البستانيون
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج14 ص 585 ــ 587
2025-08-29
439
ويطيب لنا أن نذكر هنا على حدةٍ العمال المصريين الذين كانوا يعملون في الحدائق والكروم في «فيلادلفيا»، ومما يلفت النظر أن الوظائف الهامة هنا كان يشغلها أجانب فقد كانت الحاجة ماسة للإخصائيين الذين لم يكن في الاستطاعة الحصول عليهم من بين المواطنين المصريين،1 فمن هؤلاء البستانيون «ستوتوتيس» Stotoetis، «نختوزيريس» Nechthosiris و«بتموتيس» Petimouthes الذي كان يشتغل مع أولاده و«بتوريس» و«أنوفريس» ابن أفتيوس Ephtheus وهم الذين كان يطلق عليهم زراع كروم، وأخيرًا بايس Paies الذي يحمل لقب رئيس البستانيين (P. Mich. Z. 45, 11, 21-22). هذا وكان يشتغل في زراعة الكروم أرانوس وعدد وفير من المصريين.2
وهناك مصريون آخرون من عمال «زينون» كانوا يشتغلون بالمشاركة، ونذكر من بين هؤلاء أولًا أمورتايس أو«أمورتايوس» Amortais الذي كان يعمل بالشرك في قطعان ماعز ويعتني بتكاثرها، ونذكر كذلك «فامونيس» Phamounis الذي كان على ما يظهر يشترك في تربية عجول وما أشبه اليوم بالبارحة،3 ومع ذلك فإنه كما سبق ذكره كانت وظائف المديرين والمشرفين على الشرك يشغلها إغريق في معظم الأحيان.
وقد ذكرنا عند التحدث عن أعمال البناء العامة التي قامت في «فيلادلفيا» اسمَيْ «بتوزريس» و«حوروس» ويجب أن نعيد الكَرَّة للتحدث عنها هنا؛ فقد كان «حوروس» على ما يظهر يدير أعمالًا من قِبَل الضيعة، وقد وقع خلاف بينه وبين المهندس الإغريقي «هديلوس» Hedylos بسبب ذلك،4 أما «بتزيريس» فكان في أغلب الأحيان يقوم بأمر صرف مرتبات ضاربي الطوب وغيرهم من العمال الذين يقومون بنصيب في هذه الأعمال.
وفي متون أخرى نجد وكلاء لزينون مثل «بكيزيس» pekysis و«سارانيس» Saranis و«سيسنوكوس» Sisenkos وهؤلاء لم يكن من المستطاع الوقوف على حقيقة وظائفهم من المتون التي جاء ذكرهم فيها.5 هذا ولا نجد إلا إغريقيًّا في خدمة «أبوللونيوس» الشخصية وفي حاشية «زينون» المقربة إليه جدًّا، والظاهر أن البائس «يتاكوس» الزمار،6 الذي كان يتضرع «لزينون» ليطلق سراحه كان يعد أمرًا شاذًّا على ما يظهر، أو في هذه الحالة هل نفهم أن هذا الرجل كان من الطبقة السفلى من خدام «زينون» وهي الطبقة التي لا يظهر ممثلوها في المتون التي نتحدث عنها؟ والواقع أنه في كل طبقة من مرؤوسي «زينون» نجد إغريقيين ومصريين جنبًا لجنب، ولكن يُلحَظ أن الإغريق كانوا دائمًا يشغلون أعلى الوظائف من بين أتباعه.
ومما يجب التنويه عنه هنا أن العمال الذين كانوا يعملون في ضيعة «أبوللونيوس» كانوا يتقاضون مرتبًا إضافيًّا بمثابة بَدَل ملابس، وكان هذا المرتب يصل أحيانًا إلى أربع عشرة درخمة سنويًّا، وكان مجموع المرتب وفريضة القمح يختلفان على حسب مرتبة الموظف،7 غير أن هذا المرتب كان دائمًا على وجه التقريب يُدفع متأخرًا، وقد كان ذلك هو الهم الدائم لكل أولئك العمال.8
وكان بعض الموظفين في الضيعة يُمنحون كذلك مساكن على حساب الإدارة،9 وفي بعض الحالات كان مرؤوسو «زينون» يشغلون أعمال موظف الحكومة على ما يظهر، وليس في هذا ما يدعو إلى الدهشة إذا فكر الإنسان في الدور والمكانة اللذين كان يشغلهما «زينون» في «فيلادلفيا».
والموظفون المصريون الذين نصادفهم في أوراق وسجلات زينون ليسوا كثيرين، ونعرف من بينهم أربعة.10
أما أحوال معيشة الموظف المصري فكانت دون شك منوعة جدًّا، فكان الكثير منهم يعملون مزارعين للملك، أو عمالًا في ضيعة «أبوللونيوس» بوصفهم من مستخدَمي «زينون»، وعلى الرغم من ذلك فقد كان البؤس حليفًا لهم كما نشاهد ذلك في إحدى الوثائق،11 وذلك أنه من الصعب أن تتصور عمدة قرية لا يتورع عن سرقة خنزير إلا إذا كان في حاجة مُلحة من الفقر اللاذع دفعته إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة.
.........................................
1- راجع: Peremans, V. E. P. 21.
2- راجع: The Journal of Juristic Papyrology, ibid. P. 248.
3- لا تزال طريقة المشاركة في الأطيان وفي الحيوان سائدة في كل أنحاء القطر حتى يومنا هذا.
P.C.Z. 59328, 59429, 59771 11.14; P. C. Z 59744 1.15, 59787 1.32; PSI 361, 368 1.15; P. Mich. Zen. 119 1.25.
4- راجع: P.C.Z. 59531.
5- راجع: P.C.Z. 59218 1.16, 59315, 59316, PSI. 387 (?) 857.
6- راجع: PSI. 416.
7- راجع: Westermann Zen Papyri, Vol. I, P. 80 (ad. P, Col. Zen. 31).
8- راجع: P.C.Z. 59489; PSI, 421, 488, 611, 638; P. Mich. Zen. 89.
9- راجع: Westermann Ibid. Vol. II, P. 42, introd. to P. Col. Zen 75.
10- راجع: The Journal of Juristic Papyrology, Ibid. P. 249.
11- راجع: P.C.Z. 59379.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة