الفريضة الخامسة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص292-293.
2025-10-05
253
الفريضة الخامسة
قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } [هود: 18، 21].
قال أبو عبيدة : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قوله : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ } إلى قوله : يَبْغُونَها عِوَجاً .
قال : « أي يطلبون لسبيل اللّه زيغا عن الاستقامة ، يحرّفونها بالتأويل ويصفونها بالانحراف عن الحقّ والصواب ».
وقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « إن اللّه تعالى فرض على الخلق خمسة ، فأخذوا أربعة وتركوا واحدا ، فسألوا عن الأربعة ، قال : الصلاة والزكاة والحجّ والصوم ».
قالوا : فما الواحد الذي تركوا ؟ قال : « ولاية علي بن أبي طالب » قالوا : هي واجبة من اللّه تعالى ؟ قال : « نعم ، قال اللّه : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً » الآيات « 1 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالى : {وَيَقُولُ الْأَشْهادُ }.
« هم الأئمّة عليهم السّلام : هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ » « 2 ».
وقال علي بن إبراهيم ، في معنى الآية : يعني بالأشهاد الأئمّة عليهم السّلام ، أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ لآل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حقّهم . ثمّ قال : وقوله : الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً يعني يصدّون عن طريق اللّه ، وهي الإمامة وَيَبْغُونَها عِوَجاً يعني حرّفوها إلى غيرها.
ثمّ قال : وقوله : ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ قال : ما قدروا أن يسمعوا بذكر أمير المؤمنين عليه السّلام ، ثمّ قال : وقوله : أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ أي بطل عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ يعني يوم القيامة ، بطل الذي يدعونه غير أمير المؤمنين عليه السّلام « 3 ».
_____________
( 1 ) مناقب ابن شهرآشوب ج 3 ، ص 199 .
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 142 ، ح 11 .
( 3 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 325 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة