لنقارن هذه النظرة الجديدة إلى تفاعل الجسيمات بالنظرة الكلاسيكية. فبموجب النظرة القديمة، يشعر الإلكترونان عندما يقتربان من بعضهما بعضا بقوة تنافر متبادلة بينهما، فينحرفان. أما النظرة الجديدة فتعزو القوة إلى عملية محددة من التبادل الفوتوني، ونستعيض عن فكرة التغير المتدفق المستمر بفكرة التغير الفجائي المتقطع. ويلاحظ في الشكل (3–4) إلكترونان يقتربان من بعضهما بعضا. وعند النقطة (أ)، يطلق الإلكترون إلى اليسار فوتونا ويغير سرعته. وعند النقطة (ب)، يمتص الإلكترون إلى اليمين الفوتون ويغير سرعته. وبذلك فأن الإلكترونين قد تفاعلا أو أثرا بقوة في بعضهما بعضا، لأن حركتهما قد تغيرت. أما الفوتون فهو الذي يتوسط التفاعل بينهما. وبشكل أصح فأن التفاعل الأساسي لم يكن بين الإلكترونين على الإطلاق، بل كان بين كل من الإلكترونين والفوتون، ذلك أن الإلكترون الثاني لا يعلم بوجود الإلكترون الأول إلا بطريقة غير مباشرة. أن الفكرة القديمة: التأثير عن بعد (action at distance)، لقوة تمتد من جسيم إلى أخر، هي فكرة مهجورة تماما. ويستعاض عنها بفكرة التفاعل الموضعي (local interaction) بحيث يتفاعل كل إلكترون موضعيا أي عند موقعه مع فوتون.

وبالطبع فأن المخطط الذي نعرضه هنا ما هو إلا واحد من العديد من المخططات. فالمخططات الأخرى تحتوي على تبادلات أعقد بين الإلكترونين. والمحصلة النهائية لجميع التبادلات الممكنة تقترب من حركة الإلكترون الكلاسيكية في المناطق التي يصح فيها الوصف الكلاسيكي. وبموجب النظرية الحالية لتفاعل الالكترونات والفوتونات فأن الشكل (3–4) هو صورة لما يحدث في الواقع على المقياس دون المجهري. ومثل هذا المخطط يدعى بمخطط فاينمان Feynman diagram نسبة إلى ريتشارد فاينمان الذي أثبت عام 1949 أن هذه الصورة تناظر تماما العلاقات الرياضية في نظرية المجال (field theory) للإلكترونات والفوتونات. ولذلك، فأن هذه المخططات تصور ما هو حادث بالفعل، وتزودنا بطريقة ملائمة لتصنيف العمليات المختلفة الممكنة من فناء وخلق وتبادل.

الشكل (3–4): مخطط الخطوط العالمية للتفاعل المتبادل بين الكترونين وانحرافهما الناتج عنه.