أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
![]()
التاريخ: 17-10-2014
![]()
التاريخ: 3-05-2015
![]()
التاريخ: 17-10-2014
![]() |
يدرس أهل علم المعاني هذا الموضوع دراسة وافية ، ويضعون لكلّ من
الجملة الاسمية والفعلية المواضع المناسبة لاستعمالها ، وقد رصد المفسّرون بعض هذا
التنوّع في جمل الخطاب ، وتراوحها بين الاسميّة والفعليّة ، وضروب الخبر والإنشاء
فيها ، وحاولوا أن يلتمسوا له تفسيرا من خلال المقام. ومن أبرز أمثلته ما أورده
الرازي في تفسيره للآية {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا
إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة : 14]
قال الرازي : " لم كانت مخاطبتهم المؤمنين
بالجملة الفعليّة ، وشياطينهم بالجملة الاسميّة محقّقة (بأن) ؟والجواب : ليس ما خاطبوا به المؤمنين جديرا
بأقوى الكلاميين لأنّهم كانوا في ادّعاء حدوث الإيمان منهم ، لا في ادّعاء أنّهم
في الدرجة الكاملة منه ، إمّا لأنّ أنفسهم لا تساعدهم على المبالغة لأنّ القول
الصادر عن النفاق والكراهة قلّما يحصل معه المبالغة وإمّا لعلمهم بأنّ ادّعاء
الكمال في الإيمان لا يروج على المسلمين. وأمّا كلامهم مع إخوانهم فهم كانوا
يقولونه عن الاعتقاد ، وعلموا أنّ المستمعين يقبلون ذلك منهم فلا جرم كان التأكيد
لائقا به ، وإذا سئل كيف تعلّق قوله {إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ} بقوله {إنّا معكم} الجواب هو توكيد له لأنّ قوله (إِنَّا مَعَكُمْ) معناه الثبات على الكفر. وقوله
{إِنَّما
نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ} ردّ للإسلام ، وردّ نقيض الشيء تأكيد لثباته أو بدل منه لأنّه من
حقّر الإسلام فقد عظّم الكفر" (1).
إنّ النّص يعبّر ليس عن الحال العام للموضوع
فحسب ، وإنّما يدخل إلى خلجات نفوسهم فيصوّرها عن طريق أدوات اللغة وأساليبها ، إنّ
حال المنافقين مع الدين متلوّن متبدّل يناسبه التغيير بالجملة الفعليّة لارتباطها
بالزمن ، ففي حال وجودهم مع المؤمنين يكونون في حال إيمان ظاهر وإذا تركوهم عادوا
إلى الكفر ، وأمّا حالهم مع أصدقائهم من الشياطين والكفّار فهو ثابت وهو الكفر
وكراهية الدين ، فعبروا عنه بجملة اسمية مؤكّدة {إنّا معكم}.
ومن أمثلته كذلك عند الرازي في تفسيره للآية { لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ} قال : وأمّا قوله : {لَمَثُوبَةٌ}[البقرة : 103] ففيه وجوه أحدها : أنّ الجواب محذوف وتقديره " ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لأثيبوا
إلّا أنّه تركت الجملة الفعليّة إلى هذه الاسمية ، لما في الجملة الاسميّة من
الدلالة على ثبات المثوبة واستقرارها ، فإن قيل : هلّا قيل لمثوبة اللّه خير؟ قلنا
: لأنّ المراد
لشيء من ثواب اللّه خير لهم ، وثانيها : يجوز أن يكون قوله { وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا} تمنّيا لإيمانهم على سبيل المجاز عن إرادة اللّه إيمانهم ، كأنّه قيل
{ وليتهم آمنوا } ثمّ ابتدأ " { لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
خَيْرٌ} (2)[البقرة : 103]. إنّ لكل نوع من الجمل سياقه
الخاصّ ، ولمّا أريد بالجملة الدلالة على ثبات الثواب واستقراره استخدمت الجملة
الاسميّة في سياقها المناسب.
_________________
(1)
تفسير الرازي ، 3/ 69.
(2) تفسير الرازي ، 3/ 103.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|