أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2022
![]()
التاريخ: 4/10/2022
![]()
التاريخ: 5-6-2022
![]()
التاريخ: 22-7-2016
![]() |
الخوف من الله على مقامين:
أحدهما: الخوف من عذابه، وهو خوف عموم الخلق المؤمنين بالجنة والنار، وإذا ضعف هذا الخوف فسببه ضعف الإيمان والغفلة، ويقوى بالتذكير والوعظ وملازمة الفكر في أهوال القيامة (1) وأصناف العذاب (2) والنظر في أحوال الخائفين.
والثاني: وهو الأعلى ــ أن يكون الله تعالى هو المخوف، بأن يخاف البعد والحجاب عنه، ويرجو القرب منه وهو خوف من عرفه من الأنبياء والأوصياء والعلماء ممن عرفوا من صفاته ما يقتضي الهيبة والخوف والحذر المطلعين على سر قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28].
ثم إن الخوف لا يتحقق إلا بانتظار مكروه: والمكروه إما أن يكون مكروهاً في ذاته كالنار، وإما أن يكون مكروهاً لأنه يفضي إلى المكروه، كما تكره المعاصي لأدائها إلى العذاب.
والخائفون من القسم الثاني منهم من يغلب عليه خوف الموت قبل التوبة، أو خوف نقض التوبة، أو خوف ضعف القوة عن الوفاء بتمام حقوق الله، أو خوف زوال رقة القلب وتبديلها بالقساوة، أو خوف الميل عن الاستقامة، أو خوف استيلاء العادة في اتباع الشهوات المألوفة، أو خوف أن يكله الله إلى حسناته التي اتكل عليها وتعزز بها في عباد الله، أو خوف البطر بكثرة نعم الله عليه، أو خوف الاشتغال عن الله بغير الله، أو خوف الاستدراج بتواتر النعم، أو خوف انكشاف غوائل (3) طاعاته حتى يبدو له من الله ما لم يكن يحتسب، أو خوف تبعات الناس عنده في الغيبة الخيانة والغش وإضمار السوء، أو خوف ما لا يدري أن يحدث في بقية عمره، أو خوف تعجيل العقوبة في الدنيا والافتضاح قبل الموت، أو خوف الاغترار بزخارف (4) الدنيا، أو خوف خاتمة السوء، أو خوف اطلاع الله على سريرته في حال غفلته، أو خوف السابقة التي سبقت له في الأزل.
وهذه كلها مخاوف العارفين، ولكل منها خصوص فائدة، وهو سلوك سبيل الحذر عما يفضي إلى المخوف فمن يخاف استيلاء العادة عليه فليواظب على الفطام عن العادة، والذي يخاف من اطلاع الله على سريرته يشتغل بتطهير قلبه... وهكذا
وأما الخائفون من المكروه لذاته فمنهم من يغلب عليهم سكرات الموت (5) وشدته أو سؤال منكر ونكير (6) أو عذاب القبر أو هول المطلع (7) أو هيبة الموقف بين يدي الله تعالى أو الحياء من كشف الستر أو السؤال عن النقير (8) والقطمير (9) أو الخوف من أو الخوف من الصراط وحدته وكيفية العبور عليه أو الخوف من النار وأغلالها (10) وأهوالها أو الخوف من الحرمان عن الجنة أو النعيم في الملك المقيم أو من نقصان الدرجات أو الخوف من الحجاب عن الله، وهو أعلاها رتبة، وهو خوف العارفين من الأنبياء والعلماء
والصالحين (11).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من الأهوال التي أشير إليها في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً} سورة الإسراء/97.
(2) من أصناف العذاب التي ذكرت في القرآن الكريم: {يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة الشعراء/ 157.
(3) الغوائل: الدواهي. وأتى غولا غائلة: أمرا داهيا منكرا. والغائلة الحقد الباطن والشر كالمغالة.
القاموس المحيط، الفيروز آبادي: 4/27، مادة "غول".
(4) الزخرف: الزينة، وبيت مزخرف. وتزخرف الرجل: تزين
كتاب العين، الفراهيدي: 4/ 338، مادة "زخرف".
(5) إشارة إلى قوله تعالى: {وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} سورة ق/19.
(6) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: يَجِيءُ الْمَلَكَانِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ إِلَى الْمَيِّتِ حِينَ يُدْفَنُ أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ وَأَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ يَخُطَّانِ الأَرْضَ بِأَنْيَابِهِمَا وَيَطَئَانِ فِي شُعُورِهِمَا فَيَسْأَلانِ الْمَيِّتَ مَنْ رَبُّكَ ... الحديث.
الكافي، الكليني: 3/236 ــ 237، كتاب الجنائز، باب المسألة في القبر ومن يسأل/ ح7.
(7) عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) قال: لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد وإن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة إلى دار الخلود.
الدعوات، الراوندي: 122، فصل في فنون شتى من حالات العافية/ ح297.
(8) النقير: النكتة في ظهر النواة.
تاج العروس، الزبيدي: 3/580.
(9) القطمير: وهي القشرة الدقيقة التي على النواة، بين النواة والتمر.
لسان العرب، ابن منظور: 5/108، مادة "قطمر".
(10) الأصفاد: الأغلال.
غريب الحديث، الحربي: 2/707، باب صفد.
(11) انظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 168 ــ 170، الباب الثالث في الرجاء والخوف، الفصل الخامس في الخائفين؛ جامع السعادات، النراقي: 1 / 254 ــ 257، فصل بم يتحقق الخوف؛ إحياء علوم الدين، الغزالي: 4/ 138 ـ 140، كتاب الخوف والرجاء، بيان أقسام الخوف بالإضافة إلى ما يخاف منه.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|