أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-01
![]()
التاريخ: 9-11-2014
![]()
التاريخ: 5-10-2014
![]()
التاريخ: 2025-01-23
![]() |
{ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ...}[الأسراء / ٧٥ ـ ٧٤]
مسألة : وسأل عن قوله تعالى: { وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ } ، ثم قال في الأسرى: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا } إلى قوله: { لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [الأنفال: 67].
فأين كان التثبيت هنا وقد تهدده بما تهدده؟
والجواب: أن الله تعالى ذكر منته على نبيه بـالتثبيت له والعصمة والتأييد ، وأنـه لو لم يفعل ذلك به لركن إلى المشركين ركونا يستحق به منه العقاب ، كما ركن غيره إليهم ركونا أوبقه وأهلكه ، فأخبر تعالى أنه عصمه مما تورط فيه غيره وثبته بالتوفيق ، ليثبت به الحجة على الخلق ، وعدد ذلك من آلائه عليه ونعمائه لديه ولم يزل (صلى الله عليه واله وسلم) موفقا مثبتاً محروساً بالعصمة والتأييد.
ولم يكن منه في الأسري ذنب عوتب عليه ، وإنما كان ذلك من أصحابه الذين أسروا بغير علمه وكفوا عن القتل طمعاً في الفداء ، وأشاروا به على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فتوجه العتب عليهم في ذلك واللوم والتهديد ، و إن كان أول الخطاب قد وجه إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، وخاتمته تدل على أنه لغيره ، وإنما وجه به (صلى الله عليه واله وسلم) ، لأنه سفير بين الخلق وبين الله سبحانه ، كما قال في موضع آخر:
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] فواجهه بالخطاب وكان المراد به أمته.
ألا ترى إلى قوله بعد إفراد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بالخطاب: { إذا طلقتم النساء} ، فجاء بلفظ الجمع بعد الإفراد؟
وكذلك قوله تعالى: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا } ، فجاء بلفظ الجمع دون التوحيد ، مع أن قوله: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى } ، غير مفيد للخبر عن تخصيصه بالرأي في الأسرى ، ولا دال على أنه عتاب له ، بل هو محتمل لعتاب من أشار بذلك وراءه فيما سواه ، وقد أكد ذلك بقوله (صلى الله عليه واله وسلم) { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ }.
وليس من صفات النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إرادة عرض الدنيا والخلاف لله تعالى فيما أراد من عمل الآخرة ، ولا من صفاته (صلى الله عليه واله وسلم) مقارفة(1) ما يحبط الأعمال ، ويستحق عليه العقاب العظيم على التعجيل والتأجـيل في ظاهر الكلام من توجهه إلى غير النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله: {تريدون} ، وهذا اللفظ جمع ، على ما قدمناه.
فصل: مع أنه لا منافاة بين تثبيت الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه واله وسلم) على شيء لو زل عنه لمشه عذاب أليم ، وبين وقوع ضرب آخر منه لو لم يعف عنه لاستحق عليه عذابا عظيماً ،
وقد يعصم الإنسان من شيء تكون العصمة له فيه لطفاً ، ويخلي بينه وبين شيء يكون التخلي لمن سواه لطفاً ، وتكون المصلحة بذلك عموماً. وهذا بحسب المعلوم والكلام فيه متعلق بالأصلح ، وليس يكاد يفهم معناه إلا من عرف قواعد الكلام في الأصلح ، وقليل من يعرف ذلك اليوم من المتكلمين(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ المقارفة: المخالطة. وقارف فلان الخطيئة ، أي خالطها ، وقارف الشيء داناه ، ولا تكون المقارفة إلا في الأشياء الدينية (لسان العرب).
2ـ الرسالة العكبرية (الحاجبية ): 149، والمصنفات 6: 108.
|
|
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر ؟!
|
|
|
|
|
"عراب الذكاء الاصطناعي" يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية ؟
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعها الأسبوعي لمناقشة مشاريعها البحثية والعلمية المستقبلية
|
|
|