المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

فكرة الظروف الاستثنائية
26-10-2015
نظرة عامة عن الحب في الله والبغض في الله
13/9/2022
لا يجب على النبي (صلى الله عليه وآله) هداية الناس
3-12-2015
تخطيط الخدمات التجارية
2023-02-11
تفاعل متسلسل تباعدي divergent chain reaction
7-9-2018
أخذ القطع بحكم في موضوع ضده
8-9-2016


يحيى بن المُبَارك بن المُغِيرة  
  
2347   08:57 صباحاً   التاريخ: 14-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص631-632
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2017 14703
التاريخ: 30-9-2019 4605
التاريخ: 26-1-2016 3155
التاريخ: 23-3-2016 2409

 أبو محمد مولى بني عدي بن عبد مناف، قيل له اليزيدي لأنه صحب يزيد بن منصور خال المهدي مؤدبا لولده فنسب إليه، ثم اتصل بالرشيد فجعله مؤدبا للمأمون. أخذ العربية عن أبي عمرو بن العلاء وابن أبي إسحاق الحضرمي، وأخذ اللغة والعروض عن الخليل بن أحمد إلا أنه كان يعتمد في اللغة على أبي عمرو بن العلاء لسعة علمه بها وكان أبو عمرو يميل إليه ويدنيه لذكائه وأخذ عن أبي محمد اليزيدي جماعة منهم ابنه محمد وأبو عبيد القاسم بن سلام وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبو عمرو الدوري القارىء وأبو شعيب السوسي المقرئ وعامر بن عمر الموصلي وأبو خلاد سليمان بن خلاد وأبو حمدون بن إسماعيل  الطبيب وغيرهم وخالف في القراءة أبا عمرو في حروف اختارها وكان صحيح الرواية ثقة صدوقا وكان أحد أكابر القراء وهو الذي خلف أبا عمرو بن العلاء فيها وكان في أيام الرشيد مع الكسائي ببغداد يقرئان الناس في مسجد واحد وكان مع ذلك أديبا شاعرا مجيدا وله مجموع أدب فيه شيء من شعره وكان يتهم بالميل إلى الاعتزال.

 مات بخراسان سنة اثنتين ومائتين عن أربع وستين سنة وصنف كتاب الوقف والابتداء وكتاب النوادر في اللغة على مثال نوادر الأصمعي الذي عمله لجعفر بن يحيى والمختصر في النحو ألفه لبعض ولد المأمون وكتاب النقط والشكل وكتاب المقصور والممدود وغير ذلك.

 ومن شعره قوله في الكسائي وأصحابه: [السريع]

 (كنا نقيس النحو فيما مضى ... على لسان العرب الأول)

 (فجاء أقوام يقيسونه ... على لُغى أشياخ قطربُّل)

 (فكلهم يعمل في نقض ما ... به يصاب الحق لا يأتلي)

 (إن الكسائي وأصحابه ... يرقون في النحو إلى أسفل)

 وله: [الطويل]

 (إذا نكبات الدهر لم تعظ الفتى ... وأفزع منها لم تعظه عواذله)

 (ومن لم يؤدبه أبوه وأمه ... تؤدبه روعات الردى وزلازله)

 (فدع عنك ما لا تستطيع ولا تطع ... هواك ولا يغلب بحقك باطله)

 وله في الأصمعي: [المتقارب]

 (ابن لي دعي بني أصمع ... متى كنت في الأسرة الفاضلة)

 (ومن أنت هل أنت إلا امرؤ ... إذا صح أصلك من باهله) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.