النقد الأدبي في القرن الثالث الهجري
المؤلف:
د. عبد الرسول الغفاري
المصدر:
النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص:78-79
22-3-2018
19657
اتخذ النقد في القرن الثالث الهجري مرحلة التدوين والتأليف، وقام بهذا العبء جملة من رواة الشعر والأدب كالأصمعي (ت 216 هـ) وابن سلام الجمحي (ت 232 هـ) والجاحظ (ت 255 هـ) وابن قتيبة (ت 276 هـ) وابن المدير (ت 279 هـ) والمبرّد (ت 285 هـ) وأبي العبّاس ثعلب (ت 291 هـ) وابن المعتز (ت 296 هـ) وآخرون.
وفي هذا القرن يعد أبو تمّام من أبرز الأدباء والنقاد (ت 231هـ) وإلى جانب هؤلاء الأدباء طبقة أخرى هم علماء اللغة فأن مشاركتهم في تدوين النقد أو التأليف فيه شيء لا ينكر، وأغلب هذه الطبقة كانت تفضّل القديم على الجديد، فهم يؤثرون الشعر الجاهلي على شعر المولّدين، ويمثل هذا الخط كلٌّ من ابن السّكيت (ت 244 هـ)، وابي حاتم السجستاني (ت 255)، وأبي الفضل الرياشي (ت 257 هـ)، والسكّري (ت 275 هـ)، والمبرّد (ت 285هـ) وثعلب (ت291 هـ).
ولو استعرضنا مصنّفات واَراء هؤلاء لطال بنا المقام، ويكفي أن نذكر بعض ملاحظاتنا عن كتاب الكامل للمبرّد، وهو جامع شامل للكثير من الفنون الأدبية والبلاغية، وأبرز ما فيه باب التشبيه وهو باب بلاغي ونقدي في آنٍ واحد. ثم يسرد جملة من السرقات في الشعر وهكذا يبيّن آراء الأقدمين في الموازنة والنقد.
على أن المبرد لا يتعصب للقديم ولا يفضّل القديم، بل إنه يدور في حكمه مع الاجادة فيقول: ليس لقدم العهد يفضّل القائل، ولا لحدثان عهد يهتضم المصيب، ولكن يعطى كلُّ ما يستحق).
ولا ننسى أن في القرن الثالث الهجري نقلت مصنفات اليونان إلى العربية، فما يخص الأدب والنقد: كتابا أرسطو، فن الخطابة وكتاب الشعر، فالأول ترجمه اسحاق بن حنين (ت 298 هـ) والثاني اختصره الكندي (ت 253 هـ) وترجمه اسحاق ابن حُنين، وترجمه إلى العربية يحيى بن عدي ومتى بن يونس في القرن الرابع، نقلوه من السريانية. ويطالعنا في هذا القرن- الثالث- أديبٌ آخر وناقد قد عرفته كتب النقد مع عدم وصول تراثه النقدي إلينا، وهو عبدالله بن محمد المعروف بالناشئ الأكبر (ت 293 هـ) ويعد من الشعراء المُجيدين.
الاكثر قراءة في النقد القديم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة