أن مبدأ التعادلية المكانية، أو مبدأ لا متغيرية عكس المكان، ينص على وجود تماثل بين العالم (world) وصورته في المرأة وباستخدام تعابير أقرب إلى تلك التي استخدمناها لمبدأ لا متغيرية عكس الزمن نقول: أن صورة المرأة لأية عملية فيزيائية تصف عملية فيزيائية ممكنة، وهي محكومة بنفس القوانين العملية ذاتها.

ولا تبدو كل صورة مرآة على أنها صورة عادية. فصورة المرأة لصفحة مطبوعة، مثلا، تبدو خاطئة، ولكن ليس هنالك ما يجعلها غير ممكنة. فعامل الطباعة قد يصمم حرفا معكوسا، وينتج صفحة طباعة، تكون، عند النظر إليها مباشرة مشابهة لصور المرأة للصفحة العادية.

أن وضع منظر العالم المتعاكس space inverted)) يختلف كلية عن وضع منظره المعكوس زمنيا (time inverted). ذلك أن صورة المرأة للعالم تبدو طبيعية، أجمالا، وتدفعنا بذلك لتصديق قانون حفظ التعادلية المكانية، أو ما يدعى بلا متغيرية عكس الزمن. وفي كلا الحالتين يبدو أن الجسيمات قد خدعتنا. فقد ثبت أن مبدأ لا متغيرية عكس الزمن هو قانون مطلق، على ضوء ما نعرفه حتى الآن، في حين أن لا متغيرية تعاكس المكان قد تبين أنها قانون حفظ جزئي، لا تخضع له أبدا التفاعلات الضعيفة. وهذا يعني أن صورة المرأة لعملية التفاعل الضعيف، كانحلال بيتا، تظهر شيئا لا يمكن حدوثه. وقد تخلى حتى العلماء عن حذرهم العادي فصاروا يعتبرون حفظ التعادلية المكانية كقانون مطلق. وعندما تم التحقق أثر اقتراح كلا من تسنج داو لي (Tsung Dao Lee) وتشن ننغ يانغ Chening ang في عام 1956، من أن التفاعلات الضعيفة لا تملك تماثلا مرآتيا، فأن ذلك بمثابة صدمة للعلماء. وفي ذلك تذكرة لنا بأن أية نظرية لم تفحص بعد هي بمثابة بيت مبني على الرمال.