الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الاتجاهات الحديثة في مصادر الطاقة في أوربا
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 383 ـ 392
2025-09-10
33
كان لأهمية الفحم الحجري كمصدر أساسى للطاقة والحاجة الماسة للحديد والصلب للإنشاء ، أثر كبير في تعمير القارة بعد الحرب في المعسكرين الشرق والغرب ، فقد ازداد الطلب على الفحم وكثفت الجهود لاستغلال المناجم الموجودة واكتشاف حقول جديدة فألمانيا أخذت تستغل مواردها الهائلة من الفحم من إقليم الرور كما ان فرنسا طالبت بضم حقول فحم السار ومصانعها اليها ، واخذت بولندا تغرق أسواق أوربية مثل إسكندناوه وإيطاليا بالفحم من حقول سايليزيا العليا وشرعت بلجيكا في استغلال حقول كمبيتلاند الشمالية بينما أخذت هولنده تطالب ببعض الأقاليم ، عند الحدود الالمانية ظنا منها بانها تحتوى على فحم أما الحقول البريطانية فقد عجزت عن سد احتياجات الدول المستوردة لأسباب منها إعادة تنظيم المناجم وتحديثها وإنتاج الفحم المتضائل وتكلفته العالية ، وقد أسفر البحث المتواصل عن مصادر جديدة من الفحم عن العثور على طبقات جديدة منه في انجلترا وفي المانيا الديمقراطية كما تم رصد كميات كبيرة منه في هولنده وغرب روسيا وزاد الإنتاج والبحث في جنوب شرق القارة وهكذا استمر إنتاج الفحم في توسع وازدياد حتى منتصف الخمسينات عندما أدى الاستخدام المتزايد للبترول في غرب أوربا إلى فرط في إنتاج الفحم وخاصة في منطقة الرور الألمانية وكساد في الطلب ولولا الطلب المتزايد للكهرباء من المولدات التي تدار بالفحم وأيضا لفحم الكوك من قبل مصانع الحديد والصلب لا لخفض الطلب على الفحم بصورة مربعة ، ومن ثم هجرت بعض الحقول الصغيرة في غرب أوروبا رغم صلاحية بعضها للاستغلال الاقتصادي كانت أوروبا قبل عام 1939 تعتمد على البترول المكرر في مصافى مقامة بالقرب من حقول النفط ثم أخذت ألمانيا تطور لاعتبارات استراتيجية إنتاج البترول الصناعي وكذلك البحث عن البترول الطبيعى داخل أراضيها ولكن دون نتائج بجدية نتيجة الزيادة التي طرأت على أسعاره أثناء الحرب وبعدها ، وبعد انتهاء الحرب انخفضت أسعار البترول مما أدى إلى زيادة كبيره في عدد العربات وأيضا إلى استخدام البترول في مجال الصناعة خاصة في توليد الطاقة الكهربائية. كما حدث تطوير سريع في صناعة البتروكيماويات لتصبح أساسا لأنواع عديدة من المواد الاصطناعية ، وأخيرا أدى الخوف من تأمين حقول البترول من قبل الدول المصدرة زائدا مشكلة دفع الأسعار بالعملات الصعبة والتطوير الهائل في طريقة التكرير - أدت هذه العوامل إلى ضرورة إنشاء مصاف للبترول فى الدول المستهلكة لان ترحيل البترول الخام أقل تكلفة من نقل المكرر منه كما أن عملية التكرير ستتم بالقرب من أماكن الاستهلاك مما يتيح الاستفادة من آخر التطورات في المنتجات الجانبية ، بينما تتيح هذه العملية نوعا من الحرية في اختيار أرخص مصادر البترول الخام وتوفير العملات الصعبة. وساعد في انجاح هذه العملية ظهور الناقلات الضخمة مما أدى إلى تكلفة نقل أقل Rotterdam-Europoort ولذلك يتسم معظم مصافى البترول في غرب أوروبا بمواقعها الساحلية مثل المجمع البترولي الضخم في روتردام - پوروبورت - وفى منتصف الستينات فقدت مواقع أهميتها نظرا لصعوبة وصول الناقلات الضخمة إليها وأخيرا أدت ازمة حرب السويس وإغلاق القنال إلى ظهور الناقلات الضخمة التي أخذت تنقل بترول الخليج الخام إلى أسواق أوروبا عن طريق رأس الرجاء الصالح وبتكلفة أقل. أما توزيع البترول داخل الدول فقد كان يتم في الخمسينات عن طريق السكك الحديدية والصنادل المائية ، وقد شجع المتزايد خاصة في أسواق ألمانيا الداخلية إلى مد أنابيب البترول بما ساعد أيضا في ضخ الطلب البترول الخام عبر هذه الأنابيب إلى المصافي المقامة فى الداخل خاصه في حوض نهر الراين.
اما في المعسكر الشرق فما زال الفحم يحتل نسبة أعلى في توليد الطاقة بالمقارنة مع دول غرب أوروبا وما زالت بعض الصناعات المعدنيه في الدول الشرقية تعتمد على الفحم المستورد من الاتحاد السوفيتي بينما انخفض إنتاج الفحم في ألمانيا الديمقراطية النفاذ الطبقات الصالحة للاستغلال ، وقد يرجع السبب في قلة استهلاك البترول في هذه الدول إلى قلة العربات بالمقارنة مع دول اوروبا الغربية ، ولكن يبدو أن احتياطي الفحم في روسيا وسهولة استخدامه تكنولوجيا بالمقارنة مع البترول قد أثر فى سياسة الطاقة في أوروبا الشرقية.
وكما حدث في الغرب كانت هناك مساعي للتنقيب عن البترول كما في رومانيا حيث تم العثور على ارسابات جديدة وفي غرب سيبريا في الاتحاد السوفيتي ، وقد أدى الطلب المتزايد للبترول في دول أوروبا الشرقية إلى مد الأنابيب من حقول الأورال - فولجا إلى بولنده وألمانيا الديمقراطية وتشكوسلوفاكيا والمجر، وتستورد ألمانيا الديمقراطية بعض احتياجاتها من البترول الخام عن طريق ميناء روستوك Rostock كما أن حوض الدانوب سيمول بالبترول الخام من دول العالم الثالث بالأنابيب الممدودة من الميناء اليوغسلافي ريجيكا - بكار Rojekn-Bakar ، كما يتم حاليا تصدير كميات من بترول روسيا الخام إلى الدول الغربية عن طريق ميناء فينتسباز Nentspils الذى يتم بناؤه حاليا على بحر البلطيق كما أن هناك مشروعا لمد خط أنابيب غاز طبيعي من شبه جزيرة يامال إلى غرب أوروبا تقوم بتمويله دول غربية.
ويصل استهلاك دول غرب أوروبا من الغاز السوفيتي حاليا في (النمسا 70 % في عام 1989) ، (ألمانيا الغربية 30% عام 1986) (فرنسا 30% عام 1986) (إيطاليا 23% عام 1986 ) ، ويصل المجموع إلى 9% وسترتفع النسبة إلى 25% في عام 1986 .
أدى الاستخدام المتزايد للبترول إلى الاهتمام باستغلال الغاز الطبيعي الذي شهد تطورا كبيرا في الاتحاد السوفيتي خلال الخمسينات وقد تم اكتشاف كميات كبيرة منه في السهل الأوروبي الشمالي وخاصة في إقليم جرونقن Gronigen الهولندي ، وتمول هولندا جيرانها من هذا الحقل بعد سد الاحتياجات المحلية ، وهذا الاعتماد على الغاز يفسر لنا عدم الاهتمام بالفحم حتى الموجود منه حاليا . وقد شجع هذا الاكتشاف الهولندى البحث عن الغاز في جنوب بحر الشمال خاصة في القطاع البريطاني الذي تم العثور فيه على كميات كبيرة أيضا مما قلل من اعتماد بريطانيا على الفحم، أما في أوروبا الغربية فلم للتمر الجهود عن كميات تجارية من الغاز إلا في رومانيا حيث يكفى الإنتاج للاستهلاك الداخلي وللتصدير لشمال المجر. وقد يصبح الاتحاد السوفيتي من الدول الممولة لأوروبا الغربية بالغاز أو تستلم ألمانيا الغربية وايطاليا جزءا من غازها الطبيعي بواسطة أنابيب مدت خصيصا من الشبكة التي تمول دول الكوميكون . كما أن عملية تحويل الغاز الطبيعى إلى سائل يسهل نقله بالناقلات من حقول شمال أفريقيا . وقد ساعد التقدم التكنولوجى فى مجال البحث والتنقيب عن البترول في بحر الشمال. فإن استخدام أحدث الوسائل العلمية من المسح الجيولوجي والكمبيوتر والتنقيب تحت الماء يزيد التكاليف مما استدعى توحيد الجهود بين دول عدة الاستغلال هذه الموارد الهامة، وقد ساعد ارتفاع أسعار البترول في تخفيف هذه التكاليف ويمثل القطاعان البريطاني والترويجي أهم مناطق استخراج البترول حتى الآن ( 1979 ) كما يشر البحث عن البترول في بحر السلت Celtic Sen ( القطاع البريطاني الأيرلندي ) ، بوجود كميات منه والبحث ما زال جاريا من قبل كل دولة للبحث عن البترول في قطاعاتها من بحر الشمال.
أما الكهرباء فقد أصبحت مصدرا مهما للطاقة ، وقد حدث أكبر توسع في الإنتاج في المحطات الحرارية التي تستخدم الفحم والليجنايت والبترول والغاز الطبيعي والطاقة النووية ، أما الطاقة النووية فقد استخدمت كمصدر للطاقة الأول مرة في الولايات المتحدة وبريطانيا ودخلت دول غربى اوروبا هذا المجال في منظمة الطاقة النووية الأوروبية Eurdatom في عام 1957 . أما الدول المنتجة لليورانيوم داخل السوق المشتركة فهي ألمانيا الغربية وفرنسا بينما تحتل المملكة المتحدة الصدارة في عدد المفاعل الذرية ، وقد شرعت ألمانيا مؤخرا في بناء مفاعل لها . أما الاتحاد السوفيتي فلديه كمات كبيرة من مادة اليورانيوم ودخلت محال استخدام الطاقة النووية منتصف الخمسينات كما قام بمساعدة دول الكوميكون بانشاء محطاتها النووية ولكن روسيا اقل اعتمادا على الطاقة النووية نظرا لتوفر مصادر الطاقة التقليدية فيها.
بينما شهدت دول إسكندناوه ومنطقة جبال الألب تطورا في توليد الطاقة الكهربائية خاصة قبل عام 1945 فقد بقى استغلال وتطور هذا المصدر محدودا في أجزاء أخرى من القارة ، كما شهدت بعض الدول ( مثل بريطانيا وألمانيا ) تقلصا في أما في دول أوروبا الشرقية فقد اعطى تطوير الطاقة الكهرمائية أولوية خاصة في مشاريع التنمية ومن ثم تم إنشاء محطات توليد عديدة ( ومحطات كهربائية خاصة في بلغاريا ورومانيا ) كما أن هناك مشروعا مشتركا بين يوغسلافيا ورومانيا على الدانوب عند البوابة الحديدية لتوليد الطاقة الكهربائية المائية كما تم اخيرا ربط جميع اعضاء الكوميكون بواسطة شبكة كهرباء موحدة.
مع التزايد المستمر في الطلب على الطاقة واستهلاكه فإن مشكلة الطاقة ستبقى أهم ما تواجه الدول الأوروبية كما حدث في عام 1973 عندما شعرت هذه الدول مدى الخطورة التي تتعرض لها فى مثل هذه الاوقات ، وقد دفعت الاسعار المرتفعة للبترول وعدم الاستقرار السياسي في مناطق الإنتاج ( الحرب الإيرانية العراقية ) إلى تكثيف الجهود للبحث عن هذه الموارد فى داخل القارة (كما في بحر الشمال ) وإيجاد بدائل للطاقة كالطاقة النووية أو تطوير دور آخر للفحم كاستخدامه في استخراج البنزين ( غاز وهول ) وإيجاد وسائل لاستخراج الفحم الموجود تحت بحر الشمال ، وهذا الارتفاع المتزايد في أسعار البترول هو الذى أدى الى تصدير البترول والغاز الطبيعي السوفيتي إلى دول غرب أوروبا.
الاكثر قراءة في جغرافية الطاقة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
