استـخدامـات التـحليـل المـالـي
المؤلف:
د. جيهان جمال
المصدر:
عالم البورصة (رؤية تحليلية تعليمية بسيطة)
الجزء والصفحة:
ص196 - 199
2025-12-19
23
استخدامات التحليل المالي
نشأ التحليل المالي ليلبي عدة استخدامات تختلف باختلاف الجهات التي تطلبه. ولذا سنعرض هنا موضوعين أساسيين، الأول مجالات استخدام التحليل المالي، والثاني الجهات التي تستخدمه.
أولاً.. مجالات استخدام التحليل المالي
تتعدد مجالات استخدام التحليل المالي ويتعدد معها نوعية المستخدمون له، ومنها ما يلي ...
التحليل الائتماني: يقوم به المقرضون للتعرف على الأخطار التي قد يتعرضون لها في حالة عدم قدرة الشركات على سداد التزاماتها وتقييمها وبناء القرار الاستثماري استناداً لنتيجة هذا التقييم.
التحليل الاستثماري: يقوم بهذا التحليل المستثمرون من أفراد وشركات، حيث ينصب اهتمامهم على سلامة استثماراتهم ومقدار العوائد عليها، كما أن هذا النوع من التحليل يُستخدم في تقييم كفاءة الإدارة في خلق مجالات استثمار جديدة بالإضافة إلى قياس ربحية وسيولة الشركة.
تحليل الاندماج والشراء: يُستخدم هذا النوع من التحليل أثناء عمليات الاندماج بين شركتين، فتتولى الإدارة المالية للشركة المشتركة عملية التقييم لتقدير القيمة الحالية للشركة المزمع شراؤها والأداء المستقبلي لها.
التخطيط المالي: يعتبر التخطيط المالي من أهم الوظائف الموجودة بالشركات، وتتمثل هذه العملية بوضع تصور بأداء الشركة المتوقع في المستقبل، وهنا يلعب التحليل المالي دوراً هاماً في هذه العملية من حيث تقييم الأداء السابق وتقدير الأداء المتوقع في المستقبل.
الرقابة المالية: تُعرف الرقابة المالية بأنها تقييم ومراجعة للأعمال للتأكد من أن تنفيذها يسير وفقاً للمعايير والأسس الموضوعة، وذلك لاكتشاف الأخطاء والانحرافات ونقاط الضعف ومعالجتها في الوقت المناسب.
تحليل تقييم الأداء: يُعتبر من أهم استخدامات التحليل المالي، فيتم من خلاله الحكم على مستوى الأرباح، وقدرة الشركة على تدبير السيولة وسداد الالتزامات، وقدرتها على الائتمان.
ثانياً.. الجهات المستفيدة من التحليل المالي
تتعدد الجهات التي تستفيد من هذا التحليل المالي وتقييم الأداء، ومنها ما يلي:
إدارة الشركة: تقوم إدارة الشركة بأعمال التحليل المالي للحكم على مدى كفاءتها في إدارة دفة الأمور وذلك لتحقيق أغراض متعددة، منها قياس سيولة الشركة، وقياس ربحيتها وعوائد الاستثمار، وتقييم كفاءة الشركة وإدارة أصولها وخصومها، واكتشاف الانحرافات السلبية في الوقت المناسب ومعالجتها، ولمعرفة مركز الشركة بشكل عام بين مثيلاتها في نفس القطاع، وفاعلية الرقابة وكيفية توزيع الموارد على أوجه الاستخدام.. الخ.
المستثمرون: يهتم المستثمرون بالتحليل المالي لتحقيق أغراض متعددة، منها معرفة قدرة الشركة على توليد الأرباح في المستقبل، ومعرفة درجة السيولة لديها وقدرتها على توفيرها لحمايتها من الوقوع في العسر المالي، وتمكين المستثمرين من اكتشاف فرص استثمار مناسبة تتلاءم مع رغباتهم، ومعرفة الاتجاه الذي اتخذته ربحية الشركة على مدى فترة معقولة من الزمن، والوضع المالي للشركة حالياً والعوامل التي يمكن أن تؤثر فيه مستقبلاً. ونتيجة مقارنة أداء الشركة بأداء الشركات المشابهة وأداء الصناعة التي تنتمي إليها، وإمكانيات تطورها ونموها وبيان أثر ذلك على الأرباح وقيمة الأسهم.
المقرضون: كما بينا في التحليل الائتماني حيث الغرض منه هو معرفة درجة السيولة لدى الشركة لأنها المؤشر الأمثل على قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها في المدى القصير، وهذا يتناسب مع المقرضين أصحاب الديون قصيرة الأجل، بالإضافة إلى معرفة درجة ربحية الشركة، وهيكلها المالي والمصادر الرئيسية للأموال واستخدامها، والتوقعات طويلة الأجل، وهذا يتناسب مع المقرضين أصحاب الديون طويلة الأجل، وبصفة عامة نجد أن المقرضين دائمي الاهتمام بالحصول على هذه المعلومات من أجل تقييم قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها وقدرتها على تحقيق الأرباح والتي تعتبر أحد الموارد الرئيسية للوفاء بالديون القصيرة والطويلة الأجل معاً ومدى سلامة المركز المالي للشركة.
المالكون (أو المساهمون): تتحمل الجهة المالكة أو مجموعة المالكين أو المساهمين Shareholders المخاطر النهائية للشركة، ويحصل المالكون على الأرباح الدورية التي تحققها الشركة، وهناك قيود تفرضها التشريعات أو تعليمات الجهة الرقابية حول نسب توزيع الأرباح واحتجازها سنوياً، كما أن حقوق الملكية هي آخر ما يُسدد في حالة تعرض الشركة للصعوبات المالية أو التصفية، والجهة المالكة هي المسئولة عن حسن إدارة الشركة والإشراف على تطبيق التشريعات التي تصدرها الدولة، ولو أن إدارة الشركة تتحمل معها المسئولية باعتبارها تنوب عن المالكين. ويساعد التحليل المالي المالكين في الرقابة على أعمال الشركة، لذا فإن قدرة المالك على فهم مؤشرات التحليل المالي تعتمد على ثقافته المالية، ويفترض أن تعكس التقارير السنوية الموجهة للمالكين، والمتضمنة الحسابات الختامية، العديد من نتائج التحليل المالي، على شكل نسب مالية دورية، وجداول وأشكال إحصائية، ومقارنات مع الماضي ومناقشة نتائجه. فالتحليل المالي يعكس قدرة إدارة الشركة على تنفيذ الخطط والموازنات التي أقرت للمستقبل من قبل الجهة المالكة كأداء مستهدف، وهو ما يطلق عليه "رقابة التنفيذ"، كما أن المؤشرات المالية توجه المالكين نحو اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الخلل في الأداء (رقابة الأداء).
وسطاء الأوراق المالية: يهدف وسطاء الأوراق المالية إلى معرفة التغيرات المحتملة على الأسهم نتيجة للتطورات المالية في الشركة، وتحديد أسهم الشركات الممكن اعتبارها فرص استثمار جيدة.
العاملون في الشركة: يهتم العاملون في الشركة بنتائج التحليل لسببين رئيسيين، الأول الحكم على كفاءة وفعالية الإنجاز، مما يؤثر في مستوى الإنتاجية ويعزز الشعور بالانتماء، والثاني التعرف على النتائج الفعلية، مما يجعلهم في وضع أفضل لتقديم مطالب معقولة لأي إدارة للشركة.
الجهات الرسمية: تقوم الجهة الرسمية ممثلة في الدوائر الحكومية بالتحليل المالي لتحقيق عدة أغراض، منها احتساب ضريبة الدخل المستحقة على الشركة، وأحياناً لأغراض التسعير المنتجات الشركة أو خدماته، ولأغراض متابعة نمو تطور الشركة وخاصة الصناعية منها.
بيوت الخبرة المالية: هي فئات متخصصة بالتحليل المالي، تقوم بتحليل الشركة وبيان وضعها المالي، بناء على تكليف من بعض الجهات مقابل الحصول على أتعاب.
الاكثر قراءة في السياسات و الاسواق المالية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة