

الأدب


الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر


النقد

النقد الحديث

النقد القديم


البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
تميم بن المُعِزِّ الفاطمي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص531-534
29-12-2015
8458
هو الأمير أبو عليّ تميم بن المعزّ لدين اللّه الفاطميّ، ولد في المهدية (القطر التونسي) سنة 337 ه(948 م) .
كان تميم أكبر إخوته، و لكنّه لمّا مال إلى الفسق و الفجور و الاستهتار بهما صرف أبوه الإمامة عنه (1) إلى أخيه نزار. و لمّا بنيت القاهرة و انتقلت الدولة من القيروان إليها و دخلها المعزّ الفاطميّ في رمضان سنة 362 ه (973 م) كان تميم معه، و عمره يومذاك خمس و عشرون سنة.
اتّخذ تميم في مصر بساتين و قصورا و استمرّ على منهاجه في حياة اللّهو و ما يتبع اللّهو. ثم توفّي والده المعزّ و خلفه نزار العزيز (أخو تميم) في 5 ربيع الثاني سنة 365 ه(11-12-975 م) فكانت صلة الأخوين حسنة ثم ساءت بأقوال الذين كانوا يكثرون من نقل أخبار تميم إلى أخيه العزيز، فنفى العزيز أخاه تميما إلى الرملة (فلسطين) ؛ ثمّ إنه رضي عنه و أعاده.
و كانت وفاة تميم في القاهرة في 13 ذي القعدة 374 ه(10-3-985 م) .
خصائصه الفنّيّة:
تميم بن المعزّ شاعر مكثر مطيل مقتدر في التشابيه و الاستعارات يذهب فيها مذهب ابن المعتزّ: ألفاظه فصيحة و تراكيبه سهلة، و لكنّ له تكلّفا في تطلّب أوجه البلاغة و الاستكثار منها. و على شعره شيء من المرح. أما فنونه فهي المدح و التهنئة لأبيه المعزّ و أخيه العزيز، و له فخر بآله و نفسه. ثم له رثاء في بعض أهله و في آل البيت. و له غزلان و خمر يذهب فيها كلّها مذهب أبي نواس مع المجون و الزندقة. و له طرديّات و عتاب و شكوى من الدّهر. و وصف الطبيعة عنده كثير أكثره على مثال أوصاف ابن المعتزّ. و مع أنه لم يعش طويلا فانّ له زهدا يظهر فيه الندم على ما بدر منه و يتخوّف من مصير المذنبين في الآخرة.
المختار من شعره:
- قال تميم بن المعزّ يصف نافورة في بستان (السجسج: ما لا حرّ فيه و لا برد) :
و قاذفة بالماء في وسط بركة... قد التحفت ظلا من الأيك سجسجا (2)
إذا انبثقت بالماء سلّته منصلا... و عاد عليها ذلك النّصل هودجا (3)
تحاول إدراك النجوم بقذفها... كأنّ لها قلبا على الجوّ محرجا (4)
- و قال يفتخر:
أنا ابن المعزّ سليل العلا... و صنو العزيز إمام الهدى (5)
سما بي معدّ إلى غاية... من المجد ما فوقها مرتقى
فرحت بها فاطميّ الجنى... حسينيّه علويّ الجنى
و لست بوان إذا ما أمرّ... زمان، و لا فرح إن حلا (6)
إذا أصبح الموت حتما فلا... تخفه دنا وقته أو نأى
- و قال في الخمر (و فيها زندقة) :
دع مقال العاذلات... واله عن سعي السعاة (7)
و اشرب الراح و شبها... بالثنايا العطرات (8)
و انتقل، ان شئت، تفّا... ح رياض الوجنات (9)
أنا، ما بين نداما... ي و راحي و سقاتي
ثمل لا أعرف الصح و و لا وقت الصلاة
و إذا نوّمني السك ر على تلك الهيات (10)
لمّ ينبّهني سوى حسْ...سُ مثاني الغانيات (11)
و غناهنّ سحيراً..." سقّنيها، بحياتي (12)
- و قال يصف النيلوفر (زنبق ينمو في الماء) :
و بركة تزهو بنيلوفر... نسيمه يشبه نشر الحبيب
مفتّح الأجفان في نومه... حتّى إذا الشمس دنت للمغيب
أطبق جفنيه على خدّه... و غاص في البركة خوف الرقيب
______________________
1) في أدب مصر الفاطمية لمحمد كامل حسين، القاهرة (1369 ه-1950) ، ص 170.
2) الايك: شجر الاراك. سجسجا: معتدلا، ليس (ظله) حارا و لا باردا.
3) إذا خرج الماء من النافورة ارتفع دقيقا كحد السيف، فإذا وصل إلى غاية ارتفاعه انفرج و اتسع حتى يصبح كالهودج.
4) محرجا: ضيقا (ناقما، غضبان) .
5) المعز و العزيز و معد (في البيت التالي) من خلفاء الفاطميين.
6) و ان: تعبان، قليل الهمة. أمر: صار مرا (اشتد الزمان علي) .
7) السعاة جمع ساع: (هنا) الذي ينقل أخبار قوم إلى آخرين ليوقع بينهم العداوة.
8) شبها-شب (بضم الشين و سكون الباء) امزج. ها (مفعول به راجع إلى الخمر) .
9) انتقل-تنقل: أكل نقلا (بفتح النون) و هو حبوب و قسطل (أنواع الجوز و اللوز الخ) يأكلها السكارى عادة و هم يشربون الخمر.
10) الهيات-الهيأة-الهيئة: . . . على تلك الحال، على ذلك الشكل.
11) المثاني من أوتار العود. . . . -لم ينبهني من نومي سوى عزف النساء الحسان على الآلات الموسيقية.
12) أي وهن يغنين في الصباح (غير الباكر) : «سقنيها، بحياتي!» (أقسم عليك أن تسقيني خمرا) .
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)