أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
![]()
التاريخ: 22-04-2015
![]()
التاريخ: 2025-01-28
![]()
التاريخ: 2023-07-03
![]() |
كلنا نحب أنفسنا وذواتنا رجالا ونساء ، شيوخا وأطفالا ، أتقياء وأشقياء . . وأي انسان لا يحرص على حياته ، ويدافع عن وجوده وكيانه ؟ . ولو لا هذا الحب لما استمر وجود الحياة ، ولا نمت وتقدمت . . أبدا لا فرق في حب الذات بين انسان وانسان ، وانما الفرق في نوع هذا الحب :
فمنه القائم على أساس الفطرة والعقل والوجدان . . ويستدل على وجود هذا الحب المهذب بتعفف الإنسان عن حق غيره ، وقناعته بما كتب له من كد اليمين وعرق الجبين ، وبالتعاون مع كل من يأمل فيه الخير والنفع للناس بجهة من الجهات ، بل وبالإيثار وبالتضحية أيضا لأن من يعطي ويضحي لوجه اللَّه والحق فقد أحب نفسه ، وعمل لها من حيث يريد أو لا يريد ، لأن اللَّه لا يضيع أجر من أحسن عملا ، وكذلك المجتمع فإنه يمجد ويعظم من يضحي من أجله .
ومن حب الذات ما يطغى على العقل والدين والوجدان . . ويستدل على هذا الحب المفترس بالطمع والجشع الذي لا يري صاحبه هما غير همه ، ولا نفعا غير نفعه ونفع ذويه ، وهذا لا يجدي معه أي منطق حتى الحس والمشاهدة والعيان ، تماما كما قال تعالى : {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [الأعراف : 179]. .
الأعراف وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان ، ومنهم الذين أشار إليهم بقوله :
1 – {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا } [الإسراء: 90] . اقترح المترفون من المشركين على رسول اللَّه ان يفجر لهم لا لغيرهم - لنا - أنهارا أو عيونا ليزدادوا مكاسبا وأرباحا وتحكما بالمعوزين والمستضعفين ، فقد روي أن عتاة قريش ومترفيها قالوا : يا محمد ان ارض مكة ضيقة فأزح جبالها ، وفجر لنا عيونا لننتفع بالأرض .
2 – { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهارَ خِلالَها } - أي بينها – { تَفْجِيراً } . وإذا لم تفجر الأرض لنا عيونا ففجرها لك - على الأقل - كي تكون كفؤا للمناصب الشريفة العالية ، أما ويدك فارغة من المال فعليك أن تسمع لأهل المال وتطيع . . وهكذا ذهب بهم التفكير المالي إلى أن المال وحده هو الذي يجعل صاحبه كفؤا لتولي القيادة والسيادة . . ولم يدركوا أن رسالة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي ثروة الانسانية وحياتها وعظمتها ، وان محمدا رحمة مهداة إلى أهل الأرض لينقذهم من الفقر والجهل ، والظلم والطغيان . . وانّى لعبدة المال وصرعى المطامع أن يدركوا الرحمة والحق والخير ؟ .
3 – {أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ والْمَلائِكَةِ قَبِيلاً}. اقترحوا عليه أن يفجر الأرض ينبوعا لهم أو له ، فان لم يكن هذا أو ذاك فليأتهم بالعذاب من السماء أو باللَّه والملائكة يشهدون له بالنبوة والرسالة . . وهذا أيضا من وحي تفكيرهم في ان المنصب الشريف حق للأغنياء دون الفقراء ، والدليل على هذا التفكير انهم علقوا ايمانهم بمحمد على أمر يرونه محالا . . ومن الواضح ان التعليق على المحال معناه الإصرار وعدم التنازل عن طلبهم لتفجير الأرض ينبوعا ، تماما كما لو قلت : لا افعل هذا حتى يلج الجمل في سم الخياط .
4 – { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ } مبني من الذهب ، أو مزين ومنقوش به . . وهذا أيضا من التفكير المالي { أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ } وهو من التعليق على المحال أيضا بزعمهم ، ومعناه الإصرار على ان المال هو المبرر الوحيد لتولي المنصب الشريف كما أشرنا .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|