
الاخبار


اخبار الساحة الاسلامية

أخبار العتبة العلوية المقدسة

أخبار العتبة الحسينية المقدسة

أخبار العتبة الكاظمية المقدسة

أخبار العتبة العسكرية المقدسة

أخبار العتبة العباسية المقدسة

أخبار العلوم و التكنولوجيا

الاخبار الصحية

الاخبار الاقتصادية
سماحة السيد الصافي يدعو الشباب إلى الثبات أمام الانفتاح الثقافيّ واستشارة أهل الخبرة
المصدر:
alkafeel.net
11:16 صباحاً
2025-12-19
65
دعا المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة، سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي، الشباب إلى الثبات أمام الانفتاح الثقافيّ واستشارة أهل الخبرة، للاستعانة بهم على مشاكل الحياة. جاء ذلك في كلمته خلال فعّاليات المُلتقى العلميّ الوطنيّ الثاني للنخب الشبابية، الذي ينظّمه مركزُ مُلتقى القمر الثقافي التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدّسة، بالتعاون مع جمعيّة العميد العلمية والفكريّة تحت عنوان (الأمن الفكريّ في نصائح سماحة السيد السيستاني –دام ظلّه الوارف- للمؤمنين في عصر غيبة الإمام المهدي -عجّل الله فرجه-). وتطرّق سماحتهُ إلى أهمّية هذه المُلتقيات في الحديث مع الشباب حول القضايا المهمّة، وحول هذه المرحلة العمريّة وأهمّيتها، لافتًا إلى ما يشهده البلد من انفتاحٍ على البلدان الأُخَر والعالم، وتداخل الثقافات وتأثيرها على المجتمع. وتحدّث سماحته حول المشاكل التي تواجه الشباب، وتعدّد الثقافات وتنوّعها وتأثيرها على استقرار الإنسان، وتقلّب بعض الأمزجة بسبب ما يأتيها من ثقافاتٍ وافدة. وأكّد سماحتهُ أن الانفتاح بشكلٍ عام ليس سيّئاً، والإنسان عندما ينفتح على الآخرين يرى ما عندهم من فكرٍ ونتاجٍ لتتفتّح آفاقه، لكن على الإنسان أن لا يكون متزلزلاً ومتذبذباً إزاء تلك الأفكار، وهذا يستدعي التسلّح بالوعي كي يكون مستقرّاً فكرياً ونفسياً، وعلى بصيرةٍ من أمره. وجاء في نصّ كلمته: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أبي القاسم محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.. السلام عليكم إخوتي جميعاً ورحمة الله وبركاته. نحن نتعوّد دائماً أن نلتقي بأحبّتنا الذين يشرّفوننا في هذه العتبة المباركة، وقد درجت المُلتقيات على أن تستضيف مجموعةً طيّبة من أبناء هذا البلد، ونجد أن القائمين على هذا المُلتقى يحاورونهم بالأشياء المهمّة والأساسية، وهذا المُلتقى كان له هذا العنوان المميّز وهو (المُلتقى الثقافي)، ولعلّ الثقافة -بما تحمل هذه الكلمة من معنى وسيع- تستدعي الوقوف على بعض النكات المهمّة. طبعاً الإنسان كلّما تقدّم به العمر ازدادت تجاربه، ويحاول مُخلِصًا أن ينقل هذه التجارب إلى من هو أصغر منه سنًّا، فقد يكون أكثر منه معرفةً وعِلمًا، لكن أتحدّث عن هذا الفارق العمري، ولعلّ بعض الروايات الشريفة تحثّ على أنّ زيادة التجارب نماءٌ في العقل. اليوم الشباب يعانون من مشاكل جمّة، ولعلّ انفتاح البلد -لا أقول العراق فقط- بل كلّ العالم، اليوم الانفتاح على بقيّة البلدان، وبقيّة البلدان منفتحة على هذا البلد، وبالتالي الانفتاح بين البلدان متبادلٌ وكبير، وبدأ انتقالُ العادات بين البلدان بسبب مواقع التواصل الاجتماعيّ، فنرى عادةً يكتسبها هذا البلد من غيره، وهكذا البلد الآخر أيضاً يكتسب عادةً من غيره، وبدأت عمليّة اختلاط الثقافات وتداخلها والفوضى الفكريّة، أمراً معاشاً بشكلٍ يوميّ، ممّا جعل الشباب اليوم يعاني من مشكلة عدم الاستقرار في أخذ المعرفة من مصادرها الموثوقة، كي تكون هذه المعرفة رصينةً وغيرَ مخدوشة، فنجد بعض شبابنا كلّما اعتقد أن هذه الفكرة أو تلك صائبة، يتغيّر الأمر عنده بعد مدّة، حيث تأتي أيضاً فكرةٌ أخرى!! وحتّى إذا لم يتبنَّها، فلا أقلّ أنها تولّد عنده حالةً من الشكّ والتزلزل، فلذلك ترى بعض الأمزجة تتقلّب بحسب ما يأتيها من ثقافاتٍ وافدة. في الحقيقة إن الانفتاح بشكلٍ عام، ليس أمراً سيّئاً، فالإنسان ينفتح على الآخرين ليرى ما عندهم من فكرٍ ويتجاذب معهم الرؤى ليتطوّر إن كانت رؤاهم جيّدة، لكن هناك مسألة تكاد تكون ضرورية، وهي أنّ الإنسان لا بُدّ أن يضمن وجود شيءٍ من الثوابت عنده كي لا يبقى دائماً متزلزلاً، حيث وصفه التعبير القرآني (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا) 143 - النساء، وهذه الصفة -صفة التذبذب- صفة مذمومة للإنسان غير المستقرّ، أمّا الإنسان المستقرّ فهو دائماً على بصيرةٍ من أمره. وأنا بإيجازٍ حتّى لا آخذ مساحةً كثيرة من الوقت، أقول لأبنائي الشباب: هناك دورٌ تمرّون به، هو دور الفتوّة والشباب، ودورُ المراهقة، تكون على الإنسان عوامل كثيرة ضاغطة على عقله، تتطلّبها مرحلة النضوج، حتى أنّ طاقته البدنيّة تكون أيضاً في مرحلة النضوج، أحلامه تكون كثيرة، لكن إلى الآن لا يستطيع أن يميّزها بالدقّة أو يتصوّرها، يرى بداخله أنّه يستطيع أن يغيّر كلّ شيء!!، ولذلك يتكلّم كثيراً وكأنّه يفكّر بصوتٍ عالٍ، وبالنتيجة ينقاد إلى قدوةٍ ما بحسب الميول، فإذا كان –مَثَلاً- قد نشأ في بيئةٍ دينيّة، سنجده يحاول دائماً أن يفتّش عن مصادر القوّة، ويستذكر بطولات أمير المؤمنين(عليه السلام) وشجاعته، يقلّب القصّة يميناً وشمالاً وظهراً لبَطنٍ، يحلّل تلك الشجاعة، يفرح بشجاعة أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولكنّه لا يعطي مجالاً للتفكير في الجانب العلميّ أو الجانب الإداريّ لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وإنّما يستذكر بطولاته فقط، وإذا كان قد نشأ في بيئةٍ تحبّ البطولة وتمجّدها، فتجده يظهر أمامه ودائماً عنترة بن شداد وأمثاله، وحين يقرأ لأمير المؤمنين، يرى فيه جانب البطولة فقط!!. البيئةُ لها علاقة بما يحبّه، لكن بعد ذلك يستقرّ، ربّما سنة أو سنتين.. ثلاث، تستقرّ عنده هذه الحالة، وفي هذه الحالة يحتاج إلى مرشدٍ كي يعرضَ عليه أفكاره ومشاكله، أو أحدٍ أكبر منه سنّاً، وأكثر تجربةً، وأكثر إخلاصاً، فقد ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام): (مَن شاوَرَ الرجالَ شارَكَها في عقولِها)، وهذه المشاورة بعَرضِ الإنسان لعمله أو فكره، تؤمّن له مساحةً قليلةً من الخطأ.. بعض أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) قريبون منهم وأعمارهم كبيرة، لعلّه يناهز السبعين سنة، الإمام الصادق(عليه السلام) يطلب من حمّاد أن يصلّي فيصلّي حمّاد، الإمام (عليه السلام) كأنّه لا تُعجِبُه صلاة حمّاد، فالإمام (عليه السلام) يصلّي بنفسه أمامهم ليُعلّمَهم، إذ قد يأتي على الرجل 60 أو 70 سنة وهو لا يُحسِنُ صلاته، كان بعض الأصحاب يأتون إلى الإمام (عليه السلام) يعرضون دينهم عليه، ليتأكّدوا من صحّة عباداتهم، فيقول أحدهم: أريد أن أعرض عليك ديني يا ابن رسول الله، والدين كما تعلمون هو عقيدة الإنسان، وعليها مدارُ النار والجنّة، فهي الأساس الذي يقف عليه الإنسان هنا وفي الآخرة، والإمام يقول ما مضمونه: أسمعُ منك، فيعرض هذا المؤمنُ دينَه للإمام، والإمام (عليه السلام) يقرّه على ما هو عليه، فيقول ما مضمونه: هذا هو الدينُ الصحيح الذي إذا لقيَ اللهَ به يوم القيامة سينجو. الأسئلة التي تُواجهُنا في الآخرة، من القبر إلى يوم القيامة، أغلب هذه الأسئلة معروفة.. نقل بعضُهم أن هذه الأسئلة رغم أنّها معروفة لكن قد نرسب بها، وقد يحصل هذا في الامتحان الأكاديميّ حينما نحاول أن نبحث عن الأسئلة التي ننجح بها، وقد نجد أنّ الأسئلة معروفة، لكن قد نرسب بها، فحينما يسألك عن الله، عن النبوّة، عن الإمامة، عن المعاد، عن الحقّ، هي أسئلةٌ معروفة، ومع ذلك نرى أنّ الإنسان حين يُنزِلونه في قبره يُلقَّنُ بهذه الأمور، وكأنّها تكون آخر ما يسمعه في بداية حياته الجديدة بعد أن غادر الدنيا، وهذه الكلمات المهمّة هي التي تنفعه يوم القيامة. الذي أريد أن أبيّنه بخدمة الإخوة، هذه حالة الفتوّة، وحالة الزهو التي يعيشها الفتى، والتي تحتاج إلى مربٍّ، واليوم بحمد الله تعالى الذين يربّون كثيرون، فشكراً لله تعالى على ذلك، وبإمكان الإنسان أن يجد فعلاً مَن يرشدُهُ، ومن جدَّ وجَدَ، ومن أكثرَ طرقَ الباب فُتِح له. علينا أن نتأمّل في كلّ كلمةٍ تُقال لنا، وكلّ فكرةٍ تُطرَق، فهذه القلوبُ الطريّة هناك من يراهن على تلويثها، وأن يلعب بها، وفي قِبال هؤلاء هناك من يسعى إلى أن يهديها إلى الصراط المستقيم. في العادة الذي ينصح لله لا يريدُ ثمناً، في قِبال مَن يطلب ثمنَ إضلاله للناس!!، وهكذا نرى القرآن الكريم حينما يتحدّث عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في تضحياته لهداية المشركين، حين أنقَذَهم من الضلال، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، أنّه لا يطلب أجراً (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ)، ثم يقول (قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)، حتّى هذا الذي يطلبه النبيّ من الناس، وهي المودّة في القربى، فائدتها لهم وليست للنبيّ، فهي لكم حتّى تؤمّنوا هذا الطريق، وتحصلوا على السلامة في الانتقال من الدنيا إلى الآخرة. اليوم الحركة الثقافية تحتاجُ إلى مزيدٍ من الاهتمام، والمشروع الذي تبنّاه الإخوة وجنابكم تبنّيتُمُوه، هو في الحقيقة نعمة، لأنّ مشروع هداية الناس وبناء قِيَمِه، هي أعقدُ صناعة. كي يكون الإنسان على بصيرةٍ، عليه أن يسير وفق هدى الله، وحاشا لله سبحانه وتعالى أن يترك عبده في الضلال، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) هذا وعد الله سبحانه وتعالى، الذي تكفّل به لعباده، فالمال زائل، وكذلك الجاه زائل، لكن المشكلة في الهداية، يُمكن أن يخسر الإنسان كلّ شيء، صحّته، ماله، أولاده، لكن لا يجوز له أن يخسر دينه. ما دام الإنسان في ريعان الشباب، عليه أن يتمسّك بدينه كي يكون أساساً له في قابل الأيّام، من خلال أخذ معلوماته من القنوات العلميّة المعلومة الموثّقة المعروفة، وعليه أن يصبر فنَزعَةُ عدم الصبر غير صحيحة، قد تؤدّي بالإنسان إلى المهالك، فنجاح كلّ شيءٍ مقرونٌ بالصبر عليه، وكمثالٍ في هذه الدنيا، لو أردنا ان نتنعّم من فاكهتها، إذا لم نصبر على نضوجها في وقتها من أشجارها، لا يُمكن أن نستلذّ بطعمها، فنراها أمامنا لكن غير ناضجة، فنحتاج أن نصبر كي تكون لذيذة، وهكذا أعمال الإنسان، عليه أن يصبر لتُؤتِي ثمارَها. استرشدوا واستنصحوا وابحثوا عمّن ينفعكم سيرشدكم للطريق الصحيح، قد تكون ثقيلةً عليكم، لكنْ بالنتيجة سيكون نفعها لكم كثير. الحمد لله قد تخرّج من الكلّيات والمعاهد ملايينُ الشباب، الذين يتذكّرون تلك الصعوبات التي كانت في أيّام الامتحان، لكن هذا التعب يتلاشى إذا كانت النتيجة جيّدة، نحن في هذا الطريق إلى الله، لا نعلم إلى أين ننتهي كنتيجة، لكن نعلم أنّنا سننتهي أمام الله سبحانه وتعالى، سنقف أمامه مهما كانت أعمارنا التي قضيناها هنا في الطريق إليه، 20، 30، 40، 60، وحتّى 100 سنة، لا نعلمها، لكنّنا نعلم الهدف، فلنتزوّد بما يُعينُنا على ذلك في الوقوف أمام الله. الله يحفظ السيد السيستاني ويديم ظلّه ويُطيل عمره الشريف، فإن نصيحته للشباب في غاية الأهمّية بما يخصّ القراءة، وأغلب الكتب التي ذكرها موجودة وبكثرة تمكّن أيّ شخصٍ من اقتنائها، وهي: القرآن الكريم، نهج البلاغة، الصحيفة السجّادية، كلمات الأئمّة، على الإنسان يوميّاً أن يفكّر بكلمةٍ من كلماتهم (سلام الله عليهم)، ستفتح له آفاقاً كثيرة، يسترشد برأي إخوانه، أو يقعد في مجلس. بعض المجالس كان الإمام الباقر(عليه السلام) يتمنّى أن يحضرها، والإمام (عليه السلام) لا يتمنّى شيئاً في غير طاعة الله تعالى، وذلك لعلمه أنّ التوفيقات الكبيرة تحدث في حضور هذه المجالس. أنا لا أريد أن آخذ أكثر من هذا الوقت، أدعو لكم أن يأخذ الله سبحانه بأيديكم ويوفّقكم لتحقيق مساعيكم، ومسؤولي المنتديات والمُلتقيات، أسأل الله تعالى أن يجعل عملكم واقعاً في رضا الله سبحانه وتعالى إن شاء الله تعالى، فهو الذي يرى ويسمع وهو سبحانه الذي ينمّي العمل إن شاء الله تعالى، بالإخلاص في النوايا الحسنة، والعمل إلى الله تعالى، حيث نعلم أنّنا مغادرون هذه الدنيا، فلم تكن الدنيا إطلاقاً يوم جزاءٍ أو محلّ جزاء، فيها مظلومٌ يموت ولا يُنتَصرُ له، وفيها ظالمٌ لا يُقتَصّ منه، فيها فقيرٌ وغنيّ، كلّهم ينتظرون الحساب والجزاء، فمقاييس الله تبارك وتعالى في تقييم البشر ليس الغنى والفقر بالمال، بل الغنى والفقر بالأعمال الصالحة. نسأل الله أن يشملنا في ذلك اليوم برحمته الواسعة، وأن يوفّقكم لكل خيرٍ وبرٍّ بمحمدٍ وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّدٍ وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)