آثار بطليموس الثالث في الوجه القبلي (أسوان)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج15 ص 237 ــ 239
2025-10-17
320
معبد الإلهة «إزيس».
بدأ «بطليموس الثالث» إقامة هذا المعبد، وأكمله بعده «بطليموس الرابع»، ويقع هذا المعبد جنوب بلدة «أسوان» بين خرائب البلدة القديمة، وقد أقيم الجدار الأمامي لهذا المعبد من الحجر الرملي العاري عن كل نقش أو زينة، والمعبد له بابان؛ الباب الرئيسي منهما يقع في وسط الجدار، والصغير في الجانب، ويؤدي كل منهما إلى قاعة المعبد.
ويُلَحظ أن الباب الرئيسي الذي كان يدخل منه العامة إلى مُتوَّج بكرنيش مقعر، وفي أسفله قرص الشمس المجنح، ويُشاهد على عتبة الباب أربعة مناظر، مثل فيها «بطليموس الثالث» وخلفه الملكة «برنيكي الثانية» يقدم نبيذًا للإلهة «إزيس» وكذلك مُثِّل وهو يقدم صورة «ماعت» للآلهة «خنوم» و«ساتيس» و«عنقت»؛ ويُرى وهو يطلق البخور للإله «أوزير-وننفر»، و«إزيس» و«حربوخراد»، وأخيرًا يُرى «بطليموس» واقفًا أمام الإله «سبك» والإلهة «حتحور».
وعلى جانبي الباب نُقشت ثلاثة مناظر يُشاهد فيها «بطليموس الثالث» يقدم صورة «ماعت» إلى «أمنئوبت» في أسوان (يقصد آمون الأقصر) كما يقدم لبنًا لآلهة، ويطلق البخور لإزيس، وعلى الجانب الجنوبي يُشاهد «بطليموس» يُقدم أوراقًا للإلهين «مين» و«آمون» ولبنًا للإلهة «حتحور» وقربانًا للإلهة «إزيس».
وعند الدخول من الباب يُشاهد «بطليموس الثالث» على اليمين يقدم قربانًا للإله «حور» وعلى اليسار للإله «تحوت».
ويلفت النظر أن الباب الصغير الذي كان يدخل منه الكهنة له كرنيش صغير ممثل عليه قرص شمس مجنح. هذا، ويُشاهد على عتب هذا الباب أربعة مناظر يقدم فيها «بطليموس» القربان للآلهة، فعلى اليسار يُرى هذا الملك لابسًا تاج الوجه البحري، وبيده مقمعة، وعصًا سحرية، وقد نُقش أمامه متن قصير يُحذر الزائرين ألا يدخلوا هذا البيت إلا وهم مطهرين، ويُشاهد الملك وذراعه ممتدة بحركة تدل على التحية.
وعلى اليمين يُشاهد المنظر المقابل للسابق، ولكنه هُشِّم بعض الشيء، ويُرى فيه الملك مرتديًا تاج ملك الوجه القبلي، وأسفل هذين المنظرين يُشاهد منظران يمثلان «حعبي» (النيل) أحدهما نيل الشمال والآخر نيل الجنوب.
وتلفت النظر قاعة هذا المعبد بوجه خاص؛ لأنها منقطعة النظير في كل معابد القطر الأخرى، فهي من حيث الشكل مستطيلة، وزواياها قائمة، وسقفها سليم يرتكز على عمودين ثقيلين مربعين تاجاهما مربعان وصلبان، وتوجد فيها أربع نوافذ: واحدة في الشمال، والأخرى في الجدار الجنوبي، وواحدة على كل من جانبي المدخل، والأخيرتان مهشَّمتان، هذا ويشاهد في جدران القاعة عدة كُوَّات كانت توضع فيها لوحات منقوشة، وكذلك نجد مائدتي قربان وقاعدة تمثال، وقد نُقِش على المائدتين متن إهداء، وجدران هذه القاعة خالية من كل زخرف، ومن ثَم يشعر الناظر إلى سطح جدرانها بشيء من الكآبة إذا ما قرنها بما على جدران المعابد الأخرى من أنواع الزينة والزخرف.
هذا، ولا يزال باقٍ على جدران معظم المعابد المصرية في الوجه القبلي بعض الألوان الزاهية التي تشبه في بهجتها لون السماء الصافية، وكذلك التلال والأشجار التي تُشاهد خارجها، ولكن في معبد أسوان يُفهَم أنه قد قصد — على ما يظهر — عدم استعمال هذه الألوان، وربما كان الإحجام عن تزيين الجدران بمثل تلك الألوان الأخاذة بداية عهد الزهد والتنسك الذي كان قد أصبح فيما بعد يأخذ بزمام الدين في قبضته بصورة قوية، والواقع أن بوادر هذا العهد كانت قد بدأت فعلًا في مصر القديمة الفرعونية منذ الدولة الحديثة.
وفي محراب معبد أسوان؛ أي قدس الأقداس نُشاهِد على الجدار الخلفي في الصف الأعلى منظرًا مزدوجًا يُشاهَد فيه «بطليموس الثالث» يتعبد «لأوزير» و«إزيس» و«حربو خرات» (؟) كما نشاهده من جهة أخرى ومعه الملكة «برنيكي» الثانية يقدم قربانًا «لإزيس» و«نفتيس» و«حتحور».
وفي الصف الأسفل يوجد كذلك منظر مزدوج يقدم فيه «بطليموس» الخبز للآلهة «خنوم» و«ساتيس» و«عنقت» (وهم ثالوث الشلال) و«حارسئيس» من جهة، ويطلق البخور، ويصب الماء للآلهة «أوزير» و«إزيس» و«نفتيس» و«حور» من جهة أخرى (1)
.................................................
1- Mariette Mon. Div. Pl. 26 (d–t) ; Porter and Moss V. P. 221–223
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة