المتغيرات الجغرافية ذات العلاقة بالجريمة:

من خلال متابعة المعلومات الخاصة بحوادث الجرائم يتضح أن هناك عوامل ومتغيرات ذات علاقة بالجاني نفسه، أو وقت الجريمة ونوعها وحجمها. فالجغرافي في دراسته للجريمة يحاول ربطها بالمكان الذي يعد المسرح الحقيقي لعلم الجغرافية، وتأثيرات المكان على نوع وحجم وزمن الجريمة، كما يحاول الجغرافي التأكيد على العوامل والمتغيرات الآتية:

- الوضع الأسري: إن الجريمة ظاهرة مركبة تتشعب إلى عدة محاور ومسببات وتتعلق بمظاهر اجتماعية أخرى ومنها ظاهرة الطلاق أو افتراق الزوجين، وبالتالي التنشئة الخاطئة وفقدان السيطرة على الأولاد ليشكل مشروعاً يتقاذفه أصدقاء السوء ويسهل عليه دخول معترك الجريمة مستقبلاً، والتربية الأخلاقية الهشة التي تميز سلوكية الفرد تسهم في اندفاع الفرد في ميدان الجريمة والجنوح والانحراف والانحطاط، والتنشئة لا تتحملها الأسرة فقط، بل تتحملها العديد من الجماعات المرجعية والمؤسسية كالمدرسة والجامع ووسائل الإعلام والمجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية والجماهيرية والشعبية(1) لذا فإن تشعب عوامل الجريمة وتعدد مسبباتها جعل علاقاتها المكانية تتمحور ضمن المكان الجغرافي، فأصبحت واقعاً جغرافياً يدخل ضمن بوتقة علم الجغرافية.

___________________

(1) احسان محمد الحسن، مصدر سابق، ص99.