كانت تشكوسلوفاكيا أكثر الدول السلافية تصنيعا قبل الحرب ، وظلت الدولة خارج مدار الاتحاد السوفيتى حتى انقلاب عام 1948، ومع دخولها في منظمة الكوميكون اصاب الشلل تقدمها الاقتصادي نتيجة المشاكل الناجمة من عملية التحديث ومآزق الاستثمار وفق سياسة التخطيط الإقليمي الذي فرضها السوفييت على اعضاء المنظمة. لم تفقد تشكوسلوفاكيا اراضی شاسعة بعد الحرب مثل بولنده ، بل جزءا صغيرا في اقليم الكربات - أوكرانيا ، ومثل بولندة قبل الحرب كانت تشكوسلوفاكيا تضم أقليات كبيرة بلغ عدد ا الألمان منهم ثلاثة مليون ، وأدى بين ألمانيا وتشكوسلوفاكيا بعد عام 1938 إلى طرد الألمان مما أفقد التشيك جزءا مهما من الأيدى العاملة الصناعية ومعظم رجال الأعمال والمقاولين ، بينما خلت المدن الصناعية من السكان بعد ذهاب الألمان ، ومن ثم واجهت الدولة نفس المشاكل التي واجهت بولندة في المناطق الألمانية السابقة من تدريب لكوادر جديدة واعادة توطين المدن المهجورة وتطوير المناطق الصناعية مرة أخرى ، وقد أثارت حاجة الدولة الماسة للموارد القومية لإعادة تطوير منطقة بوهيميا - مورافيا ، شكوك السلوفاكيين حول نوايا حكومة براغ فيما يختص بموضوع التخلف الاقتصادي في سلوفاكيا ، وكانت هذه المسألة من الأسباب التي أفسدت العلاقة بين التشيكيين والسلوفاكيين قبل عام 1939 . ولتفادى أيتفاقم في العلاقات حولت الاستثمارات إلى إقليم سلوفاكيا ، وقد ادى ذلك إلى تأخير وتعطيل عملية تحديث واعادة تجهيز المصانع بالمعدات وتدريب العمال في مناطق التركيز الصناعي في إقليم بوهيميا - مورافيا حيث كانت فرص التنمية مواتية ومجال الاستثمار واسعا ومريحا . وتشكوسلوفاكيا هي إحدى الدول الصناعية الرئيسية في أوروبا الشرقية ، وتوجد ارسابات الفحم في الجزء التشيكي من سايليزيا كما أن هناك حقولا أخرى بين براغ و بازن وفى شمال بوهيميا . أما خام الحديد فتوجد كميات محدودة منه في وسط بوهيميا وشرقى سلوفاكيا، وكذلك يتم استيراد كميات كبيرة منه من الخارج - خاصة روسيا ، كما ان هناك بعض المعادن مثل النحاس والرصاص والزنك والفضة في أجزاء من الدولة ولكن بكميات صغيرة.

تتركز صناعة الحديد والصلب فى سايليزيا وحول بلزن - كلادنو في الغرب وكانت هناك خطة روسية قبل الحرب مباشرة لدمج سايليزيا البولندية والتشيكية سياسيا وتحويلها إلى مركز صناعى لشرق أوروبا ولكن لم يتحقق ذلك . وقد أدى إنشاء المصانع الجديدة في كوتشيس Kosite إلى تدهور المصانع القديمة في سلوفاكيا منذ أواخر الستينات ،  وتستمد المصانع الجديدة خام الحديد من أكرانيا مباشرة بواسطة خط حديدى عريض أنسى، خصيصا لهذا الغرض.

كان تشكوسلوفاكيا تمثل ترسانة إمبراطورية هابسبورج وكانت النتيجة انها ورثت صناعة هندسية (تشمل مصانع سكودا الكبيرة فى بلزن) وفي العشرينات طورت صناعة عربات سكودا التي اصبحت فيما بعد دعامة مهمة لاقتصاد المعسكر الشرق وقوته ، كما توجد صناعة كيماوية مهمة تتركز مع صناعة هندسية الخرى في منطقة بوهيميا مورافيا أيضا ولم تعد هناك مشكلة في الطاقة اد تأتى الأنابيب بالغاز الطبيعي والبترول من حقول روسيا وقد أدى ذلك إلى تطور صناعة البتروكيماويات ، وقد كان للتشديد على صناعة المعدات المنتجة الضخمة في اقتصاد دول شرق أوروبا والأولوية القليلة التي أعطيت للمستهلك أثر عكسي في تشكوسلوفاكيا فقد عانت صناعة الزجاج المشهورة في شمال بوهيميا من فقدان عمالها المهارة إثر طرد الألمان الذين ينافسون المنتجات التشيكية من مصانع مماثلة في ألمانيا الغربية.

أما صناعة النسيج في بوهيميا فلم تجد هي بدورها العناية والاهتمام ومن ثم تدهورت لأن الإنتاج كان موجها لسد احتياجات المستهلكين فقط ، كما أنها من الصناعات التي أعطيت الأولوية في سلوفاكيا ضمن سياسة المساواة في التصنيع بين الأقاليم. ووفق هذه السياسة أيضا تم إنشاء بعض الصناعات الهندسية الخفيفة للتجميع كما في وادي فاه Vah في سلوفاكيا ايضا ، وعلى الرغم من ذلك فان صناعات تشكوسلوفاكيا الاستهلاكية النسيج والأحذية والمعدات المدينة لها شهرتها داخل اسواق الكوميكون ، ولو قدر لها أن تكون في منطقة ذات اقتصاد حر لأصبحت أكبر شأنا وأكثر نماء وانتشارا نظرا لموقعها المركزى فى قلب القارة أصبحت تشكوسلوفاكيا منطقة عبور مهمة للسكك الحديدية رغم أن حركة البضائع الداخلية تسلك محورا شرقى وغربى يربط بين مناطق الصناعة الرئيسية كما انها شرعت ولكن بتردد في اكمال مشروع قناة الدانوب - الأودر التي تمر عبر ممر مورافيا ، ثم حفر فرع منها إلى نهر الألب ، ونسبة لموقعها الداخلي تلجأ الدولة إلى استخدام موانئ دول أخرى فأغلب تجارتها يمر عن طريق موانئ بولندة وألمانيا الشرقية ، وبعضها يتجه إلى هامبورج في ألمانيا الغربية ، كما تسعى يوغسلافيا إلى اجتذاب بعض الحركة عن طريق ميناء رايكا Riicka على البحر الادرياني ، وشهدت حركة المرور على الطرق نهضة كبيرة بعد انشاء شبكة للباصات تغطى اجزاء عديدة من الدولة، كما يتم الآن بناء طريق رئيسي من عند حدود المانيا الشرقية إلى براتيسلافا مارا بالعاصمة براغ .

تلعب الزراعة دورا أقل في التوظيف فى تشكوسلوفاكيا بالمقارنة مع دول أوروبا الشرقية الأخرى، لكن أهميتها تفوق تلك التي في أوروبا الغربية  في منطقة بوهيميا - مورافيا تمارس الزراعة على أساس جزئي أو كحرفة ثانوية إذ تمثل الصناعة أهم الحرف هنا بينما خفض عدد المشتغلين في هذا القطاع في إقليم سلوفاكيا وفقا للسياسة الاقتصادية المتبعة. وعلى عكس ما حدث في بولنده طبق في تشكوسلوفاكيا نضاء المزارع الجماعية الذى تسبب في احداث تغيير في اللاندسكيب ونمط الاستيطان ، ولكن نسبة التضرس المنطقة وانتشار زراعة المرتفعات فإن العائد من الزراعة في مناطق شاسعه منخفض جدا وتسهم الدولة في الكوميكون بنصيب كبير من بنجر السكر (الشمندر) وحشيشة الدينار hon بينما تمول غاباتها الضخمة صناعة ورق مهمة.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

العتبة العباسية المقدسة تشارك بأكثر من 750 إصدارًا في معرض بغداد الدولي للكتاب

تيمنًا بذكرى ولادة الصادقَين (صلوات الله عليهما) شعبة التوجيه النسوي تنظم مسابقة ميدانية لزائرات مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)

المجمع العلمي ينظّم أنشطةً قرآنية في محافظتي كربلاء والديوانية

العتبة العباسية المقدسة تختتم فعاليات مهرجان رحمة للعالمين الدولي الأوَّل

المزيد

الآخبار الصحية

تحذير من الإفراط في شربها.. متى تصبح الماتشا خطيرة؟

من بناء العضلات إلى "تسميم الجسم".. الوجه الآخر للبروتين ؟

دراسة جديدة: مخ الانسان يغتسل أثناء النوم

هل من الآمن شرب القهوة على معدة فارغة؟

المزيد

الآخبار التكنلوجية

مزايا مرآة الرؤية الخلفية ذاتية التعتيم في السيارات

دراسة.. كوكب غريب أمد الأرض بمقومات الحياة !

يهدد عرش هوليود.. أول فيلم رسوم متحركة بالذكاء الاصطناعي

أكبر تغيير منذ سنوات.. هل تكشف أبل النقاب عن "iPhone Air"؟

المزيد

مواضيع ذات صلة

وضع المملكة المتحدة

نمط الشارع الاوربي

النطاقات الحضرية Urban Zones

تكتل المدينة Compactness

مواد البناء التقليدي

المعمار الشعبي

المدن الفينيقية واليونانية

قرى مفتتة غير منتظمة

نشأة القرى الصغيرة (الهاملت)

أنواع السكن الريفي المتجمع Clustered Rural Settlements

تشكوسلوفاكيا

يوغوسلافيا