والمقصود بالاستعداد الذاتي هنا ما يمتلكه الفرد من قدرات ذهنية ذاتية واستعداده فطري مكتسب يؤهله القيام بمهمة الاتصال اللفظي بجمهور المستمعين والمشاهدين ، فلا بد ان يكون المذيع سريع البديهة ، ولا بد ان يمتلك القدرة على الارتجال عند الحاجة أو الضرورة ، ويقصد بسرعة البديهة هنا، سرعة استحضار المعلومة وتكون الجمل المعبرة وذات الصلة من غير تردد او تفكير طويل ، ويقصد بالارتجال هنا، القدرة على تلاقي الاخطاء او تصحيحها او القدرة على مليء الفراغات الناتجة عن النسيان او النقص في المعلومة او زيادة التوضيح ، ويسري الارتجال على الإضافات التي يحدثها المذيع على المقاطع الكلامية المكتوبة والتي لا تؤثر سلباً في المعاني المراد إيصالها إلى المتلقي ، ويقصد بالارتجال ايضاً القدرة على الصياغة السليمة والآنية للحمل التي تربط بمعاني جمل سابقة او التي تصحح جملاً حدث فيها خطأ لغوي او قواعدي او تركيبي أثناء الإلقاء ، وبديهي القول ان سرعة البديهة والارتجال تعتمدان على حدة الذكاء وعلى سعة المعلومات التي يمتلكها المذيع .

ويشمل الاستعداد الذاتي امتلاك الشخصي للجرأة الادبية : ويقصد به ، إضافة إلى امتلاكه ما سبق، عدم التردد والوحل  والخجل اثناء مواجهة المستمعين او المشاهدين لأداء الخطاب الاعلامي ، وتعتمد الجرأة الادبية على عوامل عديدة نذكر منها : الثقة بالنفس ، والثقافة العامة للشخص ، والخزين الادبي الذي لديه ، وقوة المخيلة وسعتها . وطبيعي القول بأن للجرأة وتقترن سلامة الحجة وعامل الإقناع بالجرأة الادبية.