أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2020
![]()
التاريخ: 4-6-2019
![]()
التاريخ: 4-6-2022
![]()
التاريخ: 8-7-2019
![]() |
قد تبيّن لك ممّا ذكر أنّ من العلوم ما يذّم قليله وكثيره، مثل ما يكون ضرره أكثر من نفعه كالسحر والطلسمات ونحوها، فصرف العمر الذي هو أنفس البضاعة في أمثالها بطالة مذمومة إضاعة، ولو فرض فيها نفع دنيويّ لم يعتدّ به في مقابلة منا يترتّب عليه من الضرر.
ومنها: ما يحمد عليه مطلقاً بلا حدّ إليها ينتهي كالعلم بالله تعالى وصفاته وأفعاله، فإنّه البحر الذي لا يدرك غوره، وإنّما يحوم المتحوّمون على أطرافه بقدر ما يسّر الله لهم من الأنبياء والأولياء والعلماء على اختلاف طبقاتهم يحسب اختلاف قوّتهم، وما قدّر الله لهم من السعادة الأزليّة، وهو العلم المطلوب بالذات، وبه يتوصّل إلى أقصى السعادات، وينال أشرف اللذّات، وهو العلم المكنون الذي لا يسطّر في الكتب العلميّة، وإنّما يعين عليه أوّلاً التعلّم ومشاهدة علماء الآخرة والاعتبار بأحوالهم وأطوارهم بعد معرفتهم بأماراتهم وآثارهم وآخراً المجاهدة وتصفية القلب وتفريغه عن علائق الدنيا حتى يتّضح المراد بعد السعي والاجتهاد بقدر القابليّة والاستعداد، وعلم الأخلاق الذي به يسلك إلى العلم الأوّل، كما أشرنا إليه.
ومنها: ما لا يحمد منه الا مقدار مخصوص، كالعلوم التي أشرنا إليها في فروض الكفايات، فإنّ في كلّ منها اقتصاراً واقتصاداً واستقصاءً.
فكن يا حبيبي ـ وفّقك الله وإيّاي ـ إمّا مشغولاً بنفسك، أو متفرّغاً بعد الفراغ منها إلى غيرك، وإيّاك أن تشتغل بما يصلح غيرك قبل اصلاح نفسك، فإن كنت الأوّل فلا تشتغل منه الا بما هو فرض عليك بحسب ما يقتضيه حالك من العبادات والمعاملات التي تحتاج إليها ولو تقليداً لمجتهد حيّ، ثم اشتغل بالأهمّ الذي هو علم صفات القلب ومهلكاتها ومنجياتها، فإنّ إهمالها مع الاشتغال بالأعمال الظاهرة يشبه الاشتغال بطلاء ظاهر البدن عند التأذّي بالجرب والدماميل، والتهاون بإخراج المادّة بالفصد والحجامة والاسهال، فلا يزال يتعب في الطلاء ويزيد في المواد والأمراض، ولا تنظر إلى سهولة أعمال الجوارح وصعوبة أعمال القلب، وعلِّ همّتك بتحصيل ما يثمر النجاة في الآخرة من العلم بعللك الباطنة وأسبابها وعلاجها حتّى يوصلك إلى المقام الأعلى، فإنّ الأرض إذا نقيت من الكثافات نبت فيها أصناف الرياحين، وما لم تفرّغ عن ذلك لا تشتغل بفروض الكفايات سيّما وفي الخلق من قد قام بها فما أشدّ حماقة من دخلت الأفاعي والعقارب داخل ثيابه وهمّت بقتله وهو يذبّ الذباب عن من لا ينجيه ولا يغنيه. وإن كنت الثاني ـ وما أبعده ـ فلا ضير عليك أن تشتغل بها متدرّجاً مبتدءاً بالكتاب والسنّة، ثمّ التفسير وأصول الفقه ثمّ الفقه وهكذا، مراعياً فيها الأهمّ والأولى، ولا تستغرق عمرك في فنّ واحد مستقصياً فيه، فإنّ العلم كثير والعمر قصير، وهذه آلات فلا ينبغي فيها الخوض المنسي لما هو المقصود بالذات.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|