مدة بقاء الصديقة بعد ابيها
المؤلف:
السيد عبد الله شبر
المصدر:
جلاء العيون
الجزء والصفحة:
ج1,ص172.
16-12-2014
4151
في (الكافي) بأسناد معتبر عن الصادق (عليه السلام)، قال : جاءت فاطمة (عليها السلام) الى سارية في المسجد وهي تقول وتخاطب النبي (صلى الله عليه واله) :
قد كان بعدك انباء وهنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
وروى العياشي، قال : دخلت ام سلمة على فاطمة (عليها السلام) فقالت لها : كيف اصبحت في ليلتك يا بنت رسول الله؟
قالت : اصبحت بين كمد وكرب فقد النبي (صلى الله عليه واله)، وظلم الوصي، هتك والله حجابه، من اصبحت امامته مقضية على غير ما شرع الله في التنزيل وسنها النبي في التأويل، ولكنها أحقاد بدرية، وترات احدية كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لا مكان الوشاة، فلما استهدف الامر ارسلت علينا شآبيب الاثار من مخيلة الشقاق، فيقطع وتر الايمان عن قسي صدورها الحديث.
واعلم : ان في مدة بقائها صلوات الله عليها بعد ابيها خلاف عظيم بين الخاصة والعامة، وقد اتفق كل من الفريقين على ان عمرها (عليها السلام) بعد ابيها (صلى الله عليه واله) لم يكن اكثر من ستة اشهر ولا أقل من اربعين يوما، وقد علمت أن اكثر الاحاديث المعتبرة قد دلت على ان بقاءها (عليها السلام) بعد أبيها كان خمسة وسبعين يوما.
وقال أبو الفرج في كتاب (مقاتل الطالبيين) :كانت وفاة فاطمة (عليها السلام) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) بمدة يختلف في مبلغها، فالمكثر يقول : ثمانية أشهر، والمقل يقول : أربعين يوما، الا ان الثابت في ذلك ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) انها توفيت بعده بثلاثة اشهر.
وقد اختلف اصحابنا (رحمهم الله) ايضا في يوم وفاتها، فالذي عليه الاكثر انه اليوم الثالث من جمادي الاخرى سنة احدى عشرة.
وروى الشيخ في (المصباح) عن ابن عباس : انه كان وفاتها في اليوم الحادي والعشرين من رجب.
وحكى في (كشف الغمة) : ان ذلك كان في الليلة الثالثة من شهر رمضان.
وحكى ابن شهرآشوب : ان ذلك كان في الثالث عشر من ربيع الاول.
وأنت خبير بأنه لا يمكن التطبيق في تواريخ الوفاة وبين ما مر من الاخبار الدالة على انها عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما؛ اذ لو كانت وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) في الثامن والعشرين من صفر ينبغي ان تكون وفاتها على هذا في أواسط جمادي الاول، ولو كان في ثاني عشر ربيع الاول – كما ترويه العامة – ينبغي ان تكون وفاتها في أواخر جمادي الأول، الا انه يمكن تطبيق رواية ابي الفرج المتقدمة على المشهور بان يكون (صلى الله عليه واله) لم يتعرض للأيام الزائدة لقلتها.
الاكثر قراءة في شهادتها والأيام الأخيرة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة