معنى قوله {خَلَقَكَ مِنْ تُرٰابٍ}
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص 67-68
4-06-2015
3199
قوله - سبحانه - {خَلَقَكَ مِنْ تُرٰابٍ} [المؤمنون : 12] .
أي : أصلك من ترابٍ ، إذ خلق أباه من
ترابٍ ، ويصير إلى التراب .
وقيل : لمّا كانت النطفة يخلقها الله بمجرى
العادة من الغذاء ، والغذاء نبت من تراب ، جاز أن يقال : خلقك من تراب ، لأن أصله
من ترابٍ ، كما قال : (من نطفةٍ) وهو - في هذه الحال - خلقٌ سويٌ ، حيٌ . لكن لما كان أصله كذلك ،
جاز أن يقال ذلك .
والوجه في خلق البشرِ ، وغيره ، من الحيوان
، ونقله من تراب إلى نطفة ، ثم إلى علقة ، ثم إلى صورة ، ثم إلى طفولية ، ثم إلى
حال الرجولية ، ما في ذلك من الاعتبار الذي هوأدلُّ تحدٍّ على تدبير مدبِّر ،
مختار ، يصرِّفُ الأشياء من حال إلى حالٍ ، لأنَّ ما يكون بالطبع يكون دفعةً
واحدةً كالكتابة التي يوجدها بالطبائع من لا يحسن الكتابة ، فأما إنشاء الخلق
حالاً بعد حالٍ دلَّ على أنه [تعالى] عالمٌ مختارٌ.
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة