المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الإعجاز الغيبي والتشريعي  
  
10126   02:19 صباحاً   التاريخ: 18-11-2020
المؤلف : السيد نذير الحسني
الكتاب أو المصدر : دروس في علوم القران
الجزء والصفحة : 273 -275.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز الغيبي /

 

ذكرنا سابقا أن هناك مجموعة من الوجوه التي يمكن أن تتصور لإعجاز القرآن الكريم بما هو کتاب معجز، ولم يستطع أحد من كبار البلغاء والفصحاء أن يدانية وينافه في عرضه و بیانه ورؤيته و ... وقد بينا في الدروس السابقة نوعين من الإعجاز، وهما: الإعجاز البياني والإعجاز العلمي، وفي هذا الدرس سنحاول بیان نوعين آخرین من الإعجاز وهما: الإعجاز الغيبي والإعجاز التشريعي.

 

الإعجاز الغيبي

يطلق الإعجاز الغيې على إخبار ما غاب عن النبي (صلى الله عليه واله) وقومه مما لم يشهدوه من حوادث وقعت، أو لم يحضروا وقتها، فلم يكونوا على علم بتفاصيلها، وهو يشمل غيب الماضي وغيب الحاضر وغيب المستقبل.

 فمن غيب الماضي قوله تعالی بشأن قصة مريم وكفالة زکریا لها: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } [آل عمران: 44]، وقوله بشأن قصة نوح وقضية الطوفان: { تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} [هود: 49]. فإن ورود أخبار الأمم الماضية بهذا التفصيل الدقيق دليل على كونه وحيا من عند الله علام الغيوب وليس من عند البشر ذي العلم القصير ولا سيما من مثل محمد(صلى الله عليه واله) الذي نشأ في بيئة لا تمكنه الاطلاع على مثل هذه الأمور على دقائقها وظروفها، وليست تهمة قريش بأنها {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} [الفرقان: 5] ، إلا افتراء مفضوحاً، جاءت على خلاف ما استيقنتها نفوسهم من أمية الرسول (صلى الله عليه واله) وعدم اتصاله بأحد من أهل الكتاب، ولم تكن له أسفار علمية للبحث عن آثار الأمم.

 ومن غيب الحاضر- والمقصود منه ما جرى على عهد الرسول (صلى الله عليه واله)، من حوادث لم يحضرها هو ولا الخاصة من أصحابه فنزل القرآن متضمناً لها ومخبرا بحقيقة ما جری قوله تعالی بشأن المنافقين الذين بنوا مسجد ضرار: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107]  والغاية الأساسية من غيب الحاضر هو تأیيد الدعوة.

 ومن غيب المستقبل قوله تعالى: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ  } [الروم: 1 - 6](1)، وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 23، 24]، وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [الصف: 9] ، وقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا } [النور: 55].

 

الإعجاز التشريعي

والمثال البارز في عذا النوع من الإعجاز مافصلنا في الدروس الماضية في قوله تعالى : { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 179]. 

فقد بينا هناك أن هذه الآية تتضمن تشریع يفوق ما شرعه العرب للحد من جريمة القتل.(2)

 ومازال الإنسان في بحث دؤوب عن أسرار الوجود يحاول أن يكتشف أشياء جديدة، لكنها تبقى محدودة وناقصة، ويبقى القرآن مستمرة في إعجازه وعلاجه للكثير من المسائل الحياتية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]

 

 

 

الخلاصة

1- يطلق الإعجاز الغيبي على إخبار ما غاب عن النبي (صلى الله عليه واله) وقومه من حوادث وقعت ، أو لم يحضروا وقتها.

2- ينقسم الإعجاز الغيبي إلى غيب الماضي وغيب الحاضر وغيب المستقيل، فمثال الأول: أخباره عن مجموعة من قصص الأنبياء السابقين، ومثال الثاني: أخباره ما فعله المنافقون عندما بنوا المسجد، ومثال الثالث: أخباره بانتصار الروم لاحقا .

٣- من جوه الإعجاز الأخرى هو الإعجاز الغيي، وأبرز مثال قرآني يمكن ذكره

هنا هو تشريع القصاص.

____________

1- كانت الحروب دامية بين الروم والفرس من سنة 603م إلى سنة 6۲۷م، و كانت الغالية لإيران في أول الأمر، حتى عام 622م ، وبعده انقلب الأمر. والآية نزلت بمكة حين كانت الغلبة للفرس على الروم، فكانت الهجرة . وكان في سنة 622م - مقارنة لغلبة الروم على الفرس، تمهيدا للفتوحات التي كانت تنتظر المسلمين تجاه قوى الفرس.

2- راجع الدرس: 39.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .