أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-4-2019
![]()
التاريخ: 16-4-2019
![]()
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 16-4-2019
![]() |
وضع الكلمة تحت أول حروفها الأصلية:
ظهر هذا النوع من المعجم منذ وقت مبكر لا يتجاوز النصف الثاني من القرن الثاني الهجري. وأقدم معجم سلك هذا النظام هو:
معجم الجيم لأبي عمرو الشيباني:
وتوجد من المعجم نسخة مصورة في معجم اللغة العربية بالقاهرة. كما قام المجمع بطبعه في ثلاثة أجزاء حقق الأول منها إبراهيم الإبياري "1974" والثاني عبد العليم الطحاوي "1974" والثالث عبد الكريم العزباوي "1975" وألحق بالمعجم جزء رابع يشتمل على الفهارس "1983".
ويعد الشيباني من المعمرين فقد ولد قبل الخليل "94 هـ"، وتوفي بعده "206 هـ". ولهذا يطرح بعضهم احتمال أن يكون الشيباني سابقا للخليل في وضع معجمه(1).
وأبو عمرو راوية كوفي أخذ اللغة مشافهة عن الأعراب ورحل إلى البادية، وكانت له مشاركة في رواية الحديث.
ص209
ويقولون: إن مؤلف الجيم كان ضنينًا به، ولم ينسخ في حياته، ففقد بعد موته إلا يسيرًا. وحين أراد مجمع اللغة العربية تحقيقه لم يعثر إلا على نسخة واحدة ومع ذلك يقول المحقق عن الكتاب: "ولكنه لا شك ليس على صورته النهائية التي أرادها له واضعه، كما أنه لا يحمل مقدمة تعرف بمنهجه وتعلل تلك التسمية" ويقول أيضًا: "هذا إلى أن ورود بعض الأبواب مبتورة يكاد يؤكد لنا أن الكتاب لم يتم استصفاء على يدي صاحبه أبي عمرو وأن الموت عجل به عن ذلك"(2).
ويبدو أن عدم تداول الكتاب جعل العلماء يظنون أن سبب التسمية أنه انتهى بحرف الجيم كما ذكر كرنكو أو أنه بدأ بها كما ذكر كثيرون لكن قال أبو الطيب اللغوي: "وقفت على نسخة منه فلم نجده مبدوءًا من الجيم". وكلام أبي الطيب حق، فالمعجم لا يبدأ من الجيم وإنما يسير على الترتيب الهجائي العادي بحسب أوائل الكلمات بعد تجريدها من الزوائد، ولكنه لم يدخل في الترتيب ثواني الكلمات وثوالثها. ولهذا نجد كلمات حرف الألف تتتابع هكذا: أوق - ألب - أفق - أزح - أنف - أرب - أخذ ... إلخ.
وربما كانت أهم ميزة لهذا المعجم أن ألفاظه خلاصة استصفاء لشعر شعراء قبائل تربي على الثمانين يكاد جل شعرهم يكون مجهولًا يعز تتبعه في المراجع التي بين أيدينا. كما أن هذه الكلمات تحمل شروحًا لا تنطوي عليها معاجمنا، وتكاد تكون غريبة عليها(3).
ولهذا فإن كتاب الجيم يمكن تسميته معجمًا على سبيل التجوز، لأنه يهتم بالألفاظ الغربية التي لا يكاد يعرفها غيره، والتي تنسب إلى قبائل معينة قديمة، ويبدو أن المؤلف -لجريه وراء الغريب- قد أطلق على معجمه لفظًا وأراد به معناه الغريب. فالجيم في اللغة الديباج،
ص210
وهذا هو المعنى الذي ربما عناه المؤلف تشبيهًا لعمله بالديباج لحسنه(4).
ولكن يعكر على هذا التخريج أن تفسير الجيم بالديباج لم يرد في معجم الجيم نفسه.
وهناك احتمال آخر هو أن يكون المؤلف قد بدأ معجمه بالجيم فعلًا، ولكن جاء بعده من أعاد ترتيب الكتاب على الترتيب الهجائي المعروف ويبقى السؤال: لماذا اختار الجيم على هذا الاحتمال؟ الإجابة يلخصها الأستاذ إبراهيم الإبياري محقق الكتاب في قوله:
أ- إما لأنه كره أن يبدأ بالباء أول الحروف لأنه لا بد معها من النص على نقطها حتى لا تلتبس بالتاء والثاء. وهذا يطول العنوان، ولذا بدأ بالجيم الذي لا يلتبس في اسمه بحرف آخر.
ب- أو لأن الجيم أحد حروف خمسة تجمع بين الجهر والشدة(5).
وقد كان أول من نوه بمعجم الجيم وأشار إلى أهميته المستشرق ف. كرنكو ولكنه هو ومن جاء بعده من المستشرقين أخفقوا في تحقيقه.
وفي عام 1968 صدرت أول دراسة علمية مفصلة عن المعجم برسالة أعدها فرنر ديم لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة لودفيك مكسيميليان في ميونيخ. وترجم بحث فرنر ديم إلى العربية ونشر عام 1980. وقد أثبت ديم أن كثيرًا من مادة "الجيم" لم يرد في المعاجم الأخرى، وأن علماء اللغة المتأخرين لم يأخذوا منه إلا قليلًا. كما ذكر أن في الجيم
ص211
عددًا ضخمًا من الشواهد الشعرية التي يصعب العثور عليها في مراجع أخرى. وهذا وذاك يعطي المعجم أهمية كبيرة(6).
ص212
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: في علم اللغة العام لشاهين، ص 197. وانظر في ذكر الخلاف حول مولده ووفاته: مقدمة المحقق لكتاب الجيم، ص 10 وما بعدها. ويختار ديم أن يكون مولده حوالي سنة 120 ووفاته سنة 213 "ص 18، 19".
(2) ص 35، 46.
(3) مقدمة المحقق ص 47، وفرنر ديم ص 57.
(4) هذه المعلومات مأخوذة من بغية الوعاة - كشف الظنون - الأعلام للزركلي - دلالة الألفاظ للدكتور إبراهيم أنيس "ص 223" - محاضرات في علم اللغة للمؤلف "ص 207".
وقد ذكرالدكتور عدنان الخطيب أن لأبي عمرو الشيباني معجمًا سماه "الحروف" رتبه على الترتيب الهجائي العادي "المعجم العربي، ص 29".
وراجع ما ذكره في ص 32، 33 كذلك.
(5) مقدمة الجيم ص 38، 40.
ديم ص 148، 158 (6)
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|