أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-26
![]()
التاريخ: 23-2-2022
![]()
التاريخ: 30-9-2016
![]()
التاريخ: 20-8-2022
![]() |
للمال تأثير على نفس الإنسان حيث ان الانسان بطبعه إذا احس بالغناء والاستغناء يصيبه الطغيان، يقول تعالى : {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7].
ومعنى ذلك ان الإنسان عندما يرى نفسه غنياً يشعر بالقوة والتفوق على الآخرين، وحينئذ تنتفخ اوداجه، ويتعالى شعوره بالاستعلاء على الآخرين، وخير واقعة في ذلك قصة الرجلين الذين دخلا بستان الغني منهما، فأحس الغني ان له فضلاً على صاحبه بما تحمل اشجاره من أثمار فأصابه العجب وراح يفتخر على صاحبه، فيقول : {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا } [الكهف: 34].
فهنا احس بالتفوق على صاحبه بكثرة المال، وعدد الافراد، فراح يتعالى ويطغى حتى صار يشعر بأن هذا المال سيجعل له فضلاً في الآخرة عند الله، وسيجد عنده تعالى خيراً منها فنسي ان الله (سبحانه وتعالى) هو الذي منحه إياها، ولو شاء ان يسلبها منه لفعل، ولكن بريق المال انساه مواهب الله (سبحانه وتعالى) ولهذا أخذ يفتخر ويستكبر، ويستعلي على صاحبه بدلاً من ان يشكر الله على نعمه!
ان استكبار الإنسان بأمواله دليل على نقصان عقله، لأن المال وحده لا يمكن يسعد الإنسان، ولربما يملك صاحبه، ولم يملكه هو، فيتحول إلى عذاب شديد في الدنيا، وعقاب وبيل، وفي الآخرة، والمال لا يدوم عند احد فقد ينقلب الغني بين ليلة وضحاها فقيراً وبالعكس .
جاء في كتاب حبيب السير: (ان عمرو بن ليث خرج مع ثمانين ألف مقاتل مجهز لقتال الامير اسماعيل الساماني الذي كان معه عشرة آلاف مقاتل خيالة، ولكن لما دقت طبول الحرب، وارتفع صوت النفير، اصابت فرس عمرو بن ليث وحشة فتقدم به فجأة، وبلا اختيار إلى صفوف الاعداء فاستطاع الامير اسماعيل بدون خوض اية معركة ان يتغلب عليه، ويحبسه في خيمته.
وينقل : ان عمرو نظر ذلك اليوم إلى احد الخدم فدعاه، وشكى له الجوع. فأحضر له في الحال قطعة من اللحم، وحيث لم يكن يوجد قدر وضعها في سطل الفرس، واشعل النار، وانصرف إلى عمله، وصدفة جاء كلب ومد رأسه في السطل فاحترق لسانه بحرارة الحساء، ولما اراد ان يخرج رأسه سريعاً علقت عروة السطل في عنقه فذهب به راكضاً، ولما رأى عمرو هذا المنظر ضحك فسأله احد الحراس عن سبب ضحكه، فقال : اليوم يشتكي طباخي إذ ان ثلاثمائة واسطة نقل تنقل ادوات طبخنا بمشقة، وها انا الآن ارى كلباً قد نقلها بسهولة)(1).
وقال محمد بن عبد الرحمن الهاشمي : (دخلت على امي يوم الاضحى وعندها امرأة في اثواب دنسة.
فقالت : أتعرف هذه ؟
قلت : لا .
قالت : هي عناية ام جعفر البرمكي فسلمت عليها.
وقلت لها: حدثيني ببعض امركم.
فقالت : اذكر لك جملة فيها عبرة لمن اعتبر لقد هجم علي مثل هذا اليوم وعلى راسي اربعمائة وصيفة، وأنا أزعم ان ابني جعفر عاق لي، وقد اتيتكم اليوم أسألكم جلد شاة بشعار ودثار)(2).
وهناك أمور اخرى قد تسبب التكبر كالجمال، وكثرة الاتباع والانصار والتلاميذ والغلمان، والعشيرة، والأقارب، والجنود ... أعاذنا الله من الغرور والغفلة، ونسيان النعمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السيد عبد الحسين دستغيب ، الذنوب الكبيرة : 2/141.
(2) الشيخ محمد تقي التستري، نهج الصياغة : 14/173.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|