به ، والقرآن يُمثّل حال الآلهة المزيّفة بهذا المثل الرائع ، وهو : أنّها لا تنفع ولا تضرّ ، لا تَخلُق ولا تَرزُق ، ولا تَقدر على استجابة أيّ طلب .
بل حال الآلهة المزيّفة الكاذبة أسوأ حالاً من بيت العنكبوت ، وهو : أنّ العنكبوت تنسج بيتها لتصطاد به الحشرات ولولاه لماتت جوعاً ، ولكنّ الأصنام والأوثان لا توفّر شيئاً للكافر .
وبذلك تقف على عَظمة التمثيل الوارد في قوله : { وَإِنّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُون } .
ثمّ إنّ قوله : { لَوْ كانُوا يَعْلَمُون } ليس قيداً لقوله : { وَإِنّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ } ؛ لأنّه من الواضح لكلّ أحد أنّ بيت العنكبوت في غاية الوهن ، وإنّما هو من متمّمات قوله : { اتَّخَذُوا } أي لو عَلموا أنّ عبادة الآلهة كاتخاذ العنكبوت بيتاً سخيفاً ، ربّما أعرَضوا عنها .
ثمّ إنّه سبحانه أردفَ المَثل بآية أُخرى وقال : { إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيم } والظاهر أنّ ( ما ) في قوله : { ما يَدْعُونَ } موصولة أي : أنّه يعلم ما يعبد هؤلاء الكفّار وما يتّخذونه من دونه أرباباً ، ولكنّ علمهم لا يضرّ ؛ إذ هو العزيز الذي لا يغالب فيما يريد والحكيم في جميع أفعاله .
ثمّ قال سبحانه : { وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُهَا إِلاّ العالِمُون } أي نذكر تلك الأمثال وما يفهمها إلاّ العلماء العاقلون .
_______________________
1 ـ انظر دائرة معارف القرن الرابع عشر : 6/772 .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|