الغنيمة في الكتاب والسنّة
المؤلف:
آية الله جعفر السبحاني
المصدر:
مفاهيم القرآن
الجزء والصفحة:
ج2 ، ص576.
19-1-2016
3506
لقد استعمل القرآن لفظة المغنم فيما يفوز به الإنسان وإن لم يكن عن طريق القتال بل كان عن طريق العمل العادي الدنيويّ أو الاُخرويّ إذ يقول سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } [النساء : 94] .
والمراد بالمغنائم الكثيرة هو أجر الآخرة بدليل مقابلته لعرض الحياة الدنيا فيعلم أنّ لفظ المغنم لا يختصّ بالاُمور والأشياء التي يحصل عليها الإنسان في هذه الدنيا ، وفي ساحات الحروب فقط بل هي عامّة شاملة لكلّ مكسب وفائدة.
ثمّ إنّه قد وردت هذه اللفظة في الأحاديث واُريد منها مطلق الفائدة الحاصلة للمرء ففي باب « ما يقال عند إخراج الزكاة » من سنن ابن ماجة جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : « اللّهمّ اجعلها مغنماً ولا تجعلها مغرماً » (1) .
وفي مسند أحمد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : « غنيمةُ مجالس الذّكر الجنّة » (2) .
وفي وصف شهر رمضان عنه (صلى الله عليه واله وسلم) : « هُو غنم للمُؤمن » (3) .
كما جاء في دعاء مشهور : « والغنيمةُ من كُلّ برّ ».
هذا مضافا إلى أنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) طلب في مكاتيبه ورسائله من جماعات مسلمة نائية عن المدينة ، غير مشتركة في القتال تحت راية النبيّ ، أن يدفعوا الخمس .
_____________________________
- سنن ابن ماجه : كتاب الزكاة الحديث 1797.
- مسند أحمد 2 : 330 و 374 و 524.
- مسند أحمد 2 : 177 .
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة