الإنتاج الدولي نظرة مستقبلية 

يرتبط مستقبل الإنتاج الدولي وتطوره فيما وراء البحار للشركات الدولية والمتعددة الجنسية، بقدرة هذه الشركات على تطوير نظام الإدارة الدولية وتكوين هيئة إدارية عالية الكفاءة، تستطيع أن تتعامل مع المتغيرات البيئية لكل الدول المضيفة وبخاصة المتغيرات السياسية والاقتصادية، وعلى اكتساب المزيد من المعرفة عن الأسواق الخارجية والمنافسة العالمية بجانب الإنفاق المتزايد على البحوث وتطوير المنتجات لإنتاج منتجات جديدة تتفق ونمط الاستهلاك في أسواق الدول المضيفة، مع الاهتمام بتخطيط وتنفيذ برامج التدريب الدولية، مع تقييم أثر البعد الدولي على التخطيط الاستراتيجي لكافة سياسات الشركة واستراتيجياتهما في الدول المضيفة وأثر كل ذلك على منحنى خبرة الشركة ومركزها التنافسي الدولي، فضلاً عن ضرورة تحقيق الاستقرار الوظيفي للقوة العاملة، تنمية وتطوير وسائل الاتصال بالفروع والشركات التابعة وتحقيق السيطرة على أكبر نصيب من السوق الدولي.

ويمكن زيادة نصيب الشركة من السوق وزيادة قدرة الشركة الإنتاجية عن طريق التوسع في إنشاء فروع وشركات تابعة أي التوسع في الاستثمار المباشر في الدول المضيفة، التي تتوفر فيها مقومات نقل أو تحويل نشاط الإنتاج إليها مثل انخفاض تكلفة العمالة، وزيادة حجم ونطاق السوق الجديدة التي توفرها ومدى توفر العمالة الفنية الماهرة المدربة والقادرة على استيعاب واستخدام تكنولوجيا الإنتاج والبيئة السياسية والاقتصادية والصناعية الملائمة لنشاط الشركات الدولية والمتعددة الجنسية وأثر نشاط الإنتاج في الدولة المضيفة على تعظيم معدل النمو للشركة.

وفي ظل الإنتاج الدولي فإن المهمة الأساسية للفروع والشركات التابعة في الدول المضيفة هو تنفيذ خطة الإنتاج للشركة الأم مع توفير كافة المعلومات عن أنشطتها الوظيفية والدولية بما يخدم أهداف الشركة الأم بغض النظر عن أهداف كل فرع وشركة تابعة؛ لأن قوة الشركة الدولية والمتعددة الجنسية يتركز في إنشاء جهاز إداري وبناء تنظيمي موحد لإدارة الأنشطة الإنتاجية فيما وراء البحار على أسس عالمية، لتحويل السوق المحلي للدولة المضيفة لسوق احتكاري في ظل شعار نظام اقتصادي دولي جديد  ، لذا كان من اللازم تبني سياسات استثمارية جديدة خاصة في الدول النامية والدول المضيفة بما يحقق مصالح الدول طرفي الاستثمار.