مفهوم الحراثة وأهدافها
المؤلف:
د. محمود مريعي ود. عبد الهادي كاخيا
المصدر:
الآلات الزراعية
الجزء والصفحة:
ص 199-205
2025-10-26
31
مفهوم الحراثة وأهدافها
تعمل المحاريث على إثارة التربة وتجهيزها للزراعة، فبعضها يقوم بتفكيك الطبقة السطحية للتربة وتفتيتها والبعض الآخر يقوم بقلب شريحة التربة، ويمكن تلخيص العمليات الوظيفية الأساسية للمحاريث بما يأتي: تفكيك- تفتيت- تنعيم- خلط- تسوية - كبس، ويرتبط وجوب حدوث هذه العمليات بنوع الحرث ونوع الآلات المستخدمة وبظروف العمل؛ حيث يتم تحديد نوع الآلة المناسبة لمتطلبات العمل، وتعتمد المحاريث على مصادر متنوعة للقدرة المتاحة بالجرار الزراعي من خلال ذراع الشد أو المشبك الثلاثي الهيدروليكي وعمود الإدارة الخلفي. ويمكن تلخيص أهداف الحرث بالنقاط الآتية:
أ. تفكيك التربة وتفتيتها إلى حد ما وخلط جزيئاتها للعمق المناسب للمحصول المزمع زراعية مما يسهل انتشار جذور النبات وحصوله على احتياجاته الضرورية للنمو من ماء وغذاء وهواء.
ب. قتل الحشائش وذلك بقطع جذورها واقتلاعها مما يحد من انتشارها والتخلص من الحشائش من أهم أهداف عملية الحرث لأنها تشكل منافسًا خطيرًا للنبات في احتياجاته الضرورية للنمو خاصة في الأطوار الأولى من نمو النبات.
جـ. قلب التربة وتغطية بقايا المحاصيل السابقة لدفنها في باطن الأرض لتتحلل وتتحول إلى مواد عضويه تزيد من خصوبة التربة وتحسن بناءها.
د. خلط الأسمدة أو المواد الأخرى التي تضاف أحيانا لتحسن خواص التربة، مثل الجبس أثناء عملية الحرث.
هـ. تنشيط البكتيريا المفيدة في الأرض وذلك بتسهيل مرور الهواء داخل التربة.
و. المساعدة على هلاك الحشرات المختبئة في باطن الأرض وذلك بتعريضها لأشعة الشمس.
ز. تسهيل حركة المياه داخل التربة.
ي. تقليل تأثير تعرية الرياح والمياه وذلك بترك سطح الحراثة خشناً.
1. نظم الحرث وأنواعها :
تقسم نظم الحرث الى نوعين أساسيين هما :
أولاً: نظم الحراثة التقليدية وتشمل الأنواع الآتية :
1- الحرث الأولي (حراثة رئيسة = حراثة أساسية): وهي حراثة متوسطة العمق إلى عميقة 15 - 35 سم ، يتم فيه تفكيك سطح التربة وتفتيتها واقتلاع الحشائش وبقايا المحصول السابق ودفنها في التربة.
2- الحرث الثانوي: وهي حراثة سطحية أقل من 15 سم ، مكمل لعملية الحرث الأولي ويتم فيه زيادة تفتيت التربة وتنعيمها وتسوية سطحها وتقليل الجيوب الهوائية فيها من أجل الحصول على مهد جيد للبذرة.
3- حراثات خاصة: ولها أهداف خاصة مثل حراثة بقايا المحاصيل وتكسير الطبقات الصماء تحت سطح التربة وإنشاء الخطوط أو البتون لأغراض الزراعة أو السقاية واستصلاح الأراضي كعمليات التسوية وتنظيف الأرض من الحجارة .
ثانياً: نظم الحراثة المرشدة:
وتهدف للحد من التعرية والمحافظة على الرطوبة وتوفير الطاقة والتكاليف والتقليل من أضرار كبس التربة وتحسين خواصها والمحافظة على خصوبتها بشكل مستدام ولها مستويات مختلفة مثل:
1 - الحراثة الدنيا (الحراثة الاقتصادية، أو الوقائية): وهو نظام أقل حراثة من خلال إلغاء أي من الحراثات الأولية أو الثانوية لتوفير التكاليف، أو استخدام محاريث خاصة للحد من التعرية مثل العزاقات الإزميلية والمحاريث المسطحة لقطع جذور الأعشاب السطحية دون قلبها أو نقلها من أماكنها .
2- حراثة الصفر (اللاحراثة) : وهو نظام الزراعة الحافظة من دون حراثة وإتمام عملية إثارة التربة أثناء عملية البذر ، مما يستلزم استعمال مبيدات الأعشاب بنسبة كبيرة. ويستخدم لهذا الغرض بذارات خاصة تسمى آلة البذر المباشر مزودة بفجاجات حفارة تشق خطوطا ضيقة تدفن فيها البذور على عمق محدد وتغطى بوسائل مناسبة. يتوفر منها آلات بذر مدمجة طورت محليا للزراعة الحافظة لبعض أنواع محاصيل الحبوب وبشكل خاص في المناطق شبه الجافة.
3- حراثة الشرائح: وهو نظام حراثة أجزاء من التربة وزراعة المحصول فيها.
4- الحراثة المدمجة: وهو نظام لدمج أكثر من نوع من الحراثات بالعملية نفسها.
2. تقييم نوعية الحراثة :
تقيم نوعية الحراثة بمجموعة من المعايير يمكن تلخيصها بما يأتي: انتظام عمق الحراثة، استوائية سطح الحرث، تفكيك التربة وتنعيمها وتكسير كتل الطين (الكدر) ، انتظام خطوط الحراثة وعدم وجود بقع بور غير محروثة، اقتلاع الحشائش والأعشاب الضارة وبقايا المحصول السابق وتقطيعها ، قلب التربة ودفن بقايا النباتات بداخلها. وتتأثر نوعية الحراثة بصحة شبك المحراث مع الجرار، والرطوبة النسبية للتربة، وسرعة العمل. تحدث عيوب في الحراثة بسبب الشبك الخاطئ، وارتفاع نسبة الرطوبة في التربة، وزيادة سرعة العمل، كما يصعب توجيه الجرار، ويزداد استهلاك الوقود واهتراء العجلات. يتم تقييم انتظام العمق بقياس متوسط عمق الحراثة بواسطة مقياس مناسب وبطول أقطار الحقل بين سطح البور وقاع الأخدود، ومقارنته مع القيمة الافتراضية. أما استوائية السطح فتُتحدد بقياس بعد القطاع العرضي للحراثة مع التموجات على سطح الحرث. ولقياس درجة التنعيم تُؤخذ عدة عينات بطول أقطار الحقل، توزن الكتل الترابية وتوزع ضمن مجموعات باستخدام غرابيل أبعاد فتحاتها 10 - 50 مم. وتكون كتل التراب التي تمر من فتحات الغرابيل أقل من مقاسات فتحاتها . ثم توزن كل مجموعة بعد الغربلة على حدة، وتحدد نسبتها. وينبغي ألا تزيد مجموعة الكتل الترابية بأقطار أكبر من 50 مم، عن 15 %. أما كفاءة دفن الما فتقاس بتقدير كمياتها قبل الحرث وبعده، وإيجاد معامل للقياس من خلال النسبة بين القيم الناتجة وكميات المواد قبل الحرث. كما يتم تقدير المساحة البور غير المحروثة بشكل عيني وباستخدام إطار القياس ولعدة مكررات بطول أقطار الحقل، وعلى أشرطة الاستدارة.
3. تقسيم المحاريث الأولية (الرئيسة، الأساسية):
تقسم المحاريث المستخدمة في تجهيز التربة وإعداد مرقد البذرة وفق مبادئ متعددة وهي:
- نوع الحرث: تقسم المحاريث حسب نوع الحرث إلى محاريث أولية ، محاريث ثانوية ومحاريث خاصة . يزيد عمق الحراثة الأولية عن 15 سم حتى 25 سم في الحراثة المتوسطة العمق ويصل حتى 35 سم في الحراثة العميقة، وتبلغ السرعة المناسبة لعملها 4 - 10 كم / سا . بينما يقل عمق الحراثة الثانوية عن 15 سم، وسرعة عملها ما بين 8 - 12 كم / سا.
- مبدأ العمل : تقسم المحاريث حسب مبدأ عملها إلى الأنواع الآتية : المحاريث الحفارة، المحاريث القلابة ولها عدة أنواع منها القلابة المطرحية (في اتجاه واحد أو في اتجاهين)، والقلابة القرصية القرصي العادي (في اتجاه واحد أو في اتجاهين)، والقرصي الرأسي، والمحاريث الدورانية.
- مصدر القدرة وطريقة الشبك والربط مع الجرار : محاريث مقطورة ، محاريث نصف معلقة ومحاريث معلقة.
- تكنولوجيا الحرث وأسلوبه (طرق الحرث): محاريث وحيدة الاتجاه ومحاريث ثنائية الاتجاه (الانعكاسية). ويبين الجدول التالي أنواع المحاريث القلابة حسب طريقة الشبك والربط وتكنولوجيا الحرث.
- تكامل العمل : تقسم المحاريث حسب مبدأ تكامل العمل إلى محاريث بسيطة مكونة من آلة واحدة، ومحاريث مركبة من أكثر من الة من النوع نفسه بهدف زيادة عرض العمل، واستغلال القدرة المتاحة، ومحاريث مدمجة، وهي محاريث مركبة ومكونة من أكثر من محراث ولكنها من أنواع مختلفة، بهدف تحسين نوعية العمل، وتقليل حركة الآلات في الحقل.
جدول يبين رسم تخطيطي لأنواع المحاريث القلابة حسب طريقة الشبك، وتكنولوجيا العمل.

- مبادئ أخرى مثل تركيب الأجزاء الوظيفية الفعالة وعمق الحراثة وزاوية القلب:
تقسم المحاريث حسب تركيب الأجزاء الفعالة إلى محاريث مطرحية وأخرى قرصية، أو محاريث مزودة بأجهزة حماية وأخرى غير مجهزة بأجهزة حماية، وتقسم حسب عمق الحراثة إلى محاريث ذات ، حراثة عميقة 25 - 35 سم وأخرى سطحية الحراثة تبدأ من أعماق قليلة جداً حتى 15 سم، كما تقسم المحاريث حسب درجة القلب إلى محاريث ذات كفاءة عالية في القلب، وأخرى ذات كفاءة محدودة نسبياً، وتقدر درجة قلب المحاريث النمطية بحدود 120 - 145 درجة. تعمل المحاريث وحيدة الاتجاه على قلب التربة في اتجاه واحد فقط، ويناسب ذلك العمل في مساكب أو شرائح، أما المحاريث ثنائية الاتجاه فتقوم بقلب التربة في اتجاهين لوجود أبدان مضاعفة متعاكسة الاتجاه بالنسبة لبعضها بينها زاوية 180 درجة ، 120 درجة أو 90 درجة وقابلة للقلب والدوران حول حامل مشترك وموازي لاتجاه السير، أو متماثلة الاتجاه بالنسبة لبعضها ومتغايرة في اتجاه القلب ومركبة على حوامل مستقلة يمكن التحكم في مستوياتها كما في المحاريث المطرحية. أما في المحاريث القرصية ثنائية الاتجاه توجد مجموعة واحدة من الأبدان قابلة للدوران وتغيير اتجاه القلب. ويناسب العمل بالمحاريث ثنائية الاتجاه بطريقة الذهاب والإياب (المكوكية)، وتتميز المحاريث ثنائية الاتجاه بما يأتي:
أ. المحافظة على استوائية سطح الحرث، حيث وإن الحراثة بالطريقة المكوكية تلغي كلا من الأخاديد والبتون في وسط الحقل أو شرائح العمل، لذلك فهي مناسبة في المناطق التي تعتمد على الطرق التقليدية للري.
ب. الحد من انجراف التربة عند العمل على المنحدرات وقلب التربة عكس اتجاه المنحدر، وبذلك فهي مناسبة للحراثة الكنتورية والعمل في المنحدرات حتى 25 % درجة انحدار.
4. طرق الحرث وأساليبه :
يتوقف اختيار الطريقة المناسبة للحرث على عدة عوامل أهمها نوع المحراث ، مساحة الأرض المراد حرثها والشكل العام للأرض ومدى انتظام حدودها وذلك لتحقيق معايير الجودة المطلوب للحراثة وتشغيل وحدات الحراثة بكفاءة عالية، والطرق المتبعة في الحراثة هي:
- الحرث في مساكب أو شرائح : يستخدم لهذا الغرض المحاريث وحيدة الاتجاه ويتطلب ذلك تقسيم الحقول الكبيرة إلى شرائح عمل تنفذ فيها الحراثة بطرائق مختلفة مثل التطويق ( الطريقة المتباعدة ) حيث يبدأ الحرث من أحد الأطراف ويتجه يساراً إلى الجانب الآخر من الحقل، ويستأنف العمل والدورانات على أشرطة الاستدارة على طرفي الحقل، ويستمر الحرث من الداخل حتى يكتمل حرث الشريحة ويتكون أخدود في نهاية الحرث وفي منتصف الشريحة، أما طريقة التجميع (الطريقة المتقابلة) فيبدأ الحرث من منتصف الحقل وينتهي بالأطراف وفي اتجاه حركة عقارب الساعة ويتكون بتن في بداية الحرث وفي منتصف الشريحة كما يمكن العمل بأكثر من شريحة، حيث يبدأ الحرث من أحد أطراف شريحة ما والانتقال يساراً إلى طرف الشريحة المجاورة ويستأنف العمل والدورانات على أشرطة الاستدارة وتسمى هذه الطريقة الطريقة المستمرة أو التبادلية، وتتميز بغياب الأخاديد والبتون في منتصف شرائح العمل.
- الحرث بطريقة الذهاب والإياب (المكوكية) يمكن العمل بهذه الطريقة في مشاوير متجاورة بدءا من أحد أطراف الحقل وانتهاءً بالطرف الآخر وتتميز هذه الطريقة بغياب الأخاديد والبتون عند منتصف شرائح العمل ويستخدم لهذا الغرض المحاريث ثنائية الاتجاه ويتم التحكم بوضع الأبدان ورفعها أو خفضها باستخدام أسطوانة هيدروليكية تعمل بواسطة الجهاز الهيدروليكي للجرار .
الاكثر قراءة في المكائن والالات الزراعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة