الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
العوامل المؤثرة في توزيع السكان في أوربا
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 107 ـ 111
2025-08-31
68
من هذا العرض لتوزيع السكان يظهر أن ارتفاع الكثافة السكانية يتفق إلى حد ما مع إقليم التربات والزراعة المتقدمة ولكن يمكننا أن نرجعه أيضا بصورة مباشرة إلى وجود أقاليم الصناعة التي يعمل بها معظم السكان وإلى الخدمات المتصلة بها ، كما أن هناك علاقة وثيقة بين نطاق الكثافة السكانية المرتفعة هذا وبين موقع الرواسب الفحمية ، كما يظهر فى مناطق ارسابات الفحم الممتد من بريطانيا عبر منطقة سامبر ميوز ومنطقة الرور وسايلزيا العليا وحوض الدون حيث نجد تركزا سكانيا واضحا وهناك عدد من العوامل الأخرى الهامة التي تؤثر فى ارتفاع الكثافة السكانية كالعوامل التاريخية والحضارية وموقع المواد الخام والموارد الأخرى.
وتتباين الكثافة السكانية في المناطق الأخرى بصفة عامة تبعا لاختلاف خصوبة الأرض ومدى سهولة المواصلات، فهى ترتفع نوعا ما في شمال وغرب فرنسا وفى جزء كبير من السهل الأوروبي الشمالي وعلى امتداد نهرا الدانوب ( العلونة ) أما إلى الشمال من خط عرض 60 شمالا ، فإن قسوة المناخ تحد من الزراعة وتكاد تجعل النشاط الصناعي فيها عدا التعدين متندرا ، وتقل كثافة السكان جدا في معظم جهات إسكندناوه وبحد تعقد مظاهر السطح وطول فترة الجفاف في فصل الصيف ممارسة الزراعة إلى درجة كبيرة فى حوض البحر المتوسط كما أن عدد السكان الذين يشتغلون بالصناعة (باستثناء إيطاليا) صغير وتقل كثافة السكان في القرى والأقاليم الزراعية.
ومن العوامل الطبيعية الأخرى التي أثرت في توزيع السكان خاصة في الماضي نجد الثورات البركانية لها الضلع الأكبر في تخفيض السكان في مناطق معينة مثل ثورة بركان أثنا في صقلية وبركان فيزوف الذي دمر مدينة يومياى وبركان لاكي في أيسلند والزلزال الذي راح ضحيته 60,000 نسمة من سكان صقلية في بداية هذا القرن.
أما انسار الأمراض الفتاكة فكان له أيضا أثر كبير في توزيع السكان والطاعون البوبونى الذي انتشر من الشرق مع طرق القوافل راح ضحيته ما يقرب من 25 مليون نسمة في القرن الرابع عشر، أما الملاريا فقد كان أثرها محليا تقريبا وتأثرت بها منطقة كمبانيا Compagna قرب مدينة روما التي هجرها سكانها لانتشار المرض فيها حتى بداية هذا القرن عندما بدأت الحكومة استصلاح الأرض وإقامة مشاريع تصريف المياه حتى أصبحت خالية من الملاريا وجذبت السكان بأعداد ضخمة ، أما العوامل البشرية التي تؤثر على توزيع السكان في أوروبا فكثيرة منها قوانين الوراثة خاصة القانون الرومانى الذي يبيح تجزئة الأرض بين الورثة بعد وفاة المالك مما يؤدي إلى كثافة سكانية عالية فى المناطق الريفية ، وعلى عكس هذا القانون نجد القانون الألماني والإنجليزي الذى يبيح للمالك بأن يورث أرضه كاملة لأحد أولاده فقط أما الباقون فيعوضون بطرق أخرى إن كان هناك ما يستدعي ذلك ، وفى كثير من الحالات يبقى هؤلاء كمستأجرين أو ينزحون إلى المدن طلبا للعمل وهذا يؤدى إلى كثافات سكانية أقل ثم هناك الهجرات الاختيارية كما حدث في أيرلنده وخاصة بعد مجاعة 1840 التي راح ضحيتها مئات الآلاف من السكان ، وما تبع ذلك من هجرة متواصلة إلى انجلترا ومناطق أخرى، إذ حدث خلال خمس سنوات (1846 - 1851) أن هلك أكثر من 800,000 شخص وهاجر حوالى مليون فرد إلى الخارج ومن الهجرات الاختيارية تلك التي خرجت من دول إسكندناوه حيث ساهمت النرويج والسويد والدنمارك وأيسلنده في خلال 35 سنة بمليون وربع مليون شخص من سكانها لتعمير الولايات المتحدة أى حوالي 16٪ من مجموع سكانها في عام 1865 (88 مليون) وهذا باستثناء أولئك الذين هاجروا إلى كندا ، وحين كان الدافع لهجرة الاسكندناويين والايرلنديين اقتصاديا فإن هناك دافع سياسي دفع الألمان الشرقيين للهروب من ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية مما أدى إلى نمو سكاني مضطرد في الدولة الأخيرة مما أجبر الحكومة الشيوعية إلى ايقافها بالقوة في عام 1961 . ولأن معظم المهاجرين كانوا شبابا فقد كان أثر ذلك سيئا على اقتصاديات ألمانيا الديمقراطية . وهناك دوافع أخرى أدت إلى الهجرات الاختيارية مثل الاختلاف في درجة التصنيع بين منطقة وأخرى كما حدث في ايطاليا حيث جذبت مصانع وادى البو أعدادا ضخمة من الجنوب ومنطقة جبال الألب ، كما حدثت أيضا في أسكتلنده عندما أدى إنشاء المصانع في المناطق المنخفضة إلى نزوح المزارعين من المرتفعات المجاورة وكذلك في ألمانيا حين جذبت مصانع الحديد والصلب ومناجم فحم الرور العمال من مناطق نائية مثل شرق أوروبا وبلجيكا وأدى كذلك إلى هجرة الملايين من سكان جنوب أوروبا مثل اليونانيين والإسبانيين واليوغسلافيين إلى المناطق الصناعية في أوروبا الغربية سعيا وراء العمل.
وهناك أيضا الاختلاف في نسبة المواليد بين الأمم المختلفة التي تسكن أوروبا ، وقد أظهر الفرنسيون خاصة نسبة مواليد أقل بالمقارنة مع الأم الأخرى مثل الألمان والبريطانيين والإيطاليين ، وعلى الرغم من أن الفرنسيين كانوا أكثر عددا من جيرانهم حتى عام 1860 فقد كان ترتيب فرنسا هو الرابع من ناحية عدد السكان بعد ألمانيا - بريطانيا - إيطاليا ، بمعنى أن واحدا فقط في كل 12 شخص أوروبي فرنسي الجنسية ، ومما يثير الدهشة أن كثيرا من سكان هذه الاقطار هاجروا إلى الأراضي الجديدة وأن ألمانيا فقدت عددا أكثر من جراء الحروب ودمارها ومع ذلك فقد ظل الفرنسيون أقل عددا منهم ، ومن الفترة ما بين 1800 – 1970 لم تستطع الحكومة رغم الجهود الجبارة أن تضاعف من عدد سكانها في حين أن سكان كل من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا تضاعف خمس مرات في نفس الفترة . وهذه الظاهرة موجودة أيضا في المجموعات الفرنسية الموجودة في بلجيكا وسويسرا.
أما الحروب فقد كانت لها أثرها الواضح في أنماط التوزيع السكاني ، وكان أكثر هذه الحروب دمارا هي حرب الثلاثين سنة التي أدت إلى تخفيض السكان في بعض مناطق ألمانيا بأكثر من ثلثيه كما عانت منها تشيكوسلوفاكيا وبعض دول أوروبا الوسطى ، أما في الحرب العالمية الثانية فقد خسرت روسيا 20 مليون من سكانها ويمثل 10٪ من مجموع سكانها ، وألمانيا 6 مليون أو أكثر من 8٪ من مجموع سكانها في حين أن يوغوسلافيا فقدت 11٪ من مجموع سكانها.
ثم هناك الهجرات الإجبارية التي تتمثل في نقل الأقليات والهجرات لتجنب الاضطهاد الديني أو السياسي والطرد للعمل الإجبارى والهروب لتفادي مناطق الحرب، وكان من جراء ذلك أن حدثت تغيرات جذرية في الكثافات السكانية وكذلك في توزيع اللغات والأديان في أوروبا ومن أمثلة هذه الهجرات الإجبارية التبادل بين اليونان والإغريق ونقل السكان من منطقة لأخرى أيام النازيين ، وإجلاء وطرد عشرة مليون من الألمان الشرقيين من بولنده وتشيكوسلوفاكيا في الفترة ما بين 1942 - 1951م.
الاكثر قراءة في معلومات جغرافية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
