

الأدب


الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر


النقد

النقد الحديث

النقد القديم


البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
نُصيب بن رَباح
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص621-623
30-12-2015
5003
كان ابو الحجناء أو أبو محجن نصيب بن رباح عبدا رقيقا نوبيّا لرجل من أهل ودّان في وادي القرى (شماليّ الحجاز) ، قيل من بني كعب بن ضمرة من كنانة، و قيل من بليّ بن قضاعة. و كان والدا نصيب عبدين نوبيين أسودين، فكان هو شديد السواد، و لكنّه كان حسن الزيّ نظيف الثياب.
و عاش نصيب مع أهله و ولده على الرقّ زمانا، ثم قال الشعر فكاتب على نفسه (1) و رحل إلى والي مصر عبد العزيز بن مروان (65-84 ه) و مدحه. و أعجب عبد العزيز بنصيب فاشتراه من مولاه مع أهله و ولده و أعتقهم جميعا. فكان نصيب يرحل في كل عام إلى عبد العزيز مادحا اعترافا بفضله.
و بعد اتصال نصيب بعبد العزيز بن مروان اتصل بعبد الملك و بسليمان بن عبد الملك، ثم بعمر بن عبد العزيز واليا على المدينة و خليفة. ثم إنّه اتصل أيضا بيزيد بن عبد الملك و أدرك هشاما. و على هذا يجب أن يكون نصيب قد توفّي بين سنة 105 و سنة 110 للهجرة (724-728 م) و عمره نحو ستين سنة أو تزيد قليلا.
كان نصيب بن رباح شاعرا فحلا فصيحا جيّد الكلام مقدّما في المديح و النسيب و الرثاء. و قد قال النسيب في مطلع حياته عفيفا رقيقا ثم تركه و توفّر على المديح. و كان له رجز أيضا. و لنصيب شيء من الحكمة و الفخر. و له في سواد لونه شعر كثير على مثال شعر عنترة في مثل ذلك. و قيل لم يكن نصيب يحبّ الهجاء، و لم يكن يحسنه.
المختار من شعره:
- قال نصيب يمدح عبد العزيز بن مروان لما رحل اليه بمصر:
لعبد العزيز على قومه... و غيرهم نعم غامره
فبابك ألين أبوابهم... و دارك مأهولة عامره
و كلبك آنس بالمعتفين... من الأمّ بالابنة الزائره
و كفّك، حين ترى السائليـ...ـن... أندى من الليلة الماطره
فمنك العطاء، و مني الثناء... بكلّ محبّرة سائره (2)
- و قال يمدح سليمان بن عبد الملك:
أقول لركب صادرين لقيتهم... قفوا، ذات أوشال، و مولاك قارب
قفوا خبّروني عن سليمان، انني... لمعروفه من أهل ودّان طالب
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله... و لو سكتوا أثنت عليك الحقائب (3)
و قالوا: عهدناه، و كلّ عشيّة... بأبوابه من طالب العرف راكب
هو البدر، و الناس الكواكب حوله... و لا تشبه البدر المضيء الكواكب
- و قال يفتخر بنفسه و يذكر سواده:
ليس السواد بناقصي ما دام لي... هذا اللسان إلى فؤاد ثابت
من كان ترفعه منابت أصله... فبيوت أشعاري جعلن منابتي
كم بين أسود ناطق ببيانه... ماضي الجنان و بين أبيض صامت (4)
اني ليحسدني الرفيع بناؤه... فضل البيان، و ليس بي من شامت (5)
- أحب نصيب فتاة من بني مدلج فكان أهلها يحرسونها منه. لذلك كان يقف لها في الطريق، فاذا مرت أشار اليها بعينيه أو حاجبيه. و قد قال فيها (غ 1:375) :
وقفت لها كيما تمرّ، لعلّني... أخالسها التسليم إن لم تسلّم
و لمّا رأتني و الوشاة تحدّرت... مدامعها خوفا و لم تتكلّم
مساكين أهل العشق، ما كنت أشتري... جميع نفوس العاشقين بدرهم
_____________________
1) كاتب العبد مولاه على نفسه: اتفق مع مولاه على مبلغ يؤديه إلى مولاه (سيده، صاحبه-بالتقسيط) على أن يصبح حرا إذا و فى المبلغ المتفق عليه.
2) محبرة: (قصيدة) حسنة الديباجة (تشبيها لها بالحبرة، و هي نوع من الثياب الحريرية تأتي من اليمن) . سائرة على الالسن، مشهورة، تروى بكل مكان.
3) عاج: عطف رأس البعير بالزمام و وقف. أثنوا بالذي أنت أهله: قالوا فيك حقا، لم يبالغوا. و لو سكتوا. . . . : لو لم يمدحوك لدل على فضلك عطاياك التي كانت محملة في حقائبهم.
4) ما أعظم «الفرق» بين رجل أسود اللون و هو حسن الكلام جيد البيان و بين رجل أبيض الجلد و لكنه صامت (لا يحسن من الكلام شيئا) .
5) ان صاحب المجد (إشارة إلى ان نصيبا كان عبدا أسود رقيقا) يحسدني على بلاغتي و حسن شعري.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)