أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-04-2015
![]()
التاريخ: 6-5-2017
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 26-04-2015
![]() |
في الاصطلاح فقد عرّفهما شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي بما حاصله :
إنّ المحكم ما لا يحتاج في استظهار معناه إلى غير لفظه ، ولا في استكشاف المراد منه إلى تأويل بدليل خارجي.
والمتشابه : ما لم يعرف المعنى المقصود منه بدلالة لفظه وضعا وعرفا؛ لعدم ظهور له ولتساوى المعاني المحتملة وعدم جواز إرادة الجميع ، بل كان محتاجا في ذلك إلى دليل خارج ثمّ ذكر لكل واحد منهما أمثلة.
قال قدّس سرّه :
«فالمحكم : ما أنبأ لفظه عن معناه ، من غير اعتبار أمر ينضمّ إليه ، سواء كان اللفظ لغويا أو عرفيا ، ولا يحتاج إلى ضروب من التأويل.
وذلك نحو قوله : {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286] ، وقوله : {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ} [الأنعام : 151] ، وقوله : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص : 1] ، وقوله : {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص : 3] * {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4] ، وقوله {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } [فصلت : 46] ، وقوله : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56] ، ونظائر ذلك.
والمتشابه : ما كان المراد به لا يعرف بظاهره ، بل يحتاج إلى دليل. وذلك ما كان محتملا لأمور كثيرة أو أمرين ، ولا يجوز أن يكون الجميع مرادا ، فانه من باب المتشابه. وإنّما سمّي متشابها؛ لاشتباه المراد منه بما ليس بمراد. وذلك نحو قوله : {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } [الزمر : 56] ، وقوله :
{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر : 67] ، وقوله : {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر : 14] ، وقوله : {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} [الرعد : 27] ، وقوله : {فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد : 23] ، وقوله : و{طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [النحل : 108] ، ونظائر ذلك من الآي التي المراد منها غير ظاهرها» (1).
ثم إنّه لا إشكال في وجود الآيات المتشابهات في القرآن ، كما قال تعالى :
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران : 7].
وأما الوجه في وجود الآيات المتشابهات في القرآن- مع أنّه تبيان كلّ شيء ، فهو تنبيه الناس على مكانة الأئمّة المعصومين عليهم السلام وإعلان إمامتهم وعلمهم وحجيتهم على العباد- الذين هم الراسخون في العلم والعلماء بالقرآن - ، ولغرض اختبار المكلّفين وامتحانهم في الأخذ بتفسير الأئمّة عليهم السلام؛ لما تعلّقت إرادته تعالى وحكمته سبحانه بإكمال دينه وشريعته وإتمام نعمته وهدايته بوجود الأئمّة المعصومين عليهم السلام حتى يميّز شيعتهم من المخالفين المتمرّدين عنهم ، ويعرف المعترفين المؤمنين بهم عن المنكرين الكافرين بشأنهم وولايتهم وإمامتهم؛ ليميز اللّه الخبيث من الطيّب ، ومن له قلب سليم عمّن في قلبه زيغ ، وليهلك من هلك عن بيّنه ويحيى من حيّ عن بيّنة.
وهذا الوجه اللطيف والنكتة الدقيقة الظريفة يفهم من سياق قوله :
{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران : 7].
وقد دلّت على ذلك النصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام (2).
وفي ذلك مطالب مهمّة ونكات نافعة ينبغي البحث عنها تفصيلا.
(2) تفسير البرهان : ج 1 ، ص 270.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|