الإعلام وانتشار الأفكار المستحدثة
المؤلف:
الدكتور بطرس خالد
المصدر:
الإعلام والحرب النفسية
الجزء والصفحة:
ص 161- 162
2025-12-06
28
الإعلام وانتشار الأفكار المستحدثة:
تعد الأفكار المستحدثة جوهر الاتصال، الذي يستهدف تطوير فكر أفراد المجتمع وتكوين الاتجاهات للوصول إلى سلوكيات على مستوى المجتمع. والتعريف الموضوعي للفكرة المستحدثة هو أنها: "أية أفكار أو سلوك أو شيء جديد، يختلف كيفاً ونوعاً، عن الأفكار أو السلوك أو الأشياء الموجودة فعلاً".
ومن هذا المنطلق "فالفكرة المستحدثة هي فكرة أو ممارسة أو موضوع يدركه الفرد بوصفه جديداً".
كما أن تبني هذه الفكرة هو أحد مظاهر أسلوب الحياة المتغير، وهو متغير سلوكي أكثر منه متغير اتجاهي أو إدراكي، كما أن تبني الأفكار المستحدثة هو الاختيار الحقيقي لمعرفة ما إذا كان الفرد يقبل أسلوباً للحياة أكثر تعقيداً ومتقدماً تكنولوجياً وسريع التغيير، أو لا يقبله، وهو ما يصبح وسيلة فعالة لبث رسائل العمليات النفسية.
وانتشار الأفكار المستحدثة، يعني: "انتقال الأفكار والتكنولوجيا والممارسات الجديدة من مصادر ابتكارها إلى الناس". فالانتشار مرتبط بالتجديدات والابتكارات إلى جانب أن الانتشار: "هو عملية ينتقل من خلالها التجديد أو ينتشر فيها بين المستخدمين أو بين الناس"، ويتمثل أساس عملية الانتشار في التفاعل الإنساني، الذي يترتب عليه انتقال فكرة جديدة من شخص إلى آخر. هناك أربعة عناصر أساسية ترتبط بموضوع انتشار وتبني الأفكار المستحدثة، وهي:
أ. التجديد أو الابتكار أو تطبيق التكنولوجيا الجديدة (بمعنى الفكرة المستحدثة نفسها).
ب. قنوات الاتصال.
ج. التركيب الاجتماعي للبيئة أو النسق الاجتماعي.
د. الفترة الزمنية الضرورية للانتقال، أو ما يطلق عليه "عنصر الزمن".
وعلى الرغم من تصاعد تأثير الأفكار المستحدثة، إلا أن بعض قادة الرأي يشيرون إلى أننا نعيش حالياً مرحلة ما بعد الحداثة، وهي مرحلة متقدمة تأثرت بالعلوم التكنولوجية والانفتاح الذي يسود العالم، نتيجة العولمة وثورة المعلومات والاتصالات. وقد يلغى عصر ما بعد الحداثة الكثير من النظريات الاجتماعية والثقافية والإعلامية السائدة، ويبدلها أفكاراً جديدة تحتاج إلى وقت لاستيعابها وتقنينها، ومن ثم فإن الأفكار السائدة في الحرب النفسية ستحتاج أيضاً، إلى تطوير وتغيرات حادة.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة