الروايات الواردة في المقصود بــ {وَمَن عِندَهُ عِلمُ الكتابِ}
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج4/ص92-96
2025-12-08
48
عن طريق العامّة رواه الثعلبيّ بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة[1]، وأبو نعيم الإصفهانيّ بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة[2]. وعن طريق الخاصّة، رواه الصفّار في «بصائر الدرجات» بإسناده عن أبي حمزة الثماليّ[3]، عن الإمام الباقر عليه السلام، وكذلك رواه الصفّار بإسناده عن الفضيل بن يسار، عن الإمام الباقر عليه السلام[4]. ورواه العيّاشيّ أيضاً في تفسيره عن الفضيل بن يسار، عن الإمام الباقر عليه السلام[5]، أنّه قال: "هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ في عَلِيّ بْنِ أبي طَالِبٍ، ويضيف في الروايتين الأخيرتين: وأنّهُ عَالِمُ هَذِهِ الامةِ بَعْدَ الْنَّبِيّ". فهذه الروايات الخمس كلّها تبيّن أنّ الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب. وفي الروايتين الأخيرتين إضافة، وهي: أنّ عليّ بن أبي طالب عالم هذه الامّة بعد النبيّ.
وروى الصّفار أيضاً بإسناده عن جابر، وبُرَيد بن معاوية، والفضيل بن يسار عن الإمام الباقر عليه السلام. وكذلك روى بإسناده عن عبد الله بن بُكير، وعبد الله بن كُثير الهاشميّ عن الإمام الصادق عليه السلام. وروى أيضاً بإسناده عن سلمان الفارسيّ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ الآية نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام[6].
وروى القندوزيّ الحنفيّ عن الثعلبيّ وابن المغازليّ بإسنادهما عن عبد الله بن عطا أنّه قال: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في الْمَسْجِدِ فَرَأيْتُ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ الذي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قَالَ: أنّمَا ذَلِكَ عَلِيّ بْنُ أبي طَالِبٍ[7].
وروى الحاكم الحسكانيّ بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ أنّه قال: سَألْتُ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم عَنْ قَوْلِ الله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ. قالَ: ذَاكَ أخِي عَلِيّ بْنُ أبي طَالِبٍ[8].
وروى أيضاً بإسناده عن أبي صالح قوله عزّ وجلّ: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ}. قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُريْشٍ: هُوَ عَلِيّ ولَكِنَّا لَا نُسَمّيهِ[9].
وروي أيضاً عن أبي صالح نفسه في قوله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ}. قَالَ: عَلِيّ بْنُ أبي طَالِبٍ، كَانَ عَالِماً بِالتَّفسيرِ والتَّأوِيلِ والنَّاسِخِ وَالمَنْسُوخِ والْحَلَالِ والْحَرَامِ[10]. وروى القندوزيّ الحنفيّ مثلها أيضاً عن ابن عبّاس[11].
وروى ابن شهرآشوب عن طريق الخاصّة والعامّة، عن محمّد بن مسلم وأبي حمزة الثماليّ، وجابر بن يزيد، عن الإمام الباقر عليه السلام وعن عليّ بن فضّال، والفضيل بن يسار، وأبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام، وعن أحمد بن محمّد الحلبيّ، ومحمّد بن فضيل، عن الإمام الرضا عليه السلام، وكذلك عن موسى بن جعفر، وزيد بن عليّ ومحمّد بن الحنفيّة، وسلمان الفارسيّ، وأبي سعيد الخدريّ، وإسماعيل السدّيّ أنّهم قالوا في قوله تعالى: {قُلْ كَفي بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ}، هُوَ عَلِيّ بْنُ أبي طَالِبٍ[12].
وروى ابن شهرآشوب أيضاً عن الثعلبيّ في تفسيره بسنده عن عبد الله بن عطا قال كنت مع محمّد الباقر في المسجد فرأيت ابن عبد الله ابن سلام فقلت: هذا ابن الذي عنده علم الكتاب قال: أنّما ذلك عليّ ابن أبي طالب. وروى أنّه «سُئل سعيد بن جبير: ومن عنده علم الكتاب، عبد الله بن سلام؟ قال: لا، وكيف وهذه السورة مكّيّة. وعن ابن عبّاس قال: من عنده علم الكتاب أنّما هو عليّ. لقد كان عالماً بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ. وروي عن ابن الحنفيّة قوله: عند أبي أمير المؤمنين على صلوات الله عليه علم الكتاب الأوّل والآخر. رواه النطنزيّ في «الخصائص» عن طريق العامّة ما رواه الثعلبيّ بطريقين في معنى: ومن عنده علم الكتاب[13].
وقال الشيخ عليّ بن يونس النباطيّ العامّيّ في كتاب «الصراط المستقيم»: قال في تفسير الثعلبيّ عن ابن عطا: قال: رأيتُ ابن عبد الله ابن سلام، فقلتُ: هذا الذي عند أبيه علم الكتاب؟ قال: أنّما ذلك عند عليّ بن أبي طالب عليه السلام ونحوه روى أبو نعيم الإصفهانيّ عن محمّد بن الحنفيّة بطريقين. ثمّ قال الثعلبيّ: والرواية منسوبة إلى ابن عمر، إلى جابر، إلى أبي هريرة، إلى عائشة[14]. وروى الفقيه ابن المغازليّ الشافعيّ بإسناده عن عليّ بن حابس، قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطا قال أبو مريم (لابن عطا): حدّث عليّاً (بن حابس) الحديث الذي حدّثتني عن أبي جعفر (الباقر) عليه السلام. قال (ابن عطا): كنت عند أبي جعفر (الباقر) عليه السلام جالساً إذ مرّ عليه ابن عبد الله بن سلام. قلتُ: جُعلت فداك، هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال: لا، ولكنّه صاحبكم عليّ بن أبي طالب، الذي نَزَلَتْ فِيهِ آيَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ عزّ وجلّ: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ، أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ، إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا}[15].
وروى محمّد بن يعقوب الكلينيّ بسنده عن بُرَيد بن معاوية[16]، وكذلك روى العيّاشيّ في تفسيره عنه[17]، وروى الصفّار في «بصائر الدرجات» بسنده عنه أيضاً[18]، قال: قُلْتُ لأبي جَعفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ: {قُلْ كَفي بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ}. قَالَ: إيّانَا عَني، وعَلِيّ أفْضَلُنَا وأوَّلُنَا وخَيْرُنَا بَعْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآله وسَلَّمَ".
وروى الشيخ الصدوق بإسناده المتّصل عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيد الخُدريّ أنّه قال: سَألْتُ رَسُولَ اللهِ عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ ثَناؤُهُ: قَالَ الذي {عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ}. قَالَ: ذَاكَ وَصِيّ أخِي سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ. فَقُلتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَولُ اللهِ: {قُلْ كَفي بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ}
قالَ: ذَاكَ أخِي عَليّ بْنُ أبي طَالِبٍ[19].
[1] «غاية المرام» ص 357، الحديث الثاني؛ و«ينابيع المودّة» ص 102، باب 30؛ و«شواهد التنزيل» ص 308.
[2] «المصدر السابق» الحديث الخامس؛ و«تفسير أبي الفتوح» ج 6، ص 504؛ و«ينابيع المودّة» ص 102، باب 30.
[3] «المصدر السابق» الحديث السادس؛ و«الميزان» ج 11، ص 427.
[4] «المصدر السابق» الحديث التاسع.
[5] «المصدر السابق» الحديث السادس مكرّر؛ و«ينابيع المودّة» ص 102؛ باب 30.
[6] تفسير «الميزان» ج 11، ص 427.
[7] «ينابيع المودّة» ص 102، باب 30؛ و«غاية المرام» ص 357 الحديث الأوّل؛ و«شواهد التنزيل» للحسكانيّ ص 308؛ و«تفسير أبي الفتوح» ج 6، ص 504؛ وتفسير «الميزان» ج 11، ص 427.
[8] «شواهد التنزيل» ص 307.
[9] «المصدر السابق» ص 310.
[10] «شواهد التنزيل» ص 310.
[11] «ينابيع المودّة» باب 30، ص 104.
[12] «غاية المرام» ص 357، الحديث الثالث؛ ونقله صاحب «ينابيع المودّة» باب 30ص 103 عن «مناقب» ابن شهرآشوب؛ وتفسير «البرهان».
[13] «غاية المرام» ص 257 ذيل الحديث الثالث؛ و«ينابيع المودّة» باب 30، ص 103.
[14] «المصدر السابق» الحديث السادس.
[15] «المصدر السابق» الحديث الرابع.
[16] «المصدر السابق» الحديث الأوّل؛ و«الميزان» ج 11، ص 427.
[17] «غاية المرام» ص 358، الحديث الثالث عشر؛ وتفسير «مجمع البيان» ج 3، ص 301.
[18] «المصدر السابق» الحديث الثامن؛ و«ينابيع المودّة» باب 30، ص 103؛ وذكره في «مجمع البيان» ج 3، ص 301.
[19] «المصدر السابق» الحديث الثاني عشر؛ و«ينابيع المودّة» باب 30، ص 103 مرفوعاً.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة