{وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَـسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَـسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظيمٌ} |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-12
![]()
التاريخ: 22-12-2014
![]()
التاريخ: 2-03-2015
![]()
التاريخ: 4-05-2015
![]() |
{وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَـسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَـسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظيمٌ}
یُقَالُ: یَسُومُه العَذَابَ؛ أَي: یُلزِمَهُ وَیُکَلِّفَهُ سُوءُ العَذَابِ، وَأَصلُهُ مِن: سَامَ السِّلعَةَ، إِذَا طَلَبَهَا، کَأَنَّه بِمَعنَى: یَبغُونَکُم سُوءَ العَذَابِ، وَیَرُدُّونَکُم عَلَیهِ [1].
فِرْعَوْن: فِرعَون، عَلَمٌ لِـمَن مَلَك العَمَالِقَة، مِثلُ قَیصَر لِـمَلِك الرُّومِ، وَکِسرَى لِـمَلِكِ الفُرسِ [2].
یُقَالُ: السَّببُ فِي قَتلِ فِرعَون أَبنَاءَ بَنِي إِسرَائیلَ، وَاستِحیَاءُ نَسَائهِم: أَنَّه رَأى فِي مَنَامِهِ کَأَنَّ نَاراً أَقبَلَت مِن بَیتِ الـمَقدِسِ، حَتَّى اشتَمَلَت عَلَى بُیوتِ مِصرَ فَأَحرَقَتهَا، وَأَحرَقَت القِبط، وَتَرَکَت بَنِي إِسرَائیل.
فَهَالَهُ ذَلِك، وَدَعَى السَّحَرَةَ وَالکَهَنَة وَالقَافَة، فَسَأَلَهُم عَن رُؤیَاه وَمَا هَالَهُ؟ فَقَالُوا: إِنَّه یُولَدُ فِي بَنِي إِسرَائیلَ غُلَامٌ، یَکٌونُ عَلَى یَدِهِ هَلَاکُكَ، وَزَوَالُ مُلکِكَ، وَتَبدِیلُ دِینِكَ.
فَأَمَرَ فِرعَونُ بِقَتلِ کُلِّ غُلَامٌ یُولَدُ فِي بَنِي إِسرَائیلَ، وَجَمَعَ القَوَابِل، فَقَالَ لَهُنَّ: لَا يَسقُطُ عَلَى أَیدِيَکُنَّ غُلَامٌ مِن بَنِي إِسرَائیلَ إِلَّا قُتِل، وَلَا جَارِیَةً إِلَّا تُرِکَت، فَکُنَّ یَفعَلنَ ذَلِك، وَأَسرَعَ الـمَوتُ فِي مَشیَخَةِ بَنِي إِسرَائیلَ.
وَدَخَلَ رَأَسُ القِبطِ عَلَى فِرعَون، وَقَالَ لَهُ: إِنَّ الـمَوتَ قَد وَقَعَ فِي بَنِي إِسرَائیلَ؛ فَتَذبَحُ صِغَارَهُم، وَتُمَوِّتَ کِبَارَهُم، فَیُوشَكُ أَن یَقَعَ العَمَل فِینَا، فَأَمَرَ فِرعَونُ أَن یَذبَحُوا سَنَةً، وَیَترُکُوا سَنَةً، فَوُلِدَ هَارُون( عليه السلام) فِي السَّنَةِ الَّتي لَا یَذبَحُونَ فِیهَا فَتُرِكَ، وَوُلِدَ مُوسَى( عليه السلام) فِي السَنَةِ الَّتِي یَذبَحُونَ فِیهَا [3].
وَلِهَذَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ} أي: یُلزِمُونَکُم وَیُکَلِّفُونَکُم، وَأَصلُهُ: مِن سَامَ السِّلعَة؛ إِذَا طَلَبَهَا، کَأَنَّه بِمَعنَى: یَبغُونَکُم[4].
{سُوءَ الْعَذابِ}: وَالسُّوءُ: مَصدَرُ السَّيىء؛ وَهَوَ القَبِیحُ [5].
{يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ} أَي: بَنَاتُکُم، أَي: یَستَبقُونَهُنَّ وَیَدَعُونَهُنَّ أَحیَاء لِیُستَعبَدنَ، وَیُنکَحنَ عَلَى وَجهِ الإِستِرقَاقِ، وَهَذَا أَشَدُّ مِنَ الذَّبحِ [6].
{وَفي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظيمٌ}: أَي: وَفِي سَومِکُم العَذَابَ، وَذَبحِ الأَبنَاءِ، وَاستِحیَاءِ النِّسَاءِ، اختِبَارٌ وَامتِحَانٌ مِن رَبِّکُم.
جَودَةُ القَرِیحَةِ، وَحِدَّةُ الفِطنَةِ، وَذَکَاءُ النُّهَى، وَقُوَّةُ الفَهمِ بِمَعنَىً.
[1] جوامع الجامع، الطبرسي: 1/103، تفسير الرازي: 3/67.
[2] تفسير البيضاوي: 1/320، البحر المحيط، أبي حيان التوحيدي: 1/350.
[3] جامع البيان، الطبري: 1/389، التبيان في تفسير القرآن، الطوسي: 8/129، مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 1/206، الكامل في التاريخ، ابن الأثير: 1/170.
[4] الكشاف عن حقائق التأويل، الزمخشري: 1/166، تفسير الرازي: 3/67.
[5] جوامع الجامع، الطبرسي: 1/103.
[6] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 1/205 عنه بحار الأنوار، المجلسي: 13/75.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|