أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
![]()
التاريخ: 2024-08-04
![]()
التاريخ: 8-10-2014
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]() |
قال تعالى : {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام : 54].
قال رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) : أدبني ربي فأحسن تأديبي . وأي أدب كأدب خالق السماوات والأرض ؟ . وأية نفس ينمو ويثمر فيها الأدب الإلهي كنفس محمد ؟ .
لقد أدب سبحانه هذه النفس الطيبة الزاكية ، ليؤهلها لرسالته ، رسالة الرحمة للعالمين التي بها وبصاحبها تمت مكارم الأخلاق . . أدّب اللَّه محمدا في العديد من آياته ، ومنها هذه الآية ، وهي تعلَّم رسول اللَّه وخير خلق اللَّه كيف يسلك ويعامل الضعفاء والمساكين . . فكان يلقاهم بالبشاشة والترحاب ، ويقول : سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ، ويحبس نفسه معهم ، ما داموا في مجلسه ، حتى يكونوا هم الذين ينصرفون .
وإذا كان النبي مقصود اللَّه بهذا التأديب فنحن مقصودون بالتأسي والاقتداء به ، فلا نكرم أحدا لمال أو جاه أو جنس ولون ، وإنما نكرم ونحترم للدين والخلق الكريم ، قال بعض المفسرين الجدد : كانت الحياة البشرية قبل محمد (صلى الله عليه واله) في الحضيض ، فرفعها محمد إلى القمة ، وتراجعت الآن عن القمة السامقة ، وانحدرت في نيويورك وواشنطن وشيكاغو ، حيث العصبيات النتنة ، عصبيات الجنس واللون .
أجل ، لا جنس ولا لون ، ولا جاه ولا ثراء ، لا فضل في الإسلام إلا بالتقوى ، وفي هذا المبدأ الإسلامي الإلهي يكمن السر لتواضع المراجع الكبار من
علماء المسلمين . . يصل إليهم الصغير والكبير على السواء ، دون بواب وحجاب ، ويخاطبهم على سجيته بما شاء ، ودون تكلف وتحفظ . . أما البابا ومن إليه من رؤساء الأديان فلا يحلم بمجالسته ومخاطبته إلا وزير وكبير ، على أن يحدّد له من قبل وقت المقابلة وأمدها .
وعودا إلى قوله تعالى : { وإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } . السلام عليكم ورحمة اللَّه ، هذه هي تحية الإسلام ، دعاء بالنجاة لمن تحييه من كل سوء ، والعيش بأمان واطمئنان ، وبرحمة اللَّه ورضوانه ، إذ لا نجاة ولا أمان مع غضبه جل وعلا ، أما إذا عطفت بركات اللَّه على رحمته فقد دعوت لصاحبك بالرزق الواسع ، والعطاء الجزيل . . وأين مرحبا وصباح الخير ونهارك سعيد من هذه التحية الإلهية الإسلامية ؟ ! .
وسبق قوله تعالى : {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} في الآية 12 من هذه السورة ، وقلنا في تفسيرها : ان رحمته تعالى لا تنفك عن ذاته القدسية ، تماما كقدرته وعلمه .
{ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .
المراد بالجهالة هنا السفاهة ، أما التوبة فقد عقدنا لها فصلا خاصا بعنوان التوبة والفطرة عند تفسير الآية 18 من سورة النساء { فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } هذا هو الرب الذي نعبده ، يغفر لمن أناب ، ويرحم العباد ، وكل من رحم الناس وعمل لصالحهم فقد عبد اللَّه في عمله ، وان جحده بلسانه ، وكل من اعتدى على حق من حقوقهم فقد كفر باللَّه - عمليا - وإن هلل وكبّر .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|