مـظاهـر ومـؤشـرات تـدهـور المـراعـي
المؤلف:
د . حمد بن محمد آل الشيخ
المصدر:
الحروب التجارية المعاصرة
الجزء والصفحة:
ص183- 185
2025-08-25
317
4-5-4 مظاهر ومؤشرات تدهور المراعي
تحدثت معظم التقارير والدراسات والمسوحات عن التدهور الذي أصاب المراعي وأدى إلى اتساع رقعة الصحراء، وبروز مظاهر التصحر الذي انعكس في عدد من المظاهر. أحدها تلف الغطاء النباتي للتربة مما يؤدي إلى انخفاض الاحتمالات الحالية والمستقبلية لإنتاج التربة، ومن ثم تتفكك التربة وتقشرها وتعريتها وزحف الرمال المتحركة عليها بواسطة عوامل التعرية، وارتفاع نسبة الملوحة وقلة المخزون المائي الجوفي. وهذا أشد وأخطر مراحل التصحر، وتقول الدراسات إن خطر التصحر يشمل 14% من سكان العالم، وتعد مناطق الوطن العربي أكثر مناطق العالم تأثراً بهذه المشكلة، فمعظم أراضيه تقع في النطاق الصحراوي أو شبه الصحراوي، وتسيطر عليها الظروف الجافة أو شبه الجافة و 90% من مساحتها معرضة للتصحر ولديها أكثر من ثلث الأراضي المتصحرة في العالم. وتختلف حالة التصحر ودرجة خطورته من منطقة لأخرى تبعاً لاختلاف نوعية العلاقة بين البيئة من ناحية وأسلوب استخدام الإنسان لمواردها من ناحية ثانية، وقد تم الاتفاق في مؤتمر نيروبي 1977م على تحديد درجات التصحر بأربع درجات حسب شدته وخطورته:
أ) تصحر طفيف Slight Desertification، ويحدث إذا تعرضت كل من التربة والنباتات الطبيعية لفقد بسيط لا يؤثر على الطاقة البيولوجية والطبيعية للبيئة.
ب) تصحر معتدل Moderate Desertification ، ويحدث إذا تعرضت النباتات الطبيعية لتلف قليل أو تكونت أراض رديئة بفعل التعرية الهوائية والمائية أو تكونت كثبان رملية أو تعرضت التربة الزراعية للتملح.
ت) تصحر شديد Sever Desertification ، ويحدث إذا حدث تغير واضح في نوعية نباتات وحشائش المرعى حيث تنخفض النباتات المستساغة للحيوانات، وتسود الأنواع غير المرغوبة لرعي الحيوانات، وتفقد التربة طبقتها السطحية الخصبة، وتزداد ملوحتها، وتنخفض فيها الإنتاجية لأكثر من النصف.
ث) تصحر شديد جداً Very sever Desertification، ويصبح التصحر شديداً جداً، إذا ازدادت درجة تدهور النباتات الطبيعية إضافة إلى تعرض التربة للتملح الشديد إلى الحد الذي يحرمها من الإنتاج ويحولها لتربة عقيمة.
ويبين الجدول (1-4) درجات التصحر والنسبة المئوية للأراضي المعرضة لخطر التصحر في العالم حسب تقديرات الأمم المتحدة عام 1989م:

وقد أدى تدهور المراعي وانتشار ظاهرة التصحر إلى:
1. انخفاض في مستوى التغطية والإنتاجية النباتية من الكلأ.
2. تناقص أو انقراض الأنواع النباتية المستساغة والمفيدة للرعي في كثير من المراعي.
3. تزايد نسبة الأنواع منخفضة القيمة الغذائية والسامة التي لا ترعاها الماشية في المراعي.
4. ازدياد مظاهر التعرية كانجراف التربة واتساع رقعة الكثبان المتحركة وظهور الأخاديد العميقة، وتفتت وتصلب التربة.
5. تزايد الطرق العشوائية وتزايد المزارع والزحف العمراني والصناعي على مناطق المراعي خصوصاً في أماكن توفر المياه وتكثر فيها المراعي.
6. تزايد الخلل البيئي نتيجة لعدم التوازن في النظام البيئي كارتفاع متوسط درجات الحرارة، لما للمراعي من دور مهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون CO2 وأدى تدهورها إلى حدوث اضطراب في دورتها، وكذلك اختفاء وانقراض بعض الكائنات الإحيائية المرتبطة بالمراعي، التي لها دور في إحداث التوازن البيئي، وتزايد العوالق الترابية في الهواء، وانخفاض امتصاص التربة لماء المطر، وغيرها من الملوثات.
7. تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان المراعي، مما يدفعهم أكثر إلى الرعي الجائر.
الاكثر قراءة في ألانظمة الاقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة